جهل طبي يهدد الأرواح.. استشارى طبي يحذر من مخاطر الحقن العشوائي والخرافات الطبية

كتبت مريم محمود
حذر الدكتور محمد عبد الرحمن، استشاري الطب البشري، من خطورة انتشار الجهل الطبي بين الناس، خاصة فيما يتعلق باستخدام الحقن العلاجية المسمّاة بـ”الخلطة السحرية”، دون استشارة الأطباء أو إجراء الفحوص الطبية اللازمة، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، تصل في بعض الحالات إلى الوفاة.
وأوضح الدكتور محمد في تصريحات خاصة أن الطب مهنة دقيقة تتطلب الرجوع إلى المختصين، مؤكداً أن المريض لا يمتلك الخبرة أو المعرفة اللازمة لتحديد ما إذا كان العلاج مناسبًا لحالته الصحية أو إذا كان قد يشكل خطرًا عليه. وقال: “الطب مثل أي مهنة أخرى؛ لا يمكن الاعتماد على نصيحة غير المختصين، كما لا يمكن لأي شخص غير مؤهل تقييم الأدوية أو تحديد مدى ملاءمتها.”
وأشار الاستشاري إلى أن بعض المرضى يعتمدون على نصائح عشوائية من أقارب أو جيران أو حتى من صيدليات غير ملتزمة بالمعايير الطبية الصحيحة، وهو ما يفتح الباب أمام كوارث طبية. وذكر: “الحالات الصحية تختلف من شخص لآخر، وما يصلح لمريض قد يكون خطرًا على آخر. الاعتماد على تجارب شخصية أو وصفات شعبية لا يعدو كونه مخاطرة كبيرة.”
وفيما يتعلق باستخدام الحقن العلاجية دون إشراف طبي، أكد الدكتور عبد الرحمن أن الحقن قد تسبب مضاعفات صحية خطيرة إذا تم استخدامها بطريقة خاطئة أو في مواضع غير مناسبة. من بين هذه المضاعفات:-
1-الحساسية: بعض المرضى قد يعانون من حساسية مفرطة تجاه المواد الفعالة في الحقنة، مما قد يؤدي إلى الوفاة.
2-إصابة الأعصاب: إذا تم الحقن في منطقة تحتوي على أعصاب حيوية، مثل العصب الوركي، فقد يؤدي ذلك إلى جروح أو تلف الأعصاب، مما قد يتسبب في شلل أو تنميل مستمر.
3-تورمات أو خراج: الحقن في مواضع خاطئة أو بطرق غير معقمة قد يؤدي إلى التهابات موضعية أو خراج.
4-تأثيرات جانبية على الأعضاء: بعض المواد الفعالة قد تؤثر على الكلى أو المعدة أو الجهاز العصبي إذا تم استخدامها بشكل متكرر أو دون مراعاة الجرعات الطبية المناسبة.
وأكد الدكتور محمد أن وزارة الصحة تنصح بأخذ الحقن داخل المستشفيات أو العيادات المؤهلة، حيث تتوفر الإمكانيات اللازمة للتعامل مع أي طارئ.
اختتم الدكتور تصريحاته بالدعوة إلى تعزيز التوعية الطبية بين المواطنين، وتشجيعهم على استشارة الأطباء المتخصصين بدلاً من الاعتماد على مصادر غير موثوقة. وأضاف: “كما نلجأ للمهندسين لبناء المنازل والمحامين لحل القضايا القانونية، يجب أن نلجأ إلى الأطباء للحصول على الرعاية الصحية. الطب مهنة معقدة تحتاج إلى سنوات من الدراسة والخبرة، ولا مجال فيها للعشوائية أو الاجتهادات الشخصية.”
وأكد على أهمية الدور الذي تلعبه الجهات الصحية في مراقبة ممارسات الصيدليات وضمان التزامها بالقوانين، بما يساهم في تقليل هذه الظواهر وحماية صحة المواطنين.