...

هل تسحب منصات البث الرقمي البساط من الفضائيات؟

أعلنت شركة نتفلكس عن حصولها على 167 مليون مشترك في خدماتها حول العالم.. وحصلت على رضاء الكثير من العملاء على إنتاجها الخاص، في المقابل ظهرت خدمتي آبل بلس وديزني بلس في عام 2019 ك منصات للبث الرقمي منافسة لشركة نتفلكس، وحصدتا ملايين المشتركين حول العالم، فهل تهدد هذه ال منصات بقاء القنوات التليفزيونية أم لا؟، هذا ما سنتعرف عليه في السطور التالية.

منافسة رقمية

في البداية كانت نتفلكس عام 1997 شركة تأجير أشرطة فيديو عبر الإنترنت، ولم تكن الوحيدة لكن كانت لها ميزة، ففكرتها ترجع إلى أن أحد مؤسسيها كان يغضب من فكرة دفع غرامة على تأخر تسليم شريط الفيديو لصاحبه، فقرر أن تكون خدمته بلا رسوم تأخير، ولاحقت نتفلكس جميع التطورات مرورا بأشرطة الدي في دي المنتشرة بين عام 2004 – 2008، ثم ركزت لاحقا على فكرة البث حسب الطلب، أي تشاهد ما تريده عبر الإنترنت، بامتلاك حقوق الملكية الفكرية للشركات، ومع زيادة سرعة الإنترنت لاقت تلك الخدمة قبولا واسعا، خصوصا في ظل غياب الإعلانات، ويمكنك المشاهدة في الوقت الذي تريده، ومع تركيز نتفلكس على إرضاء أذواق المشاهدين، أنتجت فيلم (بلاك ميرور)، وهو فيلم يحدد المشاهد مسار أحداثه، كما يضع نهاية الفيلم بنفسه بعدد من النقرات على اختيارات ظهرت أثناء المشاهدة.

وبعد تزويد فاتورة الامتلاك الحصري لنتفلكس من قبل بعض شركات الإنتاج الفني، والتي كانت ضربة صعبة لنتفلكس إلا أنها الحاجة التي اخترعت نجاح الإثنين معا، ففي عام 2013 قررت شركة نتفلكس أن تنتج المسلسلات بنفسها، أو تتفق مع شركات الإنتاج لعرض أعمالها حصريا، وهذا ما شجع شركة ديزني على تأسيس ديزني بلس والتي حصلت على 28 مليون مشترك.

وقد أكد تقرير لصحيفة الإندبندنت، أن نجاح ال منصات بسبب القرصنة الإلكترونية، مما مهّد الطريق لمنصّات جديدة باتت تهيمن الآن على حياتنا عبر الإنترنت، وهذا ما وجدناه في منصة watch it بمصر، والتي أسست بغرض حماية الأعمال الفنية من القرصنة ومواكبة التطورات التكنولوجية.

أما آبل تي في فأسست بغرض خدمة التسويق لمنتجاتها، وإبقاء مستهلكي آبل في حظيرتها، فقررت الشركة تقديم عام مجاني لآبل بلس لأي شخص يشتري منتجا من منتجاتها الرقمية.

البريميرليج

يذكر أن البريميرليج ( الدوري الإنجليزي ) يحاول تأسيس منصة خاصة به باشتراكات شهرية، ويستعد ريتشارد ماسترز الرئيس التنفيذي الجديد للدوري الإنجليزي لتغيير نمط بث المباريات بزيادة الإيرادات للأندية، في الوقت الذي ستستمتع فيه الجماهير بالمسابقة بأسعار منخفضة.

وفي الوقت الحالي، تصل تكلفة مشاهدة الدوري الإنجليزي في إنجلترا حوالي 912 جنيها إسترلينيا سنويًا، أو 76 جنيهًا إسترلينيًا في الشهر، وستكون الخدمة الجديدة بأسعار أقل بكثير عما هي عليه حاليا بالنسبة للجماهير.

وفى مصر تصل إلى 2280 جنيها سنوياً لمشاهدة البطولة على قناة “بي إن سبورت” القطرية التي تحتكر مباريات البطولة في الشرق الأوسط، وستكون الأسعار الجديدة أقل من تلك التكلفة.

وأصبح هناك العديد من الأعمال المصرية التي تتجه نتفلكس لإنتاجها وعرضها، ومنها مسلسل ما وراء الطبيعة المقتبس من أعمال الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، وهناك أيضا مسلسل أبلة فاهيتا، وتنتج نتفلكس شهريا ما لا يقل عن أربعة مسلسلات حصرية، وتعطي حق ملكية أعمالها لإحدى القنوات التليفزيونية بعد مرور أربع سنوات على الإنتاج.

وعلى الرغم من شعبية تلك ال منصات في الوطن العربي، إلا أن موكول كريشنا الباحث في مجال التليفزيون في شركة الاستشارات “فروست أند سوليفان”، صرح بأن نسبة الأشخاص الذين يشاهدون التليفزيون التقليدي في الشرق الأوسط تراوح “بين 85% و90%”، مقارنة بـ25% إلى 30% نسبة الذين يشاهدون خدمات البث عبر الإنترنت.

تستغرق سنوات

ويقول الدكتور ياسرعبدالعزيز- الخبير الإعلامي: التليفزيون لديه الكثير من الأدوات التي تمكنه من الحصول على قطاع من الجمهورالذي يستهدف محتوى البث الرقمي ، لكن هذا الكلام لا ينفي أن هناك تغيرا فارقا في السنوات السابقة، يتمثل في ظهور ال منصات البث التدفقي الجديدة التي لم تكتف بعرض أعمالها بل تقوم أيضا بإنتاج هذه الأعمال وامتلاك حق العرض الحصري، وبالتالي التأثير في قطاع كبير من المشاهدين الذين لا يمكن لهم مشاهدة هذه الأعمال التي تتسم بالجودة عادة إلا من خلال منصات معينة، وبسبب قدرة ال منصات على تلبية المشاهدة حسب الطلب فإن نفوذها يتزايد، فالمستقبل ليس في جانب التليفزيون ولا في صالحه، لكن هذا الأثر سوف يستغرق عدة سنوات، وسوف تزيد شعبية ال منصات ، خصوصا بعد الإحصائيات الأخيرة التي تؤكد أن الأشخاص من عمر 18 – 24 يفضلون منصات البث التدفقي (البث حسب الطلب)، ونحن نعمل في صناعة الإعلام وهذه الصناعة تعتمد على العرض والتوزيع، لكن في مصر الميل أكثر لمشاهدة ال منصات المجانية بسبب الحالة الاقتصادية لدى الكثير من الناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى