النور قاطع ومتحدث الكهرباء ” شاهد ماشافش حاجة”
حديث أقرب للكوميديا مع عمرو أديب
المداخلة التي أجراها متحدث وزارة الكهرباء مع الإعلامي عمرو أديب على “إم بي سي مصر” أمس، كاشفة جدا لأصل وأصول وقواعد وسواعد الارتباك في مصر المحروسة، وكاشفة أيضا لسياسة حلق حوش التي يتبعها بعض المسئولين تبعنا.
الرجل للأمانة كان واضحا وشفافا وشفيفا إلى أبعد الحدود لدرجة أنه لم يقل شيئا يشفي غليل وغل المواطنين الذين كادوا يفطسوا من شدة الحر وانقطاع التيار، ولم يلق عليهم حتى بجردل مياه يخفف عنهم وطأة العذاب.. ربما قال في نفسه إنه يخدمهم بانقطاع التيار لعلها تكون بروفة ناجحة لنار جهنم التي سيذهبون إليها إن آجلا أو عاجلا، مع إنهم دخلوها وهم لازالوا في دار الدنيا ولم يعودوا بحاجة إلى بروفات أو بروفالات أوبروفايلات.. الأخيرة من بروفايل والتي قبلها من بروفل أو شيرز يعني!
عمرو أديب يجيب الرجل كده يجي له كده.. حاول أن يخرج منه بشئ وهو المذيع المحترف فعاد بخفي حنين وفي الغالب لن يطلع الخفان مقاس عمرو لأن مقاسه أربعة إكس لارج!
يسأله عمرو أديب عن سبب انقطاع التيار المستمر فيقول ضعف ضغط الغاز، فيقول عمرو يعني مافيش غاز كفاية فينفي الرجل ويقول ضعف ضغط الغاز، يسأله ومن المتسبب في ضعف ضغط الغاز فيقول هذا الملف لايخصني ، وبعد أخذ ورد ومحاورة ومداورة يقر ويعترف إنها مسئولية البترول.. يسأله ومتى ينتظم التيار فيقول إن دولة رئيس الوزراء قال منتصف الأسبوع الحالى، يصر على تكرار كلمة دولة رئيس الوزراء مع إنه لو قال رئيس الوزراء فقط لن يتعرض للسجن أو للفصل من منصبه.
المهم أن المواطنين لم يخرجوا بش من مداخلة متحدث الكهرباء، فقد ألقى الرجل بالكره في ملعب دولة رئيس الوزراء ومعالي وزير البترول. الكهرباء إذن بريئة ومبرأة من انقطاع الكهرباء وعلى المتضرر أن يخبط رأسه في أقرب عامود إنارة بشرط أن يكون ذلك في عز الضهر حتى تعينه إضاءة العامود على التنشين صح.
في كل دول العالم ينقطع التيار الكهربائي ولكنه لاينقطع بشكل عشوائي أو على فجأة ، بل بشكل منظم ومنتظم ويتم إرسال رسالة إلى المواطنين بأن التيار سينقطع في المنطقة الفولانية يوم كذا الساعة كذا الدقيقة كذا وسوف يستمر ربع ساعة أو ساعة أو حتى خمس ساعات فيأخذ المواطنون حذرهم ويستعدون للمعركة.
في مصر لاأحد يفعلها ، ممكن تبقى في الأسانسير ويقطع النور عليك معاك ربنا إن شالله تفطس ، ممكن تبقى في الدور العشرين فيقطع النور والمياه وانت في الحمام عادي.. طب حد يقول عشان ناخد مناديل أو أي شئ نتصرف به..إحنا مش فاضيين للدلع بتاعك يامواطن.
الغريب في الأمر أن في انقطاع التيار ” خيار وفاقوس ” أيضا، هناك مناطق في المدن الكبرى تحديدا ينقطع التيار ساعة أو نصف ساعة مرة واحدة يوميا، وهناك مناطق في الصعيد وقرى بحري ينقطع بالخمس ساعات عدة مرات في اليوم. لاأحد يفهم شيئا في أسرار انقطاع الكهرباء ، هل هو الحر الرهيب الذي يدفع الناس إلى الإسراف في استخدام المراوح، أم أنه خطة الكهرباء لتوفير الغاز لتصديره كما يدعي الحاقدون والمغرضون.. الله أعلم وليس متحدث الكهرباء الذي لايعلم شيئا أو يعلم ومخبي!