5 أسرار لاستجابة الدعاء في رمضان.. تعرف عليها

يُعدّ شهر رمضان فرصة عظيمة للتقرّب إلى الله بالدعاء، فهو شهر تُفتح فيه أبواب الرحمة، وتتنزل فيه البركات، ويعتق الله فيه الرقاب من النار. وقد وردت العديد من النصوص الشرعية التي تُبين فضل الدعاء في هذا الشهر الكريم، وتؤكد أن له منزلة خاصة عند الله عز وجل.
وفي هذا التقرير، نسلّط الضوء على أسرار استجابة الدعاء في رمضان، وكيف يمكن للمسلم أن يُحسن دعاءه ليكون أقرب للإجابة.
1. الإخلاص في الدعاء
إن من أهم أسباب استجابة الدعاء أن يكون خالصًا لله، دون رياء أو سمعة، قال تعالى:
﴿ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [غافر: 14].
فلا ينبغي للمسلم أن يدعو بقلب غافل أو مشغول، بل عليه أن يستحضر عظمة الله ويُخلص له في رجائه.
2. اليقين بالإجابة والجزم في الدعاء
اليقين بأن الله سيستجيب هو مفتاح قبول الدعاء، فقد قال النبي ﷺ:
“ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاهٍ” [سنن الترمذي (3479)].
لذلك، على المسلم أن يدعو بثقة في قدرة الله، وألا يقول: “اللهم اغفر لي إن شئت”، بل عليه أن يكون جازمًا في طلبه.
3. تحرّي أوقات استجابة الدعاء في رمضان
هناك أوقات مميزة يكون الدعاء فيها أقرب للإجابة، ومنها:
وقت الإفطار: قال النبي ﷺ: “إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد” [سنن ابن ماجه (1753)].
وقت السحر: وهو من أفضل أوقات الاستغفار والدعاء، قال تعالى: ﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 18].
العشر الأواخر من رمضان، خاصة ليلة القدر، فقد أخبرنا النبي ﷺ أن الدعاء فيها مستجاب.
4. الالتزام بآداب الدعاء
لكي يكون الدعاء أقرب إلى الاستجابة، هناك آداب ينبغي الالتزام بها، ومنها:
الوضوء قبل الدعاء: كما فعل النبي ﷺ في بعض المواقف.
استقبال القبلة ورفع اليدين: قال ﷺ: “إن ربكم حيي كريم، يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفرًا” [سنن أبي داود (1488)].
البدء بحمد الله والثناء عليه، ثم الصلاة على النبي ﷺ قبل الدعاء وبعده.
الإلحاح في الدعاء وعدم استعجال الإجابة، فقد قال النبي ﷺ: “يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي” [صحيح البخاري (6340)، مسلم (2735)].
5. اجتناب موانع استجابة الدعاء
هناك أمور قد تمنع استجابة الدعاء، ومنها:
أكل الحرام، فقد ذكر النبي ﷺ الرجل الذي يطيل السفر، أشعث أغبر، يرفع يديه إلى السماء يقول: “يا رب، يا رب”، لكنه يأكل الحرام، فيقول النبي ﷺ: “فأنى يستجاب له؟” [صحيح مسلم (1015)].
الدعاء بالإثم أو بقطيعة رحم، فقد قال النبي ﷺ: “لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم” [صحيح مسلم (2735)].
6. الدعاء بالأدعية المأثورة
هناك أدعية وردت عن النبي ﷺ يستحب الدعاء بها، ومنها:
“اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني”، وهو الدعاء الذي أوصى به النبي ﷺ في ليلة القدر.
“ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار” [البقرة: 201].
رمضان شهر الدعاء، وهو فرصة عظيمة لنيل استجابة الدعوات، خاصة لمن أخلص في دعائه، وتحرّى أوقات الإجابة، والتزم بآداب الدعاء، وتجنب موانعه. فلنغتنم هذه الأيام المباركة، ولنجعل دعواتنا مليئة بالرجاء والثقة في كرم الله ورحمته.
نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يجعلنا وإياكم من المقبولين في هذا الشهر المبارك.