د. نجوان مهدي تكتب: سوريا إلى أين ؟
د. نجوان مهدي تكتب: سوريا إلى أين ؟
المؤكد أننا جميعا كمصريين نرجو الخير كله للشعب السوري الشقيق ، وكذلك نحترم اختياراته ، إذا كان ماحدث يمثل اختياراته بالفعل.
ولأننا نحب سوريا والسوريين ، الماضي والحاضر يشهدان بذلك ، فإننا نضع أيدينا على قلوبنا ، خوفا من مصير يراه الكثيرون مظلما ، فكل التجارب الشبيهة ، كان مآلها كارثيا.
واذا كانت سوريا قد تخلصت من ديكتاتورية الأقلية العلوية ، فإن أخشى ما أخشاه أن تستبدل بها ديكتاتورية دينية ، لاترى في الآخر سوى عدو لها ، ومن ليس معها فهو ضدها ، بحسب تصوراتها المريضة.
جبهة النصرة أو الجيش السوري الحر أو غيرها من مسميات ، ليست سوى فروع لتنظيم داعش الإرهابي ، وكلنا يعرف ماذا يعني تنظيم داعش ، ومدى مايسبب مجرد ذكر اسمه من رعب في قلوب العالم أجمع.
ربما يكون أبو محمد الجولاني زعيم التنظيم ، قد لعبها صح بجملة التصريحات الوردية التي أطلقها ، لكننا رغم ذلك ، ونظرا لخبرتنا بطبيعة هذه الجماعات، يجب أن ننتظر قليلا لنرى الأمور بشكل أكثر وضوحا ، ونعرف إلى أين ستذهب سوريا.
عن نفسي فإن لدي العديد من الهواجس التي تجعلني متخوفة على مستقبل هذا البلد الشقيق ، ربما ماشاهدناه من بعض حوادث السلب والنهب ، يلقي بظلال قاتمة على الأوضاع هناك ، نعم هو أمر طبيعي يحدث إبان الانفلات الأمني في كل الدول ، لكن الهاجس الأكبر يتعلق بالطريقة التي سوف تسير بها الأمور بعد ذلك ، فهل تتجاوز سوريا محنتها ، أم ستذهب إلى محنة أخرى يعاني فيها شعبها أكثر مما مضى ؟
المرعب في الأمر هو التجارب الشبيهة لهذه الجماعات عندما تسيطر على الأوضاع في بلادها فتعود بها مئات السنوات إلى الوراء ، وتفرض أفكارها عنوة ، وتكمم الأفواه ، وتعادي كل من يخالفها ، و تستأثر بكل شيء لنفسها ، وهو ما أخشي أن تعاني منه سوريا خلال المرحلة المقبلة
أما فيما يخص علاقتها بإسرائيل فالأمر محسوم أو واضح أنه محسوم ، حيث لم تحرك هذه الجماعة ساكناً أما توغل القوات الإسرائيلية في الأراضي السورية الحدودية ، وكان هناك مقابل تدفعه جبهة النصرة لصعودها وسيطرتها.