هل يكسر الدولار حاجز ال60 جنيها هذا العام؟

على مدار الأيام القليلة الماضية تزايد الحديث عن توقعات وصول سعر الدولار مقابل الجنيه المصري إلى 60 جنيهاً، وذلك استناداً إلى سعر العقود الآجلة للجنيه المصري وتوقعات أخرى، فما هو المتوقع لسعر الدولار في مصر وفق أسوأ السيناريوهات؟
قال رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس في وقت سابق إن تحركات سعر الدولار مقابل الجنيه لا تدعو للقلق، متوقعًا أن يتراوح بين 50 و60 جنيهًا خلال العام الجاري بشكل طبيعي.
وخلال العام الماضي، شهد سعر الدولار ارتفاعًا بنسبة 66.5%، منتقلاً من 30.94 جنيه إلى حوالي 50.5 جنيه، بعد أن قرر البنك المركزي تحرير سعر الصرف في مارس/آذار الماضي بهدف القضاء على السوق السوداء وسد فجوة التمويل الأجنبي.
ويعتمد البنك المركزي على آلية سعر الصرف الحر، بحيث يصبح العرض والطلب على العملات الأجنبية العامل الرئيسي في تحديد سعر الدولار.
من جانبه، استبعد نائب رئيس أحد البنوك الخاصة الكبرى، والذي فضل عدم ذكر اسمه، وصول الدولار إلى مستوى 60 جنيهًا خلال العام الجاري، بناءً على اختبارات الضغط التي أجراها البنك لتوقعات سعر الصرف لعام 2025. وأكد أن أسوأ سيناريو لهذه الاختبارات لم يتوقع تجاوز الدولار مستوى 57 جنيهًا، مع الأخذ في الاعتبار تدفقات النقد الأجنبي المتوقعة والالتزامات المالية المترتبة على مصر.
كما أجرى عدد من البنوك اختبارات مماثلة على سعر صرف الجنيه، تضمنت سيناريوهات متعددة (متفائل، محايد، ومتشائم) لتحديد السياسات الائتمانية مع العملاء خلال العام.
ويتوقع الخبير المصرفي محمد عبدالعال أن يتراوح سعر الدولار بين 50 و52 جنيهًا في النصف الأول من 2025، مع تحسن متوقع في النصف الثاني ليصل ما بين 49 و52 جنيهًا، مدعومًا بتراجع الالتزامات الخارجية وزيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج.
تستعد مصر لسداد نحو 22.4 مليار دولار خلال 2025 كخدمة ديون، مقسمة إلى 13.8 مليار دولار في النصف الأول و8.6 مليار دولار في النصف الثاني، وهو أقل من التزامات العام الماضي التي بلغت 38.7 مليار دولار.
على الجانب الآخر، ارتفعت إيرادات تحويلات المصريين العاملين بالخارج بنسبة 36.4% خلال أول 8 أشهر من 2024، مسجلة 18.1 مليار دولار مقارنة بـ13.3 مليار دولار في نفس الفترة من 2023، وهو ما عزاه البنك المركزي إلى تحرير سعر الصرف في مارس ورفع بعض القيود على توفير الدولار.
وفي سياق متصل، استبعد الخبير الاقتصادي، الدكتور محمد عبدالرحيم، وصول الدولار إلى 60 جنيهًا حتى في السيناريوهات المتشائمة، مشيرًا إلى أن توقعات سعر الصرف مرتبطة بتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية.
وأضاف أن التغيرات في السياسات التجارية للولايات المتحدة، خصوصًا بعد تولي دونالد ترامب الرئاسة في يناير الجاري، قد تؤثر على الدولار عالميًا، حيث تعهد ترامب بفرض رسوم حمائية على واردات الصين والمكسيك وكندا، مما قد يرفع معدلات التضخم ويؤدي إلى رفع الفائدة مجددًا في الولايات المتحدة، وهو ما سينعكس على قوة الدولار عالميًا.
توقع بنك أوف أميركا مؤخرًا عدم خفض الفائدة الأمريكية خلال 2025، بل وربما زيادتها مجددًا، بناءً على بيانات التوظيف القوية لشهر ديسمبر 2024.
وفي سياق آخر، من المتوقع أن تحصل مصر خلال الأيام المقبلة على الشريحة الرابعة من قرض صندوق النقد الدولي بقيمة 1.2 مليار دولار، مع دفعة أخرى بنفس القيمة في مارس المقبل، حال اجتياز المراجعة الخامسة للصندوق.