بسبب ارتفاع التكاليف والبطالة .. الزواج في مصر أصبح حلم بعيد المنال ؟

كتبت فاطمه ياسر
الزواج في مصر
في السنوات الأخيرة، شهدت مصر ارتفاعًا ملحوظًا في سن الزواج، حيث أصبح العديد من الشباب والفتيات يؤجلون خطوة الارتباط لعدة أسباب، أبرزها الظروف الاقتصادية الصعبة. فتكاليف الزواج المرتفعة، من مسكن ومهر وتجهيزات، أصبحت عبئًا ثقيلًا على الشباب، مما يجعلهم غير قادرين على تحمل هذه الأعباء.
إلى جانب ذلك، تغيرت نظرة المجتمع للزواج، حيث يفضل الكثير من الشباب استكمال تعليمهم وتحقيق الاستقرار المهني قبل اتخاذ خطوة الزواج، بينما أصبحت الفتيات أكثر استقلالية ويفضلن بناء مستقبل مهني قبل الارتباط. كما أن الانفتاح على الثقافات المختلفة جعل الزواج التقليدي أقل جذبًا، وأصبح البحث عن شريك حياة متوافق فكريًا وعاطفيًا أمرًا أساسيًا.

وقد أضافت الدكتورة هالة منصور، أستاذة علم الاجتماع، أنه بناءً على الدراسات العلمية، فإن السن المناسب للزواج يتراوح بين 25 و30 عامًا، مشيرة إلى أهمية التوازن بين الاحتياجات المادية والعاطفية عند اختيار شريك الحياة. من جهة أخرى، أكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، أن غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة، تعد من الأسباب الرئيسية لتأخر سن الزواج في مصر. كما أظهرت دراسة ميدانية نشرت في مجلة “دراسات في العلوم الإنسانية والاجتماعية” أن العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تلعب دورًا كبيرًا في تأخر سن الزواج في المجتمع المصري.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الشباب لا يقتصرون على تأجيل الزواج، بل يعزفون عنه تمامًا، إما خوفًا من المسؤوليات أو بسبب ارتفاع معدلات الطلاق، مما يجعلهم مترددين في اتخاذ هذه الخطوة. كما أن هناك من يجدون في العزوبية حرية أكبر، خاصة إذا تمكنوا من تحقيق الاستقلال المالي والنجاح المهني. ورغم أن تأخر الزواج يعد قرارًا شخصيًا، إلا أن له تأثيرات سلبية على المجتمع، مثل انخفاض معدلات الإنجاب وزيادة نسبة العنوسة. كما يعاني بعض الأفراد، خاصة الفتيات، من ضغط اجتماعي بسبب تأخرهم في الزواج، حيث تُفرض عليهم توقعات اجتماعية تدفعهن للزواج في سن معينة.
وفي محاولة لمعالجة هذه الظاهرة، يُوصى بتقليل تكاليف الزواج وتغيير النظرة المجتمعية التي تربط الزواج فقط بالاستقرار، بالإضافة إلى توفير فرص عمل تساعد الشباب على تحقيق الاستقلال المالي. كما يجب نشر الوعي بأن الزواج ليس واجبًا اجتماعيًا، بل هو قرار يعتمد على النضج والاختيار الصحيح، لضمان حياة زوجية مستقرة وناجحة.