الرئيس السيسى يعود إلى أرض الوطن بعد ختام جولته الأوروبية

 

عاد الرئيس عبد الفتاح السيسي الى أرض الوطن بعد جولة أوروبية شملت كل من ألمانيا وصربيا وفرنسا.
وتكتسب الجولة الأوروبية التى اختتمها الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم، الجمعة، بزيارة فرنسا، أهمية كبيرة، حيث شملت الجولة كل من ألمانيا، وصربيا التي يزورها رئيس مصري لأول مرة بعد أكثر من 35 عامًا.

وتأتي هذه الجولة في ظروف بالغة الخطورة علي العالم، بعد سنتين من الجائحة التي شكلت تهديدًا حقيقيًا علي الاقتصاد العالمي، وكذلك الأزمة الأوكرانية التي ما لبث العالم أن ينفض غبار الجائحة، حتي جاءت هذه الحرب لتؤثر تأثيرًا كبيرًا علي الإمداد والغذاء والطاقة وتعيد رسم خارطة مراكز القوة والضغط.

لقد جاءت هذه الجولة مباشرة، في أعقاب مشاركة الرئيس السيسى فى قمة جدة، التي عقدت بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج ومصر والأردن والعراق، وطرح الرئيس السيسى، خلال كلمته بأعمال قمة جدة للأمن والتنمية، مقاربة شاملة تتضمن خمس محاور للتحرك فى القضايا ذات الأولوية خلال المرحلة القادمة لخدمة أهدافنا المنشودة صوب منطقة أكثر استقرارًا وازدهارً

وأكد الرئيس السيسى، على أن لمصر تجارب تاريخية عديدة في المنطقة، وكانت دومًا خلالها رائدة وسباقة في الانفتاح على مختلف الشعوب والثقافات وانتهاج مسار السلام، فكان هو خيارها الاستراتيجي الذي صنعته، وفرضته، وحفظته، وحملت لواء نشر ثقافته، إيمانًا منها بقوة المنطق لا منطق القوة، وبأن العالم يتسع للجميع، وهو سلام الأقوياء القائم على الحق، والعدل، والتوازن، واحترام حقوق الآخر، وقبوله.

ووصل الرئيس السيسى- الأحد- إلى مدينة برلين الألمانية، وذلك بناءً على دعوة المستشار الألماني “أولاف شولتز” للمشاركة في فعاليات “حوار بيترسبرج للمناخ” يوم 18 يوليو الجاري، وذلك برئاسة مشتركة بين مصر وألمانيا.

ويعد “حوار بيترسبرج” أحد المحطات المهمة قبل انعقاد الدورة المقبلة من قمة المناخ العالمية بمدينة شرم الشيخ في شهر نوفمبر القادم، وذلك لما يمثله من فرصة للتشاور والتنسيق بين مجموعة كبيرة من الدول الفاعلة على صعيد جهود مواجهة تغير المناخ، حيث تأتي دعوة مصر للرئاسة المشتركة لهذا المحفل المهم تقديراً للدور الحيوي الذي تقوم به مصر بقيادة الرئيس في إطار مفاوضات تغير المناخ على مدار السنوات الماضية.

وشهدت زيارة برلين لقاء الرئيس مع عدد من المسئولين الألمان، وعلى رأسهم المستشار الألماني “أولاف شولتز”، حيث تم سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة، في إطار حرص البلدين على تدعيم التعاون بينهما ومواصلة التشاور المكثف حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وشدد الرئيس السيسي، فى كلمته بحوار بيترسبرج للمناخ، على ضرورة بذل كافة الجهود الممكنة لدعم دولنا الأفريقية وتمكينها من الاستفادة من ثرواتها الطبيعية وتحقيق التنمية الاقتصادية المتسقة مع جهود مواجهة تغير المناخ والحفاظ على البيئة، وذلك من خلال مقاربة شاملة تأخذ في الاعتبار الظروف الوطنية الاقتصادية والتنموية لكل دولة، لاسيما وأن دول القارة قطعت بالفعل خطوات واسعة في هذ الاتجاه بفضل ما تمتلكه من مساحات واسعة من الغابات والقدرات لتوليد الطاقة من الشمس والرياح، فضلاً عن إمكانيات لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مع الأخذ في الاعتبار أن مفهوم الانتقال العادل يتعين التعامل معه من منظور شامل لا يقتصر على قطاع الطاقة فحسب، بل يمتد كذلك لمختلف القطاعات كالزراعة والصناعة والنقل وغيرها.

وقال إن مصر سارعت منذ وقت مبكر باتخاذ خطوات فعالة في سبيل التحول إلى نموذج تنموي مستدام يتسق مع جهود الحفاظ على البيئة ومواجهة تغير المناخ، ليس فقط إيماناً منها بحق أبنائها وأجيالها القادمة في مستقبل أفضل، وإنما أيضاً لوعيها بما يمثله التحول الأخضر من فرصة واعدة لتحقيق التنمية الاقتصادية في العديد من القطاعات الحيوية؛ فعلى سبيل المثال، تقوم مصر بخطوات جادة لرفع نسبة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة، وتعكف في الوقت الراهن على إعداد استراتيجية شاملة للهيدروجين، وتسعى إلى تنفيذ خطط طموحة للربط الكهربائي مع دول المنطقة على نحو يجعل من مصر مركزاً للطاقة المتجددة في منطقتها، فضلاً عن الجهود المستمرة لرفع كفاءة استخدام الطاقة وخفض انبعاثات الكربون والميثان في قطاع البترول والغاز.

وشهد المؤتمر الصحفى للرئيس السيسى والمستشار الألمانى “شولتس” العديد من الرسائل التي بعث بها الرئيس السيسى فى مختلف الملفات المطروحة علي الساحة، وفي القلب منها ملف سد النهضة، حيث أكد الرئيس على أنه لا تفريط فى الأمن المائى لمصر، فى حين اتفق الزعيمان على أهمية كسر الجمود الحالى فى مسار المفاوضات للتوصل إلى اتفاق قانونى ملزم ومتوازن حول ملء وتشغيل السد.

وتلقى الرئيس السيسي، سؤلا من صحفى ألمانى، يتعلق بحقوق الإنسان في مصر، وأجاب عليه في حضور المستشار الألماني أولاف شولتس، قائلا: “موضوع حقوق الإنسان في مصر مهم جدا، ودائما يتم طرح مثل هذا السؤال فى مثل هذه المؤتمرات، والحقيقة هذه المرة أريد أن أرد عليه بشكل مختلف”.
وأضاف الرئيس السيسي للصحفي الألماني: “اسمح لى أن أدعوك وأدعو معك كل من يهتم بهذا الأمر، يجي يزورنا في مصر، وإحنا هنتيح له فرصة أن يلتقى بالجميع ويتحدث معهم، وأتصور أن ما يراه سينقله هنا للرأي العام في ألمانيا، لأن أنا شهادتي في هذا الأمر هتبقى مجروحة زي ما بيقولوا عندنا في بلادنا، تعالى شوف الحقوق الدينية وحرية المرأة في مصر عاملة إزاى، شوف حياة الإنسان وحياة كريمة في مصر عاملة إزاى.. اتكلم عن حرية التعبير واحضر جلسات الحوار الوطني الموجودة في مصر وشوف هي أخبارها إيه، واللي تشوفه بطلب منك تنقله نقل حقيقي فقط إلى الرأي العام في ألمانيا، هل فعلا في مصر فيه حرص شديد على الحريات ولا لأ؟، يمكن تكون الصورة مش واضحة لكم هنا، ولازم تزوروا مصر”.

وواصل الرئيس السيسي الرد على الصحفي الألماني:”لما بييجي مصر مسئولين ألمان بقول لهم من فضلكم التقوا بالناس، وكلموهم واسمعوا منهم، وهتشوفوا هذا الأمر، وهذا الأمر إحنا مش مهتمين بيه علشان إنتوا بتسألوا عنه، مهم جدا تعرفوا كده، إحنا بنهتم بالأمر ده علشان إحنا بنحترم شعوبنا وبنحبها، ومش كلام، إحنا بنحترم شعوبنا زي ما انتوا بتحترموا شعوبكم، دي مسئوليتنا الأخلاقية والتاريخية والإنسانية تجاه شعوبنا”.

وفيما يتعلق بالتعاون فى في مجال الطاقة سواءً على المستوى الثنائي مع ألمانيا، أو مع الاتحاد الأوروبي حيث أكد الرئيس السيسى للمستشار “شولتس”، استعداد مصر التام، لوضع أسس لشراكة قوية مع ألمانيا في مجال الطاقة بأنواعها سواء من خلال تصدير الغاز الطبيعي إلى ألمانيا والاتحاد الأوروبي، أو من خلال إقامة شراكة ممتدة، في إطار رؤية مصر الطموحة، للتحول لمركز تميز في إنتاج وتصدير الطاقة النظيفة خاصة من الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية وطاقة الرياح”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى