كمال حسنين: مصر تقود المواجهة الدبلوماسية لحماية فلسطين

حوار مريم محمود
تواصل مصر جهودها لدعم القضية الفلسطينية ورفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، في ظل تحركات دبلوماسية مكثفة على المستوى العربي والدولي. في هذا السياق، أجرى حوارًا مع كمال حسنين، رئيس حزب الريادة، للحديث عن موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية وتأثير التهديدات الأمريكية بقطع المساعدات.
س: كيف ترى الموقف الرسمي المصري بعد تصريحات ترامب الأخيرة؟
ج: الموقف المصري كان واضحًا وحاسمًا منذ البداية. خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء زيارة الرئيس الكيني ويليام روتو، أكد الرئيس السيسي بوضوح أن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء “خط أحمر”، وأن مصر ترفض أي محاولات للقضاء على القضية الفلسطينية من خلال التهجير.
س: ما أبرز التحركات المصرية بعد هذه التصريحات؟
ج: في أقل من 48 ساعة من هذه التصريحات، انعقد اجتماع وزراء الخارجية العرب، والذي ضم مصر والأردن والإمارات والسعودية وقطر وفلسطين، بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية، حيث أكد وزير الخارجية المصري، بتوجيهات مباشرة من الرئيس السيسي، على مبادرة مصرية لإعادة إعمار غزة دون خروج أي فلسطيني من أرضه.
س: كيف تعكس هذه المبادرة الموقف التاريخي لمصر من القضية الفلسطينية؟
ج: هذه المبادرة تأتي امتدادًا للموقف الثابت لمصر منذ عام 1948، حيث خاضت حروبًا عديدة دعمًا للقضية الفلسطينية. كما شهدنا تحركات دبلوماسية مكثفة، منها زيارة وزير الخارجية المصري إلى نيويورك للقاء نظيره الأمريكي، حيث أعاد التأكيد على رفض مصر القاطع لتهجير الفلسطينيين إلى أي مكان خارج حدود فلسطين.
س: هل لاحظت أي تغيير في الموقف الأمريكي بعد التحركات المصرية؟
ج: نعم، بدأنا نرى تغيرًا في اللهجة الأمريكية بعد هذه التحركات. فبعد تأكيد مصر على رفضها القاطع للتهجير، إلى جانب تبنيها خطة بديلة لإعادة إعمار غزة دون المساس بالوجود الفلسطيني، أصبح هناك استماع أكبر للموقف المصري.
س: كيف ستساهم القمة التشاورية في السعودية في دعم الموقف المصري؟
ج: الاجتماع غير الرسمي الذي من المقرر أن يعقد اليوم في السعودية، والذي يضم دول مجلس التعاون الخليجي الست إلى جانب مصر والأردن وفلسطين، كان بمثابة تحرك استراتيجي لدعم المبادرة المصرية. هذا الاجتماع يرسل رسالة واضحة بأن الدول العربية متحدة خلف الموقف المصري، مما يعزز من ثقله على الساحة الدولية.
س: كيف ترى تأثير تهديدات ترامب بقطع المساعدات العسكرية والاقتصادية على مصر؟
ج: التهديدات بقطع المساعدات ليست جديدة على مصر، وقد واجهت مثل هذه الضغوط من قبل دون أن تتأثر. منذ عام 2016، بدأ الرئيس السيسي برنامج الإصلاح الاقتصادي، وهو ما مكّن الدولة من التعامل مع أزمات عالمية كبرى، مثل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، التي أثرت على سلاسل الإمداد العالمية.
س: هل سبق أن تأثرت مصر بوقف المساعدات الأمريكية في الماضي؟
ج: بالفعل، الولايات المتحدة سبق أن علّقت مساعداتها لمصر لعدة سنوات، ومنعت حتى عودة طائرات هليكوبتر مصرية كانت في الصيانة. ومع ذلك، لم يتأثر القرار المصري، لأن المساعدات الأمريكية ليست منحة، بل جزء من اتفاقية السلام لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط. اليوم، مصر لديها علاقات اقتصادية وعسكرية قوية مع الدول العربية ودول أخرى، مما يجعلها قادرة على التعامل مع أي محاولات للضغط عليها.
س: هل تعتقد أن هذه الضغوط ستؤثر على السياسة المصرية؟
ج: أبدًا، السياسة المصرية ثابتة ومستقلة، وتعتمد على حماية الأمن القومي المصري والعربي. القيادة السياسية، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تدرك تمامًا أهمية الحفاظ على الحقوق الفلسطينية، ولن تقبل بأي حلول على حساب الشعب الفلسطيني.
س: ما الذي يميز المبادرة المصرية عن غيرها من الحلول المطروحة؟
ج: المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين تعد الحل العملي الوحيد الذي يحافظ على حقوق الفلسطينيين. وقد بدأت هذه المبادرة تؤتي ثمارها بالفعل، حيث نرى دعمًا عربيًا ودوليًا متزايدًا لها، مما يعكس نجاح الدبلوماسية المصرية في فرض رؤيتها على المشهد الدولي.
س: في الختام، ما رسالتك حول موقف مصر من القضية الفلسطينية؟
ج: مصر كانت وستظل الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية، وستبقى ثابتة على مواقفها الرافضة لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم. المبادرة المصرية اليوم تمثل الحل العادل للحفاظ على حقوق الفلسطينيين، وتحظى بدعم متزايد من المجتمع الدولي.
أكد كمال حسنين أن مصر تواصل دعم القضية الفلسطينية وفق رؤية واضحة تعتمد على الحلول السلمية وإعادة إعمار غزة دون المساس بسكانها، مشددًا على أن الموقف المصري ثابت ولن يتأثر بأي ضغوط خارجية.