«سلطتها تفوق الرئيس عبدالناصر».. قصة خلاف ماجدة الصباحي وحبيب مجاعص
«كنت أؤمن بأنه لا يمكن أن يتحول النقد في بلادي لتصفية حسابات، أن تتحول الأقلام من أداة للبناء إلى أداة للهدم، أن يجرحني ناقد المجرد الانتقام لكوني لم ألب دعوته على العشاء، النقد أسمى من كل شيء يمكن أن أصفه»، هكذا أعلنت الفنانة ماجدة الصباحي حربها على النقاد، وهي الحرب التي لم تخف جذوتها، حتى كانت سببًا في حجب صحيفة اللبناني حبيب مجاعص في مصر، فراح يقول إن «سلطة ماجدة تفوق سلطة الرئيس عبدالناصر».
الباحث والكاتب الصحفي السيد الحراني، كاتب «مذكرات ماجدة»، ينقل عنها: «كنت وما زالت أحترم النقد الفني البناء الذي يسهم في توجيه الفنان وتعرية أماكن الضعف والوهن بجسده الفني حتى يقوم من نفسه وأدائه، فما أقوى الناقد إذا كان يتمتع بحس فني، وما أقبحه إذا كان جاهلا لا يعرف الفرق بين الدراما والأكشن، بين المواجهة والإسقاط، وما أجمل النقد إذا كان بعيدا من الميول والاتجاهات، وما أشرفه إذا كان بعيدا من المشاكل الشخصية».
تضيف «ماجدة»، حسب «الحراني»: «لكن، مع الأسف الشديد، كل ما أذكره هي أماني لا تتحقق كثيرة، بل نادرة عندما تجد من يلتزم بها، ولقد تعرضت كثيرة لحملات من التشويه والنقد لمجرد خلافات شخصية بيني وبين من ينقدني، أو لمجرد أنه يتطوع محاولا أفول نجمي، الذي كان يتلألأ بين نجوم السينما، وفي البداية كنت أشعر بالأسى والمرارة لما كنت أتعرض له من جلدات النقاد من دون مبرر، ولكني بعد ذلك تعودت أن أصمد أمامهم مهما كانت قوتهم».
تقول «ماجدة»: «لقد كان هناك ناقد وكاتب صحفي لبناني يدعى حبيب مجاعص، كان شديد الهجوم في نقده الذي لم يكن يتسم بأي موضوعية، ولم يكن يراع فيه قواعد النقد، وهذا أحد النصوص التي كان كتبها ضدي (جيناء هم الذين يمجدون ماجدة، جبناء هم الذين يتغنون بعذريتها، جبناء هم الذين يسجدون لنفوذها، فهل هذه رسالة الصحفي؟ إن صاحب مجلة أو جريدة يخشى الكتابة ضد ماجدة، إذ إنه منع مجلته من دخول القاهرة حتى ولو كانت جريدته تمجد الرئيس عبدالناصر)».
واصلت «ماجدة» ذمّ الصحفي اللبناني، وقالت في مذكراتها إنه مضى في الهجوم عليها بقوله: «كيف استطاعت ماجدة أن تصل إلى هذا المركز؟ ومن الذي يحميها، أو بالأحرى من الذي يقف وراءها وله هذه السلطة السحرية التي تفوق سلطة الرئيس عبدالناصر في القاهرة؟ ولنفرض أن هناك سلطة غريبة عجيبة، فهل يجوز أن تكون هذه السلطة أقوى من سلطة الصحافة؟ هل يجوز؟ إلا إذا توقفت الصحافة! إن مجلتنا وقفت ضد ماجدة بسبب أعمالها المخزية وإساءتها إلى المجتمع اللبناني».
«ماجدة» لم تجد في كلمات الصحفي اللبناني ما يدل على النقد: «كان ذلك لا يعتبر نقدا بل هجوم وتجريح صريح دون أي خشية، وما كان مني إلا أنني اعترضت على هذا الأسلوب الذي كان يكتب به ضدي، ووجهت شكاوى للمسؤولين، وبالفعل منعت مجلته من دخول مصر آنذاك، وكما أشار هو في نقده، ولكن بعد ذلك فوجئت به يدخل على مكتبي، وكان في زيارة للقاهرة، ويرفع يده عالية وهو مبتسم ويقول باللهجة اللبنانية (أنا سلمت ليك يا ست)».
وتوفيت الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحى، الخميس، عن عمر ناهز 89 عاما، بعد صراع مع أمراض الشيخوخة في منزلها، وكانت الفنانة الكبيرة لختفت عن الساحة الفنية منذ سنوات طويلة. وماجدة الصباحي من مواليد طنطا مايو 1931، وحصلت على شهادة البكالوريا الفرنسية، وبدأت حياتها الفنية وعمرها 15 سنة، دون علم أهلها، وغيرت اسمها إلى ماجدة، حيث كانت تدعى عفاف على كامل الصباحي، وكانت بدايتها الحقيقية عام 1949 بفيلم «الناصح».