مخرجو عروض الغد في مهرجان المسرح العربي يتحدثون عن تجاربهم مع أبي الفنون

مسقط ـ يسري حسان:
شهدت الدورة الخامسة عشرة لمهرجان المسرح العربي، المقامة حاليا في العاصمة العمانية مسقط،ثلاثة مؤتمرات اليوم، السبت للعروض التي ستقدم غدًا الأحد.
قال صادق الطرابلسي مخرج مسرحية “البخارة” التونسية،عن مشاركتهم في مهرجان المسرح العربي: سعداء بتقديم أول عرض خارج حدود تونس، ففكرة العمل انطلقت عام 2018، وكانت الانطلاقة الفعلية للمسرحية عام 2023، يضم فريق العمل 5 ممثلين، كتبنا سيناريو المسرحية على ثلاث مراحل، للخروج بعمل فني ممتاز متكامل، وبالحديث عن العمل المسرحي فمن الجيد أن لا أغوص فيه كثيرًا قبل عرضه غدًا. ذكر صادق أنه تخرج في المعهد العالي المسرحي في تونس، وأن فكرة العمل تتحدث عن المسرح البيئي وكيفية معالجته للمشاكل البيئية، ولعل ما دفعنا للجوء لهذه المشكلة هي أن بلدنا تونس تعاني من كارثة بيئية كبيرة، وهي التلوث الصناعي والكيميائي بمختلف أنواعه.
وأضاف الطرابلسي: هناك العديد من المراجع التي ساعدت في كتابة السيناريو وكانت الكتابة على مختلف الأصعدة، واشتغلنا قرابة سبعة أشهر يوميًا، لنواجه المشكلة من كافة الجوانب التي تتعلق بها، وتم التركيز على نوع مختلف نوعًا ما في هذا العرض، وهو التلوث العقلي والداخلي للناس والمجتمع، الذي نحن بحاجة لتغييره وتغيير الصورة وبعض الشوائب داخل المجتمع.
بينما تحدث الممثل رمزي العزيزي وذكر أنه ليس مجرد مؤد للدور بل حامل لفكرة العمل التي توصل رسالة سامية للمشاهد، أضاف أن الانطلاقة كانت من المخرج وتمت الكتابة مع الممثلين بالتشارك لإخراج العمل بأفضل صورة’ وقال: نحن هنا نمثل الممثل الواعي والمواطن، وأنا سعيد بأن أمثل هنا في هذه المسرحية، وقد مررت بتجربة صعبة لأني من مدينة تعاني من تلوث كيميائي وصناعي، وهو تلوث البيئة وتلوث البحر والهواء، ووجود العديد من الأمراض، خاصة أمراض الجهاز التنفسي وغيرها من الأمراض التي يجب أن نحاربها لكي لا تسبب المزيد من الضرر الحاصل، ففي مدينتي عشت منذ فترة السبعينات تحول المدينة إلى مدينة شبة منكوبة
عد عكسي، سوريا
وجهت مخرجة العرض هنادة الصباغ شكرها للهيئة العربية للمسرح على هذه الفرصة، أما عن العرض المسرحي فقالت نحن هنا نقدم العرض بالعرائس، ليس فقط للصغار بل للكبار أيضا، لأن ما نلاحظه أن البعض يعتقد أن عرض الدمى للصغار فقط ولا يهتموا به، فعرضنا يتمتع بالحسية والبصرية بالموسيقى الصامتة. ولو قارنا بين الدمية والممثل، نجد أن الدمية تستطيع إيصال ما يوصله الإنسان من إحساس وفكرة للمشاهد، ومن حيث العمل على العرض عملنا عليه قرابة خمس سنوات، فمن خلال عرضنا نبحث كيف نوصل الأفكار للمتلقي، حيث عملنا على استطلاعات للناس في سوريا بسؤالهم عن الأثر والانطباع الذي حصلوا عليه من العرض بعد تقديمه هناك، والآن في هذه التجربة لمهرجان المسرح العربي، نسعى لإيصال هذا الفن الراكد من خلال صوتنا لأكبر عدد ممكن من الناس في الوطن العربي، وتوصيل مسرح العرائس للشباب لتطبيقه بشكل أكبر، ونوسع ثقافته، لأن ما نلاحظه أنه مظلوم اليوم كثيرًا، فالعمل الفني هذا يحكي عن حالة إنسانية حيث يتم تحريك العرائس بواسطة ثلاثة أشخاص ولكم التخيل كيف يكون الانسجام بين الأشخاص لتحريك الدمى بشكل ممتاز.
وذكر المخرج الموسيقى للعرض سامر الفقير عن التحضيرات للعرض: التحضيرات بدأت منذ فترة طويلة ومررنا بالكثير من المراحل التحضيرية التي واجهتنا فيها العديد من الصعاب لكي نصل لهذا العمل اليوم، فعملت على الجانب الموسيقي للعرض، وكيفية ملاءمته لتحريك الدمى، وحولنا النص المكتوب للغة موسيقية، فاعتبرت الدمية ممثلا كحال الممثل الإنسان، لأنها تعطينا إحساس الممثل وتأثيره، فمدة العرض خمس وخمسون دقيقة، فيها الكثير من الأحاسيس وأمور سوف تشاهدونها غدًا في العرض.
بين قلبين، قطر
تحدث المؤلف طالب الدوس عن المسرحية وقال أن بين قلبين عاشت معنا عمرا طويلا قبل فكرة المسرحية، واشتغلنا عليها مع فريق العمل ابتداء من المخرج والممثلين والمنتج وأشكر الفريق على العمل الرائع، واستفدنا من بعضنا البعض كطاقم، واستطعنا الخروج بعمل مشرف لنا ولدولة قطر ويبهر الجميع ويشرف الفنان القطري.
وتحدث الدوس عن تاريخ المسرح القطري فقال: تاريخ المسرح القطري ابتدأ في أواخر الخمسينات مع الأندية والفرق والمدارس، وكان تقديم أول مسرحية بعنوان “صقر قريش” كشبية للمسرحية، وانطلقت أول مسرحية عام 1971، وبعد ذلك أنشئت عدة مسارح.
أما عن عدد الفرق فقال: توجد في قطر الآن ثلاث فرق، حيث خرج من المسرح القطري أشخاص كرسوا جهدهم لخدمة هذا الفن وتطويره، فبدأ المسرح القطري في أخذ طابعه وهويته الخاصة بداية السبعينات.
وعن أماكن ودور العرض قال: لم تكن متوفرة كثيرًا ولكن بعدها تم افتتاح أماكن تناسب تقديم العروض المسرحية، وأضاف أن تقديم عرض الغد بإذن الله سيكون نتاجا للتجربة القطرية في المسرح، فهذه المشاركة الثالثة لقطر في مهرجان المسرح العربي.
وقال مخرج المسرحية محمد الملا عن واقع المسرح بقطر اليوم، والحركة المسرحية: الفرق المسرحية والفنانون متواجدون والمهرجان المحلي للمسرح مستمر لليوم، وبطبيعة الحال مثل أي مجال فهو في ازدهار واندثار، فتطغى بعض الأمور على الأخرى، ووجودنا في المهرجان العربي اليوم دليل كذلك على وجود وظهور المسرح القطري، وخلال السنوات السابقة شاركنا في الكثير من الفعاليات، وحصلنا على ثلاث جوائز وترشحنا لجوائز في مشاركاتنا، ومن حيث التنوع لدينا، فنحن سعداء بالتنوع بين الجنسيات في المسرح القطري، من الممثلين وغيرهم من الذين يعملون على المسرح في قطر