عبدالعليم العوامي يكتب : بين المقاومة المزيفة والمقاومة الحقيقية حزب الله وحماس
في الأيام القليلة الماضية تلقي حزب الله ضربات متوالية ومتنوعة من العدو الإسرائيلي افقدته توازنه ودمرته نفسياً وحجمت أسلحته الصاروخية ودفعاته الارضية وتتبعت قادته حتي هدمت عليهم مقراتهم وبيوتهم وكل ذلك ومازالت تسعي لتقليم أظافر حزب الله وإضعاف قوته علي أرض الواقع حتي تؤمن الجهة الشمالية وتقضي علي أي خطورة قد تأتي من الجبهة اللبنانية .
ولعل اول ما يتبادر للذهن لكل متابع للأحداث بداية من الحرب علي غزة حتي الأن يلاحظ كيف أن حزب الله رغم الهالة الإعلامية والتضخيم المستمر لقوته التي ظننا في وقت من الأوقات أنها قد تهدد إسرائيل في وجوده بالاضافة لتصريحات أمينه العام التي تؤكد دائما أنهم جاهزون لضرب العمق الاسرائيلي وبجانب مناوراته الدائمة في اخفاء قواته وقادته, الا انه في بضعة أيام تم اختراقه كل منظوماته والنيل منه بطرقة مهينة بتفجير أجهزة الاستقبال في أيدي جنوده ثم اختراق امني كبير باالتوصل لاجتماع قادته في حي الرضوان وقتلهم جميعاً ثم تتوالي الملاحقات للقادة والأسلحة والزخائر وتفجيرها بطريقة عجيبة وكأنهم يعرفون كل بيت في لبنان تابع لحزب الله وما فيه وان دل ذلك فيدل علي الاختراق الكبير وتهلهل المنظومة الأمنية لحزب الله .
بعكس المقاومة في غزة التي صمدت لمدة عام في حيز عمراني ضيق ومكشوف أمام كل الاجهزة المتطورة والاسلحة الفنتاكة ورغم ذلك لم تستطيع اسرائيل تحقيق اهدافها المعلنة بتحرير الأسري والقضاء علي حماس حتي الأن ولا النيل من القادة سوي اسماعيل هنية والذي بالمناسبة تم اغتياله في ايران وبطريقة لم يٌكشف عن تفاصيلها حتي الان .
ورغم دعمنا للمقاومة ضد الاحتلال وكل من يتبناها اذا كانت مقاومة شريفة توجه سلاحها إلي العدو ولا توجهه لأي عربي او مسلم , ولا نتمني رغم كل ذلك هزيمة حزب الله علي يد العدو الاسرائيلي ولكن يبدو أن هناك أشياء لا تجعلنا نشعر بالراحة والثقة تجاه الحزب واهدافه وتكوينه, لأن الحقيقة ان حزب الله تم إنشاؤه بشكل طائفي لمواجهة الداخل اللبناني وأي داخل عربي يحتاج التدخل لتنفيذ الأجندة الايرانية وكان الحزب رأس الحربة لنظام بشار ضد الثورة السورية وكان ضد السنة في العراق وفي اليمن فحزب الله مصنوع علي عين ايران ليكون وسيلة ضغط علي المكونات السنية في المنطقة ,ولم يكن في عقيدته ابدا مواجهة اسرائيل بل إن حركة أمل وهي أساس الحزب اول مابدأت كان التحرش بالمقاومة الفلسطينية في لبنان.
اما المقاومة الفلسطينية هي مقاومة ولدت ومعها قضيتها قضية الأرض والعروبة والدين فلا يمكن ان نقارن أو نعادل بها أحدا فعقيدتها ثابتة ونواياها صادقة وأهدافها واضحة وسهامها موجهة لعدو واحد واضح وظاهر وبالتالي هي تعرف عدوها أكثر من غيرها وتعرف كيفية التعامل معه وتفهم عقليته وتتعامل معه بنفس طريقة مناوراته من كثرة الاحتكاك به اصبحت تلاعبه باسلوبه وتخدعه مرة ومرات وتسقيه من كأس الهزيمة المعنوية والمادية ما لم يعرفه من احد غيرها , لذلك العدو هو اشد وطأة عليها ويريد استئصالها باي طريقة لانها هي الاساس وما عداها لا يمثل خطورة لان عقيدته واهنة واهدافه مختلفة ونواياه كاذبة .