الناقد أحمد سعد: دراما رمضان 2025 بين التجديد والمغامرة.. والسوشيال ميديا سلاح ذو حدين
كتبت روضه علي
الناقد أحمد سعد لدراما رمضان
مع اقتراب شهر رمضان، يزداد الحديث عن المسلسلات الجديدة التي ستُعرض خلال الموسم الدرامي، في ظل المنافسة القوية بين صناع الأعمال الفنية. في هذا السياق، قدم الناقد الفني أحمد سعد رؤيته حول الموسم الرمضاني لهذا العام، متحدثًا عن التنوع الكبير في الموضوعات والجودة الفنية التي تميز العديد من الأعمال الدرامية الجديدة.
موسم درامي استثنائي
في حوار خاص مع “60 دقيقة نيوز”، أكد الناقد أحمد سعد أن الموسم الدرامي الرمضاني هذا العام يعد من أكثر المواسم تنوعًا وجودة في السنوات الأخيرة، حيث يشهد تنوعًا في القصص وتطورًا في الشخصيات، مع ما يقرب من 30 مسلسلًا جديدًا. وأشار إلى انتشار المسلسلات القصيرة التي تتكون من 15 حلقة فقط، في ظاهرة جديدة تشهدها الدراما المصرية.
كما لفت إلى تغيير بعض الفنانين لأسلوبهم المعتاد، مثل أحمد مكي الذي خرج من إطار شخصية “الكبير أوي” ليقدم دورًا جديدًا في مسلسل “الغاوي”، ومصطفى شعبان الذي يخوض تجربة جديدة بتجسيده شخصية صعيدية لأول مرة في مسلسل “حكيم باشا”. من جهة أخرى، قرر محمد رمضان الابتعاد عن الدراما هذا العام، حيث يشارك ببرنامج جديد بعنوان “مدفع رمضان”، وهو ما يعكس تطورًا ملحوظًا في الموسم الرمضاني.
تطور نوعية المسلسلات المصرية
وحول تطور الدراما المصرية، أوضح أحمد سعد أن هناك تحسنًا كبيرًا في جودة المسلسلات، نتيجة التطور التقني في مجالات الإخراج والتصوير والجرافيك، مما جعل الأعمال أكثر جاذبية وإثارة. وأضاف أن الموضوعات نفسها أصبحت أكثر تنوعًا، حيث لم يعد التركيز ينصب فقط على الأكشن أو الدراما التقليدية، بل أصبحت هناك أعمال تناقش قضايا اجتماعية مهمة بأسلوب جديد، إلى جانب تواجد قوي للكوميديا.
تأثير الدراما على القيم الاجتماعية
أكد الناقد أن الدراما تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز القيم والمبادئ في المجتمع المصري، حيث تعكس الواقع الاجتماعي وتتناول قضاياه بطريقة درامية مؤثرة. وشدد على ضرورة التزام الدراما بالمحددات الأخلاقية والاجتماعية، وعدم تقديم محتوى يؤثر سلبًا على المجتمع، موضحًا أن الدراما قادرة على تشكيل الوعي وتنمية العادات الإيجابية داخل البيوت المصرية.
وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على نجاح المسلسلات
وحول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على نجاح الأعمال الدرامية، أشار أحمد سعد إلى أن المنصات الرقمية أصبحت عاملًا رئيسيًا في تقييم نجاح أو فشل أي مسلسل. فصناع الدراما يعتمدون بشكل كبير على السوشيال ميديا في الترويج لأعمالهم، سواء من خلال نشر مشاهد حصرية أو التفاعل مع الجمهور، مما يخلق حالة من الجدل ويزيد من نسب المشاهدة.
وأضاف أن بعض المسلسلات تحقق نجاحًا كبيرًا بسبب التفاعل الجماهيري عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في حين أن بعض الأعمال الأخرى قد تتعرض لحملات نقدية تؤثر سلبًا على نجاحها، وهو ما يؤكد الدور المتزايد لهذه المنصات في تشكيل الرأي العام حول الدراما الرمضانية.
هل يفضل المشاهد العربي الدراما الواقعية أم القصص التقليدية؟
يرى أحمد سعد أن المشاهد العربي يميل إلى الدراما التي تناقش قضاياه واهتماماته، لكن مع ضرورة تقديم هذه الموضوعات بأسلوب جذاب ومناسب. وأكد أن الفرق بين الدراما والسينما التسجيلية يكمن في أن الدراما تقدم محاكاة للواقع وليس نقله كما هو، مشددًا على ضرورة مراعاة المحددات الثقافية والاجتماعية عند تناول القضايا الشائكة.
وفي ختام حديثه، أشار إلى أن الدراما التلفزيونية يجب أن تحقق التوازن بين تقديم محتوى ممتع وفي الوقت ذاته هادف، حتى تستمر في جذب المشاهدين وتعكس تطور المجتمع المصري والعربي.
