د. نجوان مهدي تكتب: أخيرا يتكلم الوزراء

تواجه الدولة المصرية تحديات كثيرة، دولة يعاد بناؤها من جديد، وتتحقق فيها إنجازات خلال سنوات قليلة، بينما كانت تحتاج إلى عشرات السنوات لإنجازها، وذلك كله بفضل رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتوجيهاته، وحرصه على إنجاز أكبر كم من المشروعات في أسرع وقت ممكن، وذلك وفق تخطيط علمي محكم ومدروس، فالسرعة هنا لا تعني العشوائية بقدر ما تعني مضاعفة الجهود، والعمل على مدار الساعة.
ومن المؤكد والطبيعي أن يشعر المواطن ببعض الضيق، حيث يتحمل الكثير من المتاعب، وتدور في رأسه العديد من الأسئلة، لماذا تقطع الكهرباء مثلا؟ لماذا ترتفع الأسعار؟ لماذا يحدث نقص في بعض السلع؟ وغيرها من الأسئلة، وعندما لا يجد إجابة، شافية ووافية، يصب جام غضبه على الدولة. ولأن الرئيس السيسي دائما ما يعلن تقديره للمواطن المصري وقدرته على تحمل أعباء التنمية والبناء، فقد استشعر أن هذا المواطن لا تصله المعلومة صحيحة، أو لا تصله الحقائق كاملة، فكانت توجيهاته للوزراء أن تكلموا مع الناس وأخبروهم بالحقائق كاملة.
لقد فضل أغلب الوزراء، خاصة في الوزرات الخدمية، أن يعين كل منهم متحدثا إعلاميا له، ولم يعد أحد من الصحفيين والإعلاميين بمقدوره التواصل المباشر مع الوزير المسئول لاستجلاء الحقائق كاملة، والرد على استفسارات المواطنين، ما زاد الفجوة بين المواطن والدولة.
من هنا كانت توجيهات الرئيس، حيث قال إن الوزراء عليهم إطلاع المواطنين على طبيعة التحديات التي تواجهها الدولة.
وأضاف خلال فعاليات افتتاح عدد من المشروعات التنموية بجنوب الوادي: “مش عارف ليه وزير المالية مش بيتكلم.. ووزير التموين مش بيتكلم.. ووزير الكهرباء مش بيتكلم.. خير فيه إيه.. كلموا وقولوا الحكاية إيه للناس”.
وتابع: “ما تقولوا ليه الكهرباء (بتتقطع)”، موضحا أن الدولة إذا حصَّلت سعر الكهرباء الحقيقية فإن سعرها سيتضاعف مرتين.
وعقب الرئيس: «لو عملت كده الغلبان هيروح مني فين.. طاب أقطع الكهرباء ولا أغليها.. اللي بيدفع جنيه هيدفع 2 و3.. لو أنا عاوز أبيع الكهرباء بسعرها للمواطن اللي بيتكلفني بيه دلوقتي وهو بيدفع 100 جنيه المفروض آخد منه 300 جنيه».
إنها الحقائق التي لا يعرفها المواطن، وهو ما أدركه الرئيس السيسي بحسه السياسي الفريد، فعندما يعلم المواطن الحقائق كاملة، سيكون لديه الاستعداد للتحمل أكثر وأكثر، في سبيل بناء جمهوريته الجديدة، لكن أن يظل الوزراء بعيدين عن الناس، مكتفين بالمستشارين الإعلاميين، الذين لا يشغلهم سوى إصدار البيانات عن تحركات الوزير ومقابلاته ولقاءاته، مما لا يهم الناس في شيء، فهنا تكون الكارثة، وهنا تحدث الفجوة.
أتمنى أن تكون تعليمات وتوجيهات الرئيس قد وصلت للوزراء، ومن المؤكد أنهم سيبدأون العمل بها فورا، ومن المؤكد كذلك أن المواطن عندما تصله المعلومة أو الحقيقة كاملة، سيكون أكثر تقبلا لأوضاعه، التي يعرف الرئيس أنها صعبة، ويواصل الليل بالنهار ليشعر المواطن بثمار التنمية، ويعرف أن ” الجمهورية الجديدة” تستحق منا جميعا أن نتحمل ونواصل، فالأحلام لا تتحق بالأمنيات، بل بالجهد والعرق والكفاح، وهو ما يحدث الآن في مصرنا الحبيبة.