د. نجوان مهدي تكتب: هذا ما نتوقعه من القمة العربية الطارئة غداً

ليس من المبالغة القول إن أنظار العالم كله سوف تتجه غداً نحو القاهرة التي ستشهد انعقاد القمة العربية الطارئة للبحث في الحلول الممكنة لإنقاذ قطاع غزة وإنهاء الحرب فيه، وكذلك عرض خطة مصر لإعمار غزة، بعد الرفض القاطع للخطة التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
لقد أصبحت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة بعد الأحداث الدامية في غزة وأصبحت معظم شعوب العالم متعاطفة مع هذه القضية ومنددة بالممارسات الإسرائيلية غير الإنسانية، واعتقد أن ذلك كله أكسب القضية الفلسطينية زخما كبيراً على مستوى العالم أجمع، وأصبح يمثل عنصر ضغط على الاداراتين الأمريكية والإسرائيلية.
ويترقب المتابعون ماسوف تسفر عنه هذه القمة، خاصه فيما يتعلق بالرد على مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتهجير سكان القطاع لإعادة إعماره، وكذلك إعادة ترتيب المنطقة وتهيئة الأجواء العربية والدولية لإعادة طرح القضية الفلسطينية بحثاً عن حلول جذرية لها، خاصة في ظل التعنت الإسرائيلي وخرق هدنة وقف إطلاق النار ، ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
أن إنقاذ قطاع غزة وإنهاء الحرب المشتعلة فيه منذ السابع من أكتوبر 2023 هو عنوان هذه القمة الطارئة ، ومن المؤكد أن تحقق هذا الهدف يمر عبر تحديات كبيرة، ويأتي في ظل متغيرات دولية وعربية أصبحت أمراً واقعاً، فلا سبيل أمام المجتمعين في القاهرة إلا أخذها في الاعتبار وبحث جميع الحلول الممكنة على ضوئها.
نعم تمر المنطقة العربية بواحدة من أصعب فتراتها، ويعلم الجميع أن خطة ترامب بتهجير سكان قطاع غزة تمثل تهديدا للأمن القومي العربي كله ، خاصة أن مايجري في الضفة الغربية يشير كذلك إلى رغبة إسرائيل في ابتلاع القضية الفلسطينية بالكامل ، وهو ما يجب وضعه في الاعتبار
المؤكد أن هناك استحالة في القضاء على القضية الفلسطينية، وتهجير خمسة ملايين فلسطيني ، لكن المحاولات مستمرة ولن تنتهي إلا بتكاتف العرب، بل وتكاتف الفلسطينيين أنفسهم وانهاء الانقسام بينهم.
واعتقد أن القادة العرب وهم يجتمعون في القاهرة يدركون جيدا أن السياسة الأميركية أصبحت تهدد الأمن القومي العربي، ولذلك فإن القمة يجب أن تحمل طابع الدفاع عن الأمن العربي وليس فقط التضامن مع الفلسطينين.
نحن في لحظة تاريخية فارقة، لحظة تستوجب أن يكون العرب جميعا على قلب رجل واحد ، وأن ننحي أي خلافات جانباً ، فالأمر خطير بالفعل ولايهدد القضية الفلسطينية فحسب بل يهدد العرب أجمعين، لذلك فانظار الجميع تتجه إلى قمة الغد التي نأمل جميعا أن تخرج بالتوافق على خطة مصر لإعمار غزة، والتأكيد على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة.