تصاعد النفوذ الروسي في أوروبا يهدد وحدة الاتحاد وسياساته

النفوذ الروسي في أوروبا
كتب يوسف ناصر

تواجه المؤسسات الأوروبية موجة متزايدة من النفوذ الروسي، حيث تسعى موسكو إلى تعزيز وجودها السياسي داخل الاتحاد الأوروبي عبر دعم أحزاب موالية واستغلال نقاط الضعف في النظام. هذا التسلل يشكل تحدياً كبيراً لوحدة الاتحاد وسياساته، خصوصاً في ظل استغلال قاعدة الإجماع لعرقلة القرارات، كما فعل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، مهدداً باستخدام حق النقض ضد عقوبات الاتحاد على روسيا، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

دور البرلمان الأوروبي في دعم المصالح الروسية
تكتسب مجموعة «وطنيون من أجل أوروبا»، التي تضم أحزاباً مثل «فيدس» المجري و«رابطة ماتيو سالفيني» الإيطالية و«الحرية» النمساوي، نفوذاً متزايداً في البرلمان الأوروبي. هذه المجموعة تعارض بشكل منهجي دعم أوكرانيا وتُتهم بخدمة المصالح الروسية. رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا وصفها بأنها أداة تخدم روسيا سواء عن قصد أو بدون قصد.

تمويلات مشبوهة وشبهات فساد
وجهت اتهامات لعدد من النواب الأوروبيين، خاصة من حزب «البديل من أجل ألمانيا»، بتلقي تمويلات من الكرملين لنشر أجندته الدعائية. ماريا مارتيسيوت، من «مركز السياسة الأوروبية»، حذرت من أن هذا التسلل يمثل «تهديداً منهجياً» لاستقلالية الاتحاد الأوروبي.

توسع النفوذ الروسي في دول أوروبية
يمتد التأثير الروسي ليشمل حكومات أوروبية، مثل زيارة رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو للكرملين، وتحالفات سياسية في النمسا يقودها زعيم حزب «الحرية» هربرت كيكل، الذي يتمتع بعلاقات قوية مع روسيا. كما يُرجح أن تعزز عودة الرئيس الشعبوي السابق أندريه بابيس إلى السلطة في التشيك هذا النفوذ.

دعوات لتحصين المؤسسات الأوروبية
لتعزيز الحماية من التدخلات الخارجية، دعت ناتالي لوازو، عضوة البرلمان الأوروبي، إلى تحسين شفافية تمويل الأحزاب السياسية ومراقبة لقاءات النواب مع جهات أجنبية، مع التأكيد على سرية المناقشات في القضايا الحساسة، لضمان حماية سيادة الاتحاد الأوروبي من النفوذ الروسي المتصاعد.

زر الذهاب إلى الأعلى