بعد حادثة انتحار الأوبرا.. تعرف على الأسباب النفسية التي تؤدي إلى الانتحار

بعد حادثة انتحار الأوبرا.. تعرف على الأسباب النفسية التي تؤدي إلى الانتحار
كتبت مريم محمود
أثارت حادثة انتحار شاب من الأوبرا حالة من الجدل، خاصة أنها ليست الحادثة الأولى من نوعها، ما دفع العديد من المختصين إلى البحث في الأسباب النفسية التي قد تدفع الأفراد إلى إنهاء حياتهم. وفي هذا السياق، أوضحت الاستشاري النفسي الدكتورة أميرة سويلم أن هناك العديد من العوامل النفسية والاجتماعية التي تسهم في زيادة معدلات الانتحار، خاصة بين فئة الشباب.
وضحت الدكتورة أميرة أن الفئة العمرية الأكثر عرضة للانتحار هي فئة الشباب، وتحديدًا في مرحلة المراهقة وبداية سن الرشد، حيث يمر الأفراد في هذه المرحلة بتغيرات نفسية واجتماعية حادة قد تجعلهم أكثر تأثرًا بالضغوط الحياتية. وأشارت إلى أن حالات الانتحار بين كبار السن والأطفال نادرة مقارنة بالشباب.
كما أكدت الدكتورة أميرة أن هناك مجموعة من الاضطرابات النفسية التي تزيد من احتمالية الانتحار، ومن أبرزها:-
1-الاكتئاب: أوضحت أن الاكتئاب الشديد هو أحد أخطر العوامل التي قد تؤدي إلى الانتحار، حيث يشعر المريض بفقدان الأمل وعدم القدرة على الاستمرار في الحياة، خاصة إذا لم يتلقَ العلاج المناسب.
2-القلق الحاد: أشارت إلى أن القلق المستمر والتوتر المزمن قد يدفعان الشخص إلى الشعور بعدم القدرة على التكيف مع الضغوط اليومية، مما يجعله يفكر في الانتحار كوسيلة للهروب.
3-اضطراب الشخصية الحدية: أوضحت أن هذا الاضطراب يتميز بسلوكيات إيذاء النفس، والتي قد تتطور إلى محاولات انتحار فعلية، خاصة مع الشعور بعدم الاستقرار العاطفي.
4-الإدمان: أكدت أن الإدمان، سواء بسبب الجرعات الزائدة أو بسبب الشعور بالاكتئاب الحاد وفقدان قيمة الحياة، يعد من العوامل الرئيسية المؤدية إلى الانتحار.
وفى السياق ذاته، اوضحت الدكتورة أميرة أن الانتحار لا يرتبط فقط بالحالة النفسية للفرد، بل تلعب العوامل البيئية والاجتماعية دورًا كبيرًا في دفع الشخص لاتخاذ هذا القرار. ومن أبرز هذه العوامل:-
1-التنمر والضغط الاجتماعي: أشارت إلى أن بعض الشباب يتعرضون لضغوط نفسية نتيجة التنمر أو انتهاء العلاقات العاطفية، مما يجعلهم يشعرون بالعجز عن التعامل مع الواقع.
2-الإخفاقات الأكاديمية أو المهنية: أكدت أن بعض الشباب لا يستطيعون تقبل الفشل، سواء في الدراسة أو في الحياة العملية، مما قد يدفعهم إلى اتخاذ قرارات مأساوية.
3-العوامل الوراثية: أوضحت أن العائلات التي شهدت حالات انتحار سابقة قد يكون أفرادها أكثر عرضة لتكرار الأمر بسبب التأثير النفسي.
4-ضعف المناعة النفسية: أكدت أن تربية الطفل في بيئة لا تعزز الصلابة النفسية تجعله هشًا أمام الضغوط، حيث يعتاد على الاعتماد على الآخرين لحل مشاكله، وعندما يواجه أزمة حقيقية، قد لا يجد وسيلة للتعامل معها سوى الانتحار.
وضحت الدكتورة أميرة أن مواجهة ظاهرة الانتحار تتطلب تكاتف المجتمع بأكمله، من خلال:-
1-تقديم الدعم النفسي للشباب وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم دون خوف من الأحكام المجتمعية.
2-توعية الأسر بأهمية تعزيز الصلابة النفسية لدى أبنائهم منذ الصغر، وتعليمهم كيفية مواجهة الأزمات.
3-تشجيع المصابين بالاضطرابات النفسية على طلب المساعدة المتخصصة دون خوف أو خجل.
4-توفير بيئة تعليمية وعملية تقلل من الضغوط النفسية التي يتعرض لها الأفراد.
في ختام حديثها، اكدت سويلم أن الانتحار ليس مجرد قرار لحظي، بل هو نتيجة تراكمية لعوامل نفسية واجتماعية متعددة، مشددة على أهمية التدخل المبكر والوعي بالصحة النفسية لإنقاذ العديد من الأرواح قبل فوات الأوان.