يسري حسان يكتب: هذه المرأة الصعلوكة .. هذا الشيخ المدلس !

دائما وأبدا ما أتحفظ على الكتابة في موضوع مثار من أجل التريند، أو على طريقة “بص العصفورة” بغرض إلهاء الناس عن مشاكلهم الحقيقية، لكني أكتب هذه المرة لأن الموضوع بدلاً من أن يلهي الناس عن مشاكلهم وضعهم في قلبها، وآثار نقمتهم على الحكومة وأذيالها.
وسعت منهم هذه المرة.
معلوم إنه من مظاهر تداعي الدول وتآكلها، ظهور فئة من الصعاليك، وضاربي الودع، والأفاكين، وبائعي الوهم، والنصابين، وأصحاب الضمائر الميتة، ونهازي الفرص، وآكلي لحوم البشر، والقتلة المحترفين، وراقصي وراقصات الاستربتيز، هؤلاء الذين يركبون الهوا، ويتم استئجارهم لتضليل الناس، موعودين بترقية، أو تصعيد، أو ما شابه، وأنت لو راقبت بعضهم ستجده بعد الضنا لابس حرير في حرير.
أغلب هؤلاء ستجدهم من الحاصلين على درجات علمية رفيعة، أو حتى يدعون الحصول عليها، وأغلبهم أيضا لا يحدثك إلا بقال الله وقال الرسول، حتى لا تستطيع مناقشته في ترهاته، التي ينشرها بين الناس، وإلا اتهمك بأنك لا تحب الله ورسوله، ولا تحب سورة قريش، التي لو قرأتها على المرتب، كما ينشرون أوهامهم، لطرحت فيه البركة وضاعفته سبع مرات، وممكن تسع لو قرأتها بالتشكيل الصحيح، أما لو بكيت وأنت تقرأها فاضرب في خمس وثلاثين، أو سبع وأربعين، أنت ونصيبك!
ولأن إعلام هذه النوعية من الدول يقوده من هم على نفس شاكلة هؤلاء، ولأن الطيور على أشكالها تقع، فهو يسعى إلى هؤلاء الصعاليك لينشروا تدليسهم بين الناس، باعتبار إنه بذلك بيلبس الناس الطاقية، لكنه لا يعلم أنه بهذا السلوك، الغبي والمنحط، يجعل الناس أكثر نقمة على الحكومة وأكثر كراهية لها.
لقد سمعت امرأة صعلوكة تقول إنها دكتوره، ولا أعرف من الصعلوك الذي منحها هذه الدرجة، تتحدث في برنامج تليفزيوني، يقدمه شيخ أفاك وضلالي، عن كيفية تدبير الأسرة احتياجاتها الغذائية بحوالي 60 دولارا، إذا حسبنا الدولار بالسعر الرسمي، بل إنها إمعانا في التدليس، قسمت هذا المبلغ التافه على كل شيء، من خضار ولحوم وأسماك وفراخ وفواكه، وفوق البيعة كمان أدوات نظافة، صابون للمواعين، وآخر لغسيل الهدوم، وثالث للاستحمام وكده.
المرأة الصعلوكة، التي اكتشفت أنها تلف على القنوات كلها، أو بمعنى أصح تم وضع اسمها ضمن القائمة التي توزع على جميع القنوات، جاءت لك أيضا، في أحد البرامج، بالحل العبقري الذي لا يمكنك أن تجادل فيه، ونزلت عليك بالتقيلة قوي: “لو عايز مرتبك يكفيك اقرا عليه سورة قريش” ولا تعرف لماذا سورة قريش بالتحديد، ما لها الفاتحة أو الكوثر أو آية الكرسي؟
طيب لو قرينا القرآن الكريم كله على المرتب، ورغم ذلك لم يكفنا ثلاثة أو أربعة أيام بالكتير، ماذا نفعل وقتها، هل نكفر بكتاب الله مثلاً؟
إن مثل هذه السيدة الصعلوكة، وهذه القناة المدلسة، وهذا الشيخ الضلالي، يعملون على شحن الناس ضد الدولة، كما يعملون على افقاد ثقة الناس في الدين واتجاههم إلى الإلحاد، فقد علمت أن ناس كتير قرأت سورة قريش على المرتب خمسين مرة، لكنه رغم ذلك طار في لمح البصر ولم تعد به أي بركة… أين العيب إذن؟ في سورة قريش وأخواتها، أم في المرتب؟
قد يقول رجل مدلس وأفاك وضلالي، مثل الدكتوره إياها والشيخ إياه: ولماذا الشتائم أخي المؤمن، لماذا لا تناقشهم بالحجة والبرهان؟ وأقول له إن الحجة والبرهان عند أمك!

زر الذهاب إلى الأعلى