حين تقتل الرصاصة الحلم.. لاعب كرة قدم فلسطيني يودّع الملاعب شهيدًا

كتب: عبدالله رشاد

في غزة، حيث كانت أصوات الجماهير تهتف باسمه في الملاعب، ساد الصمت هذه المرة، لكن ليس بسبب نهاية مباراة، بل لأن أحد أبطال كرة القدم رحل للأبد.

حمدان قشطة، لاعب نادي شباب رفح، لم يكن مجرد اسم في سجلات الكرة الفلسطينية، بل كان حلمًا يمشي على قدمين، يتطلع إلى يوم يرى فيه وطنه ينعم بالحرية، حيث يمكن لكرة القدم أن تكون مجرد لعبة، وليست شهادة وفاة مؤجلة.

قبل أيام، أصيب حمدان برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال اجتياح مدينة رفح. لم تكن تلك أول إصابة، لكنه هذه المرة لم يستطع مراوغة الموت كما كان يفعل في الملاعب. فاضت روحه اليوم الأربعاء، لتنضم إلى قائمة طويلة من الرياضيين الذين حرموا حتى من حق الركض وراء أحلامهم.

وفي مشهد آخر، لم يكن أقل مأساوية، فارق فلسطيني آخر الحياة متأثرًا بجراحه بعد استهدافه من قِبل طائرة مسيّرة إسرائيلية في خان يونس. لم يكن مقاتلًا ولا يحمل سلاحًا، لكنه كان في مرمى نيران حرب لم تفرق بين مقاوم ومدني، بين رياضي وحالم بحياة عادية.

وعلى الرغم من مرور خمسين يومًا على وقف إطلاق النار، لا تزال غزة تنزف، ولا تزال أرواح الفلسطينيين تُحصد في صمت دولي مخجل. فمنذ انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، قُتل عشرات الفلسطينيين بنيران الاحتلال، بينما يستمر المشهد المأساوي بلا نهاية واضحة.

غزة، المدينة التي عشقها حمدان، ودّعته اليوم كما ودّعت قبله كثيرين، لكن قصته ستبقى شهادة على أن الاحتلال لا يقتل الأجساد فقط، بل الأحلام أيضًا.

زر الذهاب إلى الأعلى