ياسر التلاوى يكتب :الأمم المتحدة ل”العرب” .. وقف إطلاق النار بعد قتل آخر مواطن فى غزة

 

يوم الجمعة الماضى عمت حالة من الارتياح ، الممزوج بالحزن ، شوارع الدول العربية ، وذلك بعد موافقة الأمم المتحدة على مشروع قرار عربي بوقف إطلاق النار فى غزة .. وجلس كل مواطن عربي أمام شاشات التلفزيون انتظارا لخبر عاجل يكتب على الشاشات بأنه تم وقف إطلاق النار لتتوقف مشاهد قتل الأطفال والنساء ويبدأ تدفق المساعدات الإنسانية بشكل مستمر لتداوي جراح الشعب الفلسطيني المكلوم .
ولكن .. وبكل أسف ، فوجئ الجميع بأن ما يظهر على الشاشات هو إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء الاقتحام البري وقطع شبكات الاتصالات والانترنت .. وهنا أدرك المواطنون العرب إجابة السؤال الحائر .. هل موافقة الأمم المتحدة على وقف النار كان مشروط بالقضاء على آخر مواطن فى غزة وكأن الأمم المتحدة تقول للدول العربية : لقد نفذ رصيدكم .. فقد تم اتخاذ القرار .. وهناك من يتولى تنفيذه الأن .
ففي واقع الحال .. أثبتت الأحداث الأخيرة أنه بإمكان إسرائيل ارتكاب كل المجازر وقتل أكثر من 10 آلاف مدني فلسطيني وإصابة عشرات الآلاف بكل دم بارد وتهدم أكثر من 200 ألف منزل بمنتهى الأريحية لسبب وحيد أنها لا تعير أي اهتمام بالمجتمع الدولي ولا تكلف نفسها حتى عناء قراءة قراراته ما دامت هناك راعية الإرهاب الصهيوني الأولى أمريكا ، إلى جانب الدول التابعة التي تدور في فلكها مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا .
ولسوف يتوقف التاريخ طويلاً أمام هذه الجريمة الدولية المنظمة والمكتملة الأركان .. ولن ينسى أن يسطر بحروف من دم كيف وقف العالم بجانب القاتل المجرم وكيف زاروه ليؤيدوه ويمدوه بأقذر أنواع الأسلحة المحرمة دوليا ليبيد ويسحق ويغوص بكلتا يديه في بحور دماء الفلسطينيين الأبرياء العزل ، بعد أن فشل أيما فشل في إحراز أي نصر عسكري يحفظ له ماء وجهه ويعيد ترقيع كرامته الجريحه وشرفه المسلوب .. بعد ما أوسعتهم المقاومة الفلسطينية ضربا في عمق أراضيهم ولقنتهم درساً لن ينمحي من ذاكرة كل الصهاينة في بطولة وشهامة واستبسال من يدافع عن أرضه وعرضه في مقابل كل معتد غاصب ومعتد أثيم .
ورغم اخفاق المجتمع الدولي في إجبار الاحتلال الصهيوني الغاشم على وقف العدوان الإجرامي الوحشي .. إلا أن هناك فائدة مهمة أسفرت عنها تلك الحرب العالمية على قطاع غزة الذي لا تتعدى مساحته كيلو مترا والذي يعاني حصاراً شاملاً منذ نحو 14 عاماً ، وتتمثل هذه الفائدة في اقرار قاعدة أساسية : يخطئ من يظن أن القانون الدولي يحمي الشرعية بل على العكس فقد تم إيجاده للتغطية على جرائم الحرب خصوصاً أذا ما تعلق الأمر بدماء العرب .

زر الذهاب إلى الأعلى