ياسر التلاوى يكتب :غزة من أمامنا والأزمة الاقتصادية من خلفنا .. فماذا نحن فاعلون

ولأن المصائب لا تأتى فرادى .. فلم تكد مصر تنتنهى من دراسة الوضع الاقتصادي بالغ الصعوبة فى الفترة الحالية نتيجة للعديد من العوامل الداخلية والكثير الكثير الخارجية التي أحاطت بها رغما عن إرادتها ، وما ترتب عليها بطبيعة الحال من توالي قرارات الوكالات الائتمانية من تخفيض تصنيف مصر الائتماني ، حتى وجدت مصر نفسها محاصرة بأحداث غزة المشتعلة .
فمنذ اندلاع عملية “طوفان الأقصى” فى ٧ اكتوبر الجاري على أيدي المقاومة الفلسطينية ، وما تبعها من اعتداء بأعتى آلات الحرب الوحشية التابعة للاحتلال الإسرائيلى لتواصل عدوانها السافر والمستمر على قطاع غزة وممارسة الكيان الصهيونى لجريمة إبادة بشرية متكاملة الأركان .
الأمر الذي دعا مصر للاضطلاع بدورها القومي المعهود في طرق كل الأبواب السياسية والدبلوماسية لوقف العدوان الغاشم على الإخوة الفلسطينيين المدنيين العزل ولوقف نزيف الدم بحق الأبرياء والأطفال والنساء الذين استهدفتهم نيران الاحتلال التي خلفت نحو 5000 شهيد وأكثر من 10 آلاف مصاب أغلبهم من النساء والأطفال الذين لا ذنب لهم سوى وحشية العدو الغاصب .
وقد سارعت مصر إلى إدانة كافة عمليات العقاب الجماعي والإبادة البشرية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ، وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على حق الشعب الفلسطيني في حقه المشروع بإقامة دولته المستقلة على أراضيه ، مع التأكيد أيضاً لرفضه البات لسياسات التهجير القسري التي تسعى إليها تلك الاعتداءات الإجرامية والتأكيد على سيادة مصر على كل حبة تراب من أراضيها ، ليقطع الطريق على جميع الأوهام التي تطالب بنزوح الإخوة الفلسطينيين إلى سيناء .
وقد توحدت مشاعر الشعب فخرج ملايين المصريين في جميع المحافظات واحتشدوا في كافة الميادين للتعبير عن تضامنهم الكامل مع الإخوة الفلسطينيين وتأييدهم ودعمهم التام لموقف القيادة السياسية في هذا الظرف التاريخي الحاسم .
الملمح الرائع أيضاً في هذا الوقت الاستثنائي يتمثل في الوعي الوطني لجموع الشعب المصري الذي كشف عن تساميه فوق كل الصعاب .. ليعطي درساً لدعاة الفتنة وأدعياء الوطنية الذين حاولوا الوقيعة ودس الفرقة .. ليعلن المصريون أنه مهما تكن موجة الغضب من الوضع الاقتصادي ، فنحن الآن فى وضع لا يتحمل حتى كلمات العتاب .. ومن يحاول فتح الأزمات الداخلية فإنه مستغل أو غير واع بطبيعة ما يحدث .
فالأن .. لا صوت يعلو فوق صوت المعركة .. نعم هي معركة حقيقية بل وخطيرة .. انها معركة تخطط لاحتلال سيناء مرة أخرى بشكل غير مباشر ، لكل ما سبق ولغيره الكثير فقد توحدت إرادة المصريين على هدف واحد هو “صون الوطن” ولفظ كل ما عداه من أهداف خبيثة لا غرض لها إلا إغراقنا في فتنة لا أحد يعلم مداها .. حفظ الله مصر .