شخصية ترامب بين النرجسية والهيمنة

شخصية ترامب بين النرجسية والهيمنة
كتبت مريم محمود
أجرى الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، تحليلاً نفسيًا وسياسيًا لشخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبرًا أن قراراته ليست مجرد توجهات فردية، بل تأتي في سياق مطلوب داخل النظام السياسي الأمريكي، حيث يُنظر إلى الرؤساء باعتبارهم أدوات لتنفيذ السياسات التي تفرضها الجهات العميقة في الدولة، وعلى رأسها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA).
وأوضح فرويز أن ترامب، سواء خلال فترته الرئاسية السابقة أو الحالية ، يجسد شخصية “الزعيم النرجسي” الذي يتسم بثقة مفرطة بالنفس وعدم القبول بأي انتقاد، مما يجعله أداة مناسبة للمرحلة التي تحتاج فيها واشنطن إلى رئيس “صدامي”، قادر على تنفيذ سياسات القوة دون تردد أو إحراج.
وأضاف فرويز أن المشهد العالمي يشهد تحولات جذرية، حيث تخوض روسيا حربًا ضد أوكرانيا، بينما تسعى الصين إلى تحقيق تقدم اقتصادي دون الدخول في صراعات عسكرية، ما أدى إلى تراجع الهيمنة الأمريكية التقليدية. وبالتالي، فإن واشنطن بحاجة إلى رئيس يتعامل بجرأة وعدوانية، وهو ما يفسر اختيار ترامب كشخصية مناسبة لهذه المرحلة.
وأشار إلى أن سلوك ترامب يعكس نمطًا نرجسيًا شديدًا، حيث يتحدث بسخرية حتى عن أقرب حلفائه، مثل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، كما لم يتردد في انتقاد دول الجوار، مثل كندا، أو بعض دول أمريكا الجنوبية.
وأكد فرويز أن شخصية ترامب تُظهر نزعة سادية وعنيفة، حيث يعتمد على فرض السيطرة دون اعتبار لمشاعر الآخرين، مما يجعله زعيمًا غير تقليدي. فبالرغم من تجاوزه في التعامل مع بعض الدول، إلا أنه يعلم أن أحدًا لن يعاقبه، خاصة أنه يستند إلى الدعم العسكري الأمريكي، الذي يفرض نفوذه على العالم.
واختتم فرويز تحليله بالتأكيد على أن القرارات السياسية التي يتخذها ترامب ليست مجرد انفعالات شخصية، بل تعكس توافقًا مع “الحكومة العميقة” في الولايات المتحدة، التي تدعمه طالما يحقق أهدافها الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن أي محاولات لإثنائه عن قراراته تكون بلا جدوى، نظرًا لثقته المطلقة في نفسه، واعتماده على الدعم الداخلي والخارجي لتحقيق سياساته.