...

دراسة: زيادة الحديد تفاقم حدة عدوى الملاريا

يعد الحديد من مكونات الهيموجلوبين ويساعد في نقل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم، ولكن في الوقت نفسه يمكن أن يكون الحديد الزائد خطيرًا جدًا، حيث يعزز تكوين الجذور المؤكسدة الضارة، كما يمكن أن يترسب أيضًا في أعضاء مثل الكبد والقلب والبنكرياس، ما يؤدي إلى تليف الكبد وفشل القلب ومرض السكر، لذا كل من نقص الحديد وتركيزه العالي يمكن أن يؤثر على الوظيفة الخلوية.

وفي دراسة أجراها المعهد الوطني للصحة في بريطانيا (NIH) أتضح أن هناك علاقة بين الحديد والملاريا، حيث تتغذى طفيليات الملاريا على الحديد، فتحتوي الكائنات الحية على بروتين يسمى”ferroprotein”، والذي يمنع تراكم الحديد السام فى الخلايا الدم الحمراء، كما أنه يحمي الخلايا من عدوى الملاريا.

فمن خلال دراسة الفئران والعينات من مرضى الملاريا، اكتشف الباحثون أن التركيز العالي للحديد يتداخل مع البروتين الحديدي.

ولاحظ الباحثون أن نقص البروتينات الحديدية في خلايا الدم الحمراء (خلايا الدم الحمراء وسلائفها) سمح للحديد بالتراكم إلى مستويات سامة داخل كرات الدم الحمراء.

ودرس الباحثون أيضًا ما إذا كانت طفرة البروتينات “Q248H”، الموجودة في السكان الأفارقة تحمي من الملاريا.. وبعد متابعة الأطفال الذين نقلوا إلى المستشفى بسبب الملاريا في زامبيا، لوحظ أن ما يقرب من 20% من الأطفال الذين لديهم طفرة ولديهم طفيليات ملاريا أقل وتحملوا أقل لفترة أطول قبل زيارة المستشفى.

وأشارت النتائج إلى أن الطفرة تحمي بروتين الحديد من تأثيرات الهيبسيدين، وبالتالي تحمي من الملاريا، وهذا يفسر كذلك وجود طفرة في الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الموبوءة بالملاريا.

وفي دراسة أخرى أجريت على 290 امرأة حامل في غانا، لوحظ أن 9% من الذين لديهم طفرة البروتينات “Q248H”، كانوا أقل عرضة نسبيًا للملاريا المرتبطة بالحمل، حيث تسبب طفيليات الملاريا نتائج سلبية للحمل والولادة من خلال التراكم في المشيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى