إبراهيم الدراوي:مصر قوية والدعم الأمريكي لإسرائيل يكلف واشنطن الكثير

إبراهيم الدراوي:مصر قوية والدعم الأمريكي لإسرائيل يكلف واشنطن الكثير
كتبت مريم محمود
أوضح الكاتب الصحفي إبراهيم الدراوي، المتخصص في الشؤون الفلسطينية الإسرائيلية، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحمل دلالات مهمة فيما يتعلق بالعلاقات المصرية الأمريكية، كما تناول في تصريحاته تأثير هذه تصريحات ترامب على الأمن القومي المصري في حال تنفيذ خطته الخاصة بالقضية الفلسطينية.
يرى الدراوي أن العلاقات المصرية الأمريكية قائمة على أسس قوية، إلا أن الأمن القومي المصري خط أحمر لا يمكن المساس به، مؤكدًا أن مصر رفضت بشكل قاطع أي محاولات للمساس بسيادتها أو التأثير على استقرارها الداخلي. وأوضح أن القيادة المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رفضت منذ اللحظة الأولى أي مقترحات تتعلق بتهجير الفلسطينيين، مشددًا على أن القاهرة تعمل باستمرار على توضيح موقفها الرافض لأي عمليات تهجير قسري للفلسطينيين، حيث اعتبر الرئيس المصري أن الشعب الفلسطيني تعرض للظلم لأكثر من 70 عامًا، ولن تكون مصر جزءًا من أي سياسة تستهدف مضاعفة هذا الظلم.
وأشار الدراوي إلى أن ترامب يتبنى سياسة تقوم على تضخيم الذات وتجاهل الحقائق على الأرض، مشيرًا إلى أن فوزه السابق في الانتخابات جاء بدعم جزئي من بعض الجاليات العربية داخل الولايات المتحدة، إلا أنه مع تصاعد سياساته العنيفة تجاه القضية الفلسطينية، بات واضحًا أن إدارته لا تهتم سوى بالمصالح الإسرائيلية، بغض النظر عن تأثير ذلك على استقرار الشرق الأوسط.
وأضاف أن طرح ترامب لفكرة تهجير الفلسطينيين يتجاوز كونه مقترحًا سياسيًا إلى كونه شكلًا من أشكال التطهير العرقي، إذ يعني إخراج الفلسطينيين من أراضيهم لصالح إسرائيل، وهو ما يتناقض مع القانون الدولي، فضلًا عن أنه يضع المنطقة بأكملها أمام سيناريوهات تصعيد خطيرة.
أكد الدراوي أن المرحلة المقبلة تستدعي تبني الدول العربية لدبلوماسية أكثر صلابة في التعامل مع الإدارة الأمريكية، خاصة أن ترامب لا يأخذ بعين الاعتبار سوى لغة المصالح والقوة. ورغم ذلك، شدد على أن العلاقات بين المؤسسات المصرية والأمريكية ستظل قائمة ومستقرة، نظرًا لأن المؤسسات تعمل بمنطق استراتيجي يتجاوز قرارات الرؤساء المتغيرة.
وحول ما إذا كان تنفيذ خطة ترامب قد يؤدي إلى تصعيد عسكري بين مصر والولايات المتحدة، استبعد الدراوي هذا السيناريو، مشيرًا إلى أن مصر لديها قدرات دفاعية قوية تمكنها من حماية حدودها وأمنها القومي، كما أن الولايات المتحدة لا ترغب في فتح جبهة مواجهة عسكرية في المنطقة، خصوصًا أن دعمها لإسرائيل لم يحقق النتائج المرجوة كما كانت تأمل.
موضحًا أن الإدارة الأمريكية دفعت ثمنًا باهظًا بسبب استمرارها في دعم إسرائيل دون حساب للتداعيات، حيث كلفتها المواجهات الأخيرة في غزة حوالي 35 مليار دولار من الخزانة الأمريكية، وهو ما يعكس مدى تعقيد الحسابات الأمريكية في هذا الملف.
أكد الدراوي أن الحل الأمثل لا يكمن في التهجير أو تصعيد الأوضاع عسكريًا، بل في تطبيق حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود عام 1967. ورأى أن هذا السيناريو سيؤدي إلى إنهاء ظاهرة المقاومة المسلحة بشكل تدريجي، عبر منح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، لكنه في الوقت ذاته شكك في إمكانية تفهم إدارة ترامب لهذه الرؤية، نظرًا لسياساتها المتشددة تجاه الفلسطينيين.
واختتم الدراوي تصريحاته بالتأكيد على أن مصر ترفض أي حلول قائمة على فرض الأمر الواقع بالقوة، وأن موقفها الثابت هو دعم الحقوق الفلسطينية ضمن إطار الشرعية الدولية، مشيرًا إلى أن القاهرة ستواصل جهودها الدبلوماسية لحماية الاستقرار الإقليمي ومنع تصعيد الأوضاع في المنطقة.