د. نجوان مهدي تكتب: الوزارة الجديدة في التأني السلامة

لماذا تأخر تشكيل الحكومة الجديدة، ومتى يؤدي الوزراء الجدد اليمين الدستورية، وهل يحمل التشكيل الجديد مفاجآت غير متوقعة، وألا يوجد في مصر عدد كبير من العلماء والخبراء يصلحون لتولى الحقائب الوزارية حتى يتأخر التشكيل كل هذا الوقت؟
تساؤلات كثيرة رددها البعض خلال الأيام الماضية بعد أن تأخر إعلان الحكومة الجديدة، وهو ما يعكس اهتمام الشارع المصري بهذا الأمر، فالكل ينتظر الإعلان ليستشف منه الخطوات التي ستتخذها الدولة في المرحلة القادمة، والتي أعتقد أنها ستكون بإذن الله مرحلة جني الثمار.
وفي ظني أن تأخر الإعلان عن الحكومة الجديدة مؤشر طيب، يؤكد أنه لا توجد قائمة جاهزة، كما قد يظن البعض، فهذه حكومة مصر التي يجب أن يتم اختيار أعضائها” على الفرازة” كما يقولون، وهو ما يعكس الحرص الشديد على أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فمصر الآن لا تدار بالعشوائية أو بالأهواء الشخصية، وكل شيء يتم حسابه بدقة شديدة، ولا مجال هنا للمجاملات أو الترضيات أو التوازنات، أو غيرها من الاعتبارات، الاعتبار الوحيد هو الكفاءة والخبرة، ولا شيء غير الكفاءة والخبرة.
نحن نمر الآن بمرحلة لا تحتمل سوى الجدية والموضوعية والتدقيق في كل التفاصيل، ومن هنا فلا داع للتسرع، أو اتخاذ قرارات غير محسوبة، وبالتالي تأخر إعلان التشكيل الجديد، هذا التشكيل الذي أظنه سيأتي ملبيا لمتطلبات المرحلة.
أعتقد أن كل هذه الفترة التي استغرقتها الاختيارات ترفع شعار” في التأني السلامة” بمعنى أن الأمور تمضي في هدوء شديد، وتفكير عميق، وعقد مقارنات بين أكثر من مرشح لكل وزارة، لاختيار الأفضل والأكفأ والأكثر خبرة.
ولو كانت الأمور تمضي على طريقة المجاملات أو العلاقات الشخصية لتم إعلان التشكيل عقب استقالة الحكومة بيومين أو ثلاثة على أقصى تقدير، لكن هناك، في المطبخ، تجري مشاورات، وربما مقابلات، واستطلاعات وغيرها من الإجراءات المعتادة، حتى تكون الاختيارات صائبة بنسبة مئة في المئة.
إنها حكومة مصر يا سادة، مصر الدولة الكبيرة التي ابهرت العالم، قديما وحديثا، مصر ذات الثقل المحلي والدولي، الدولة التي نهضت من جديد بعد أن كانت قد تداعت تماما، وذلك كله بفضل التخطيط السليم والحكيم الذي يقوده زعيمها الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤسس الجمهورية الجديدة، فليس مستغربا أن يمضي كل هذا الوقت في تشكيل حكومتها الجديدة، وظني أن الإعلان عن الوزارة الجديدة سيتم خلال ساعات، وظني أيضا أن جميع الاختيارات ستكون صائبة، وسيتم وضع الوزير المناسب في الوزارة المناسبة، ليبدأ الجميع على الفور ممارسة مهامه في مرحلة لا تعرف سوى العمل الجاد والشاق، فنحن في مرحلة لا تعرف الراحلة أو التكاسل، مرحلة بناء الجمهورية الجديدة.