...

في اليوم الـ 139 غزة تحت القصف وفظائع الاحتلال عرض متواصل

في اليوم الـ 139 للحرب، واصلت إسرائيل قصف غزة المهدد بالمجاعة والغارق في كارثة إنسانية، بالتزامن مع عمليات تتصاعد في الضفة.

وفيما تستمر الحرب في غزة، أصيب 8 أشخاص فيما وصفته تل أبيب بـ”هجوم إرهابي بإطلاق نار” قرب مستوطنة في الضفة الغربية، اليوم الخميس، وفق ما أفادت الشرطة الإسرائيلية ومسعفون.

وقالت الشرطة إنه تم تحييد “إرهابيَين” بعد الحادث الذي وقع قرب مستوطنة معاليه أدوميم شرق القدس، فيما أفادت أجهزة الطوارئ الطبية بأن بعض الجرحى حالتهم خطرة.

وفي القدس، قتل جندي إسرائيلي في إطلاق النار على حاجز عسكري شرق المدينة، وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية.

وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي في وقت سابق، إصابة 9 جنود، بينهم 3 حالتهم حرجة، في إطلاق النار. لكنها لم تكشف تفاصيل عن منفذيه.

وإلى غزة، حيث قصفت قوات الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، منزلين بالنصيرات والزوايدة وسط قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 26 فلسطينيا وإصابة العشرات، وفق تقارير صحفية.

كما استهدف قصف آخر للجيش الإسرائيلي، منازل عدة وسط خان يونس مع تصاعد كثيف للدخان في المدينة، فضلا عن مواقع أخرى بالمنطقة ذاتها.

وتكثف إسرائيل قصفها على قطاع غزة فيما يحتدم القتال على الأرض ما أدى إلى مقتل 118 شخصا خلال 24 ساعة وفق وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس.

فيما أفاد شهود عيان لـ”فرانس برس”، بوقوع معارك عنيفة في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، حيث يتعقب الجنود الاسرائيليون مسلحي حماس وسط الأنقاض، وكذلك في حيَي الزيتون والشجاعية إلى الشمال.

كارثة إنسانية

ودفعت الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر 2,2 مليون شخص إلى شفير المجاعة وثلاثة أرباع السكان في القطاع المدمر إلى النزوح، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وفي مؤشر إلى تفاقم الوضع في القطاع، أعلن برنامج الأغذية العالمي قبل يومين، تعليق تسليم المساعدات في شمال القطاع بسبب “الفوضى والعنف” المنتشرين فيه، وهو قرار نددت به حركة حماس.

وكان برنامج الأغذية العالمي استأنف الأحد تسليم المساعدات الغذائية لكنه أكد أن شاحناته استُهدفت بإطلاق نار وتعرضت للنهب فيما تعرض أحد سائقيه للضرب.

ودعا الهلال الأحمر الفلسطيني أمس “وكالات الأمم المتحدة إلى تكثيف مساعداتها، خصوصا للمناطق الواقعة في شمال قطاع غزة حيث هناك 400 ألف شخص مهددون بالمجاعة”.

من جهته، أكّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم أمس، أن الوضع في غزة “لا إنساني”، معتبرا أن القطاع “أصبح منطقة موت”.

في المقابل، أعلنت السلطات الإسرائيلية دخول 98 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة، في حين استنكرت مؤسسة وكالات التنمية الدولية (ايدا) بطء عمليات التفتيش وتعطيل عشرات الشاحنات لعدة أيام على الحدود.

محادثات في القاهرة

ورغم الحديث عن محادثات في القاهرة، تعهدت إسرائيل من جهتها بأن تواصل هجومها خلال شهر رمضان بما يشمل رفح إذا لم تفرج حماس عن جميع الرهائن.

لكن أظهر استطلاع نُشر أمس، أن غالبية من الإسرائيليين (55,3%) لا يؤمنون بأن الجيش الإسرائيلي سيحقق “نصرا مطلقا” ضدّ حماس.

في الأثناء، تستضيف مصر محادثات جديدة بهدف التوصل إلى هدنة.

وناقش رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي وصل إلى القاهرة الثلاثاء الماضي، مع رئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل في القاهرة، أمس، “المرحلة الأولى” من الاتفاق الذي اقترحته في يناير/كانون الثاني، الدول الوسيطة وهي قطر والولايات المتحدة ومصر، وفق ما أفاد مصدر في حماس وكالة فرانس برس في غزة.

وتنص هذه المرحلة الأولى على هدنة مدتها ستة أسابيع تترافق مع تبادل رهائن مع معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية وإدخال كمية كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى غزة.

كما وصل المنسق الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك، القاهرة، الأربعاء، قبل أن ينتقل اليوم، إلى إسرائيل لبحث صفقة الرهائن.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر لصحفيين: “نريد أن يتمّ التوصل إلى اتفاق (…) في أسرع ما يمكن”.

واندلعت الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول مع شن حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل، قُتل خلاله أكثر من 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، وخُطف نحو 250 شخصا نقلوا إلى غزة، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة “فرانس برس” استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، وعقب هدنة استمرت أسبوعا، أُفرِج عن 105 رهائن في مقابل إطلاق سراح 240 معتقلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية. وتقدّر إسرائيل أن 130 رهينة ما زالوا محتجزين في القطاع يُعتقد أنّ 30 منهم قُتلوا.

وردا على الهجوم، تعهّدت إسرائيل القضاء على حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007. وهي تشن منذ ذلك الحين حملة قصف مكثف أتبعتها بعمليات برية.

وارتفعت حصيلة ضحايا العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 29313 قتيلا، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

زر الذهاب إلى الأعلى