سفاح المعمورة: عندما يتحول رجل القانون إلى قاتل محترف

كتب: عبدالله رشاد
لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن الرجل الذي مُنح شهادة تقدير من هيئة جنيف الدولية للتحكيم والتدريب الدولي، بالتعاون مع المنظمة المصرية لحقوق الإنسان والتنمية، سيتصدر عناوين الجرائم البشعة في الإسكندرية، بعد ضبطه متلبسًا بجثتين داخل شقته، إحداهما متحللة تمامًا والأخرى في طريقها للتحلل.
النيابة تحفظت على المتهم “نصر الدين السيد إسماعيل”، وخلال التحقيقات تبيّن وجود جثتين أخريين، إحداهما لرجل كان يساعده في بيع منزله، حيث قتله واستولى على ثمن العقار، ثم أوهم أسرته بأن والدهم باع البيت وسافر مع امرأة أخرى. أما الجثة الثانية فكانت لسيدة لم تُحدد هويتها بعد.
المفاجأة الأكبر أن المتهم استأجر عدة شقق يُشتبه في احتوائها على ضحايا آخرين، وتواصل الأجهزة الأمنية معاينتها.
المثير للاستغراب أن صفحة المتهم على “فيسبوك” مليئة بالمواعظ الأخلاقية وتفسيرات القرآن، فضلًا عن منشورات في حب اللغة العربية، تتصدرها عبارة: “القلم سيف على الرقاب، فاستخدمه في الحق ولا تخشَ لومة لائم”، إلا أن الواقع كشف أنه استل سيفًا حقيقيًا ليقطع به رقاب ضحاياه.
طريقة اكتشاف الجريمة لم تكن تقليدية، إذ بدأت بشكوك امرأة كانت تقيم معه، حيث لاحظت رائحة كريهة تنبعث من إحدى الغرف المغلقة، وبعدما غادر الشقة، قررت فتح الباب لتُصدم بجثتين على الأرض. لم تُبلغ الشرطة، بل استدعت أقاربها لمساومته على التستر على الجريمة مقابل المال، لكن الخلافات دبت بينهم، وتصاعدت أصواتهم، الأمر الذي جعل الجيران يظنون أنها حفلة صاخبة، فاستدعوا الشرطة التي حضرت لتجد المشهد الصادم: جثتين واشتباكات عائلية في منتصف الشقة
التحقيقات مستمرة، وما زالت الجرائم تتكشف واحدة تلو الأخرى.