...

107 أيام… المأساة الإنسانية تتواصل ومعارك عنيفة شمال قطاع غزة .. وقتلى الاحتلال يتزايدون.. ومظاهرات عنيفة فى دولة الاحتلال لإقالة نتنياهو

107 أيام مرت على حرب تأبى أن تضع أوزارها، فاقمت المأساة الإنسانية لأقصى درجة، ورفعت حرارة المواجهات الخارجية ومخاوف توسع النزاع حد الاشتعال، وباتت المنطقة على بركان خامد يوشك على الانفجار.

وكثّف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة، السبت، واحتدم القتال في القطاع، وقُتل حوالي 25 ألف شخص منذ بداية الحرب، حسب آخر حصيلة صادرة عن وزارة الصحة التابعة لحماس.

وأفادت حماس باندلاع معارك عنيفة في شمال القطاع المحاصر والمدمّر. وبحسب الحركة، قُتل 165 شخصا في الساعات الـ24 الأخيرة، فيما أصيب 62388 شخصا منذ بداية الحرب.

وشنت إسرائيل قصفا بالمدافع وغارات جوية إسرائيلية مكثّفة خصوصا في مدينة خان يونس (جنوب) التي باتت الساحة الجديدة للقتال البرّي والغارات الجوّية، بعدما تركّزت المرحلة الأولى من الحرب في شمال القطاع.

وقال الجيش الإسرائيلي إنّ قواته، مدعومة بإسناد جوي وبحري، تدمّر “البنية التحتية” للفصائل الفلسطينية في جميع أنحاء القطاع، كما استهدفت منصّات إطلاق صواريخ في خان يونس.

وألقى الجيش الإسرائيلي على مدينة رفح التي يتجمع فيها عشرات آلاف النازحين مناشير تُظهر صور الرهائن وتدعو السكان إلى مشاركة أي معلومات عنهم.

وفي رفح “قُتل خمسة أشخاص بينهم امرأة” في “قصف استهدف سيارة مدنية”، وفق حماس.

يأتي هذا فيما كرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رفضه منح الفلسطينيين السيادة على غزة لـ”ضمان ألا تُشكّل بعد الآن تهديدا لإسرائيل”.

وقال مكتب نتنياهو في بيان إنّه “في محادثته مع الرئيس (الأمريكي جو) بايدن، أكّد رئيس الوزراء نتنياهو مجددًا سياسته المتمثلة في أنه بعد تدمير حماس، يجب على إسرائيل أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة لضمان ألا تشكّل غزة بعد الآن تهديدًا لإسرائيل، وهو شرط يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطينية”.

وكان نتنياهو أكّد رفضه السيادة الفلسطينية على الضفة الغربية معتبرا أنها تتعارض مع حاجة إسرائيل إلى “السيطرة الأمنية على كل الأراضي الواقعة غرب (نهر) الأردن”.

وأبدى بايدن تمسّكه بحلّ الدولتين موضحًا أنّ “هناك عددا من الأنواع لحلول الدولتين. ثمة عدد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ليست لديها جيوش”.

وفي سياق متصل، أكّد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش، خلال قمة حركة عدم الانحياز في أوغندا، السبت، أنّ “رفض قبول حلّ الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك إنكار حقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولة، أمر غير مقبول”.

وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيغورنيه، السبت، أنّ “للفلسطينيين الحق في السيادة وفي إنشاء دولة”، مؤكداً عبر منصة إكس أنّ “فرنسا ستبقى وفية لالتزامها من أجل بلوغ هذا الهدف”.

ومساء السبت، تظاهر آلاف الإسرائيليين في وسط تل أبيب للمطالبة بإعادة الرهائن المحتجزين في غزة وإجراء انتخابات مبكرة لإطاحة نتنياهو.

وأعربت منظّمة الصحة العالميّة عن أسفها لـ”ظروف الحياة غير الإنسانيّة” في القطاع الساحلي الصغير الذي يفتقر سكّانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة إلى كلّ شيء، بما في ذلك الاتّصالات.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن 375 ألف شخص مهددون بـ”سوء تغذية حادّ” في غزة.

ونزح ما لا يقلّ عن 1,7 مليون شخص بسبب الحرب في غزة، حسب أرقام جديدة صادرة عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

واندلعت الحرب التي دمّرت قطاع غزّة وشرّدت أكثر من 80% من سكّانه، إثر شنّ حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر أسفر عن مقتل 1140 شخصا، معظمهم مدنيّون، حسب تعداد لـ”فرانس برس” يستند إلى أرقام رسميّة.

كذلك، احتُجز خلال الهجوم نحو 250 شخصا رهائن ونُقلوا إلى غزّة، وأطلِق سراح زهاء 100 منهم خلال هدنة في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، ولا يزال 132 منهم في غزّة، ويُعتقد أنّ 27 منهم لقوا حتفهم، ووفق إسرائيل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى