ندوة المصرى الديمقراطي.. الإعلام في عاصفة الأزمات.. من صراع الأقصى إلى فوضى الأسد

كتبت مريم محمود

نظم حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي والمنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار ندوة بعنوان “أزمة المهنية تحاصر الإعلام العربي والدولي.. من طوفان الأقصى إلى سقوط الأسد”، بمشاركة نخبة من الخبراء والمحللين السياسيين. جاءت الندوة لمناقشة أبرز المشكلات التي تواجه مهنية الإعلام وتعيق حريته، خاصة في ظل الأزمات الممتدة من قضية المسجد الأقصى وصولًا إلى الأحداث في سوريا وسقوط نظام بشار الأسد.

 

أدار اللقاء المهندس باسم كامل، أمين عام حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وعضو اللجنة الاستشارية بالمنتدى الاستراتيجي، الذي أكد في افتتاحيته أهمية تسليط الضوء على أزمة المهنية كإحدى القضايا الجوهرية التي تهدد دور الإعلام في المجتمعات العربية والدولية.

 

أكد الإعلامي والكاتب الصحفي حسين عبد الغني أن الاستقلال والحرية يشكلان الأساس لأي إعلام مهني حقيقي، مشيرًا إلى أن الإعلام العربي والغربي أخفقا في تناول قضايا كبرى مثل المسجد الأقصى وسوريا بسبب تضارب المصالح وتحكم الأجندات. كما أوضح أن بعض محطات المقاومة في غزة استغلت الأوضاع في سوريا لتحقيق مكاسب سياسية، مشيدًا بدور وسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت نسبيًا في إيصال أفكار القضية الفلسطينية.

 

من جهته، لفت الدكتور محمد أحمد المخلافي، نائب أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني، إلى أن الإعلام يجب أن يكون محايدًا بطبيعته، إلا أن السيطرة السياسية والاقتصادية تعوق هذا الهدف. وأشار إلى أن الإعلام الغربي يعاني من هيمنة الشركات الكبرى، بينما الإعلام العربي يتسم بتحيز مفرط للقضية الفلسطينية، وهو تحيز يضر بالقضية نتيجة ارتباطه بالإسلام السياسي.

 

وأوضح الإعلامي والكاتب الصحفي سمير عمر أن غياب التخطيط الواضح لدى وزارات الإعلام في الدول العربية يزيد من الضغوط على الصحفيين، مما يجعلهم في مواجهة مباشرة مع نظم الحكم. وأكد أن الصحفي يجد صعوبة في تحقيق التوازن بين إرضاء الجمهور ومواجهة القيود المفروضة من السلطات.

 

تناول الكاتب الصحفي محمد صلاح الزهار، مستشار المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، قضية تراجع المهنية الإعلامية. وأكد أن أزمة غزة أظهرت آلاف الصور المأساوية، إلا أن الإعلام العالمي لم يعد متمسكًا بالمهنية، مما أدى إلى انتشار عمليات التزييف بشكل غير مسبوق في معالجة الأزمات الدولية.

 

من جانب اخر، تحدث الكاتب الصحفي محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، عن إعادة صياغة دور الإعلام في ظل التحولات السياسية. وأوضح أن الإعلاميين يواجهون تحديات كبيرة في تقديم زوايا متوازنة للأحداث، خاصة في ظل تخبط وسائل الإعلام الناتج عن الأوضاع السياسية غير المستقرة.

 

بينما أكد الدكتور ياسر ثابت، الكاتب الصحفي والخبير الإعلامي، أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت تنافس الإعلام التقليدي في صراع حاد، مما زاد من تعقيد مهمة إيصال الحقيقة. وشدد على أهمية تمسك الصحفيين بالمبادئ الأساسية للإعلام الواقعي لتحقيق مستوى عالٍ من الموضوعية والمهنية.

 

اختُتمت الندوة بالتأكيد على ضرورة تكاتف الجهود بين وسائل الإعلام المختلفة والمؤسسات الإعلامية لمواجهة التحديات الراهنة. وأوصى المشاركون بتعزيز الحوار المجتمعي ووضع خطط استراتيجية تعيد الاعتبار للمهنية الإعلامية، مع التركيز على الاستقلالية والموضوعية كأساس لأي عمل إعلامي ناجح.

زر الذهاب إلى الأعلى