...

نائبة بالشيوخ: الحكومة تعتزم تطوير القاهرة التاريخية

 

قالت النائبة رشا إسحق، عضو مجلس الشيوخ، إن مشروع تطوير القاهرة التاريخية بمعالمها الأثرية يأتي في إطار خطة الدولة لدعم القطاع السياحي بالمقام الأول سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، معقبة “منطقة الأزهر والغورية وغيرها شهدت حالة كبيرة من الإهمال والعشوائيات وده كان ملحوظ جدا”.

وأكدت “إسحق” في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن هذه الخطوة تسهم في الحفاظ علي الحرف التراثية المرتبطة بالطابع الأثري للمنطقة، كما أن لا يوجد أية نوع من تهجير المواطنين أو هدم أي مبانٍ؛ لذا أصدر الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قرارًا بتعليق أي أنشطة مرتبطة بالبناء أو الهدم، مما يؤكد عزم الحكومة علي تطوير المنطقة بالكامل دون أي تدخل خارجي من قبل المواطنين.

ولفتت عضو مجلس الشيوخ، إلي أن الهدف أيضا من المشروع القضاء على كافة أشكال العشوائيات ولا سيما بالمناطق التي تتميز بقيمة أثرية، فضلا عن دعم الحرف والصناعات التراثية التي تسعى الدولة أيضا لتنميتها وعدم اندثارها وظهر ذلك من خلال تنظيم المعارض للترويج لها بالوقت الحالي.

وكان قد أجرى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، حوارا مفتوحا مع عدد من الخبراء المعماريين والآثاريين والمخططين في مقر وكالة الغوري، بشأن تطوير منطقة  القاهرة التاريخية.

وجلس رئيس الوزراء على منصة العرض الخاص بشرح مخططات تطوير المنطقة أمام الخبراء والمخططين والآثاريين، مؤكدا في مستهل حديثه أنه يجري هذا اللقاء للتشاور مع الخبراء بصفته خبيرًا معماريًا، وقال إن أعمال التطوير السابقة التي شهدتها المنطقة لم تتعد كونها أعمال ترميم بعض الآثار فقط، وأن آخر عمل تطوير كان في شارع المعز لدين الله.

وخلال حواره مع الحضور، أشاد مدبولى بالخبراء الموجودين وخبراتهم الواسعة في مجال ترميم وتطوير المباني الأثرية والحفاظ على التراث، مشيرا إلى أنه أثناء دراسته الأكاديمية استعان بالعديد من الدراسات التي تم إعدادها للمنطقة أثناء إعداده لرسالة الماجستير، وأن لديه معرفة تفصيلية كاملة عن المنطقة، مؤكدا في الوقت نفسه أن مشروع تطوير القاهرة التاريخية لا يستهدف تطوير بعض المباني الأثرية القائمة بها فقط، بل يستهدف إحداث تطوير شامل متكامل، قائم على مجموعة من الثوابت منها أن هذه المنطقة تمثل منطقة تراث عالمي، وتتطلب أسلوبا محددا لإدارتها والتعامل معها، إلى جانب هدف آخر يتمثل في الحفاظ على المنطقة ككل وليس على المباني الأثرية بها، جنبا إلى جنب الحفاظ على النسيج الحضري الذى يميزها، وكذا الحفاظ على الحرف التراثية التي كانت جزءا من التميز الشديد المتواجد في هذه المنطقة.

وأعرب رئيس الوزراء عن تأثره الشديد، صباح اليوم، لما رآه من حالة متردية وصلت إليها المنطقة، بما في ذلك انتشار المباني المسلحة والمحلات التجارية التي تم تغيير نشاطها، فضلا عن حجم التردي الذى شهدته أرجاء المنطقة الأثرية بالقاهرة التاريخية.

وفي ضوء ذلك، أكد رئيس الوزراء اعتزام الدولة اقتحام كافة المشكلات القائمة بمنطقة القاهرة التاريخية للعمل على حلها، واتخاذ ما يلزم من خطوات سريعة لتطويرها بما يليق بها، وهو ما كنا نحلم به على مدار العقود الماضية، مشددًا على أن ما سيتم تنفيذه من أعمال تطوير لن يهدد مواقع التراث العالمي، بل يستهدف الحفاظ عليه وترميم جميع الآثار المسجلة، مع تنفيذ ما يتعلق من استخدامات مناسبة لتلك المناطق الأثرية، وإعادة استغلال المباني بعد ترميمها بما يحافظ على النسيج الحضري للمنطقة، وكذا تطوير المباني التي كانت ضمن النسيج الأصلي لها.

وأشار رئيس الوزراء إلى أنه يوجد كم هائل من الأراضي والمباني المهدمة، التي كانت في فترة سابقة عبارة عن أثر مهم أو جزء من النسيج الحضاري للمنطقة، وتم تدميرها بالكامل فضلا عن مجموعة الأماكن العشوائية التي باتت تهدد بحدوث كوارث بها. وكلف رئيس الوزراء محافظ القاهرة بعدم إصدار أي تصاريح بناء أو هدم فى نطاق منطقة القاهرة التاريخية، كما أشار الدكتور مدبولي إلى أن المنطقة شاسعة وممتدة، لكنها فقدت الكثير من مزاياها كمنطقة تراثية، مضيفا أنه اليوم وأثناء جولته بالمنطقة رأى عن قرب مخالفات كثيرة لعمارات مسلحة تصل إلى 6 أدوار،  قائلا: هل يرضي أحدا أن تبقى هذه البنايات على هذا الوضع، مستدركا بقوله: من المستحيل أن نقبل كدولة وكحكومة بأن تقام عمارة خرسانية بالطوب الأحمر وسط منطقة تراث عالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى