شيخ الطريقة الخلوتية الحافظية الأحمدية:- قانون 118 ينظم الأمور الإدارية والإجازة الأصل في مشيخة الطريق
الشيخ أحمد البشير:- تدريس التصوف سيواجه التطرف وربط التصوف بالتشيع جريمة
البشير:- التصوف استخدم على مر الزمن لمواجهة الوهابية والشيعة
الإنسان مسئول عن جهله بالتصوف ويجب أن يقرأ عنه بدلا من تصديق الخزعبلات
كتبت- منار سالم
اتهم البعض التصوف بأنه بوابة للتشيع في مصر، أو أنه منهج لنشر الخزعبلات، وربما يرجع ذلك إلى جهل الشخص بالقنوات الصحيحة التي يجب اللجوء لها.
في الوقت نفسه طالب الصوفيين بتعديل القانون الصوفي موضحين أن به الكثير من المشاكل.
لذلك كان لنا هذا الحوار مع شيخ الطريقة الخلوتية الحافظية الأحمدية، الشيخ أحمد البشير
لماذا يربط البعض التصوف بالتشيع؟
إن ربط التصوف بالتشيع جرم كبير، أشاعه هؤلاء الذين يعادون التصوف عن جهل بمنهجه، فالتصوف هو منهج أهل السنة والجماعة، وسلسة مشايخه كلها رجال ثقات، فلا يوجد طريقة إلا ولها سلسلة متصلة بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعتبر الإمام الجنيد البغدادي هو الأب الروحي لأهل التصوف حيث أن جميع الطرق تتفرع منه، ولذلك لقبوه بسيد الطائفة الصوفية، ولم نرى في هذه السلسلة أي رجل أتهم بالتشيع، بل كلهم من مشايخ أهل السنة والجماعة.
كيف تعالج الأفكار المغلوطة عند البعض حول الكرامات؟
– قال تعالى: (قد أفلح من زكاها) فالتصوف هو منهج روحي، يسمى علم التزكية، أي تزكية النفس الإنسانية، لمحق صفاتها الذميمة من تكالب على الشهوات، وحقد وحسد، وغضب في غير محله، ورياء ونفاق، وتحليتها بأضدادها من الصفات الحميدة من زهد وورع وصدق ومحبة للجميع وتسامح ورحمة
وعندما تصفى النفس الإنسانية وتتعلق ببارئها، قد يكرم الله بعضهم بأمور يكون فيها خرق للعادة تسمى كرامة، ولكن هذه الكرامة قد أوصانا مشايخنا بعدم الإلتفات لها ولا طلبها، لأنها في كثير من الأوقات تكون إختبار، ليُرى صدق المريد، هل هو فعلا يعبد الله طلبا لوجهه، أم طلب للكرامة، فإذا تعلق بالكرامة، ضاع عمله وخسر، وإذا كان تعلقه بالله حقا، لا يلتفت لسواه فقد أفلح.
فشعارنا في هذا الطريق كما أخذناه من مشايخنا “الله مطلوبي، ورضاه مقصودي”
وقد تعلمنا منهم أن الإستقامة خير كرامة، فكل من أتى بالكرامات وخوارق العادات وهو غير مستقيم على منهج الشرع نضرب به عرض الحائط، ولا نلتفت له ولا نتعلم منه شيئا، ولله در الإمام الشافعي رضي الله عنه حين قال: إذا رأيت الرجل يطير في الهواء ويمشي على الماء فلا تصدقوه حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة.
هل تؤيد تدريس وتعليم التصوف لرد الهجوم الوهابي والشيعي؟
– بالطبع أؤيده، فإن أفضل شئ لمواجهة فكر هو بفكر مثله، والتصوف فكر ومنهج وسطى، يعمل على البناء لا الهدم، وعلى مر العصور وجدنا الدول التي تبنت التصوف صارت دول لها شأن، فعندما تبناه صلاح الدين الأيوبي، وجعله منهج رسمي، والزم جنوده بدراسة احياء علوم الدين للإمام الغزالي، انتصر على الصليبين، وعندما تبنته الدولة المملوكية وخصوصا في عهد الظاهر بيبرس كانت ذات نصر على المغول، وعلى الحملات الصليبية التي استهدفت مصر، واسر فيها لويس ملك فرنسا، وعلى مر العصور لم يكن التصوف الا حائط صد لمواجهة التطرف سواء الشيعي أو الوهابي على حد سواء.
ما صحة ان مصر بوابة التشيع؟
– مصر عبر القرون دولة عاشقة لآل البيت، فمنذ القرن الأول للإسلام وقدوم السيدة زينب ونساء آل البيت مصر، والمصريين متفانون في حب آل البيت، يعظمونهم، ويعطوهم قدرهم الائق بهم، وقد استسقي المصريين حبهم لآل البيت عن طريق صحبتهم وخدمتهم، والجلوس في مجالسهم، فلذلك شربوا الحب من نبعه الصافي، فمحال أن يتلوث حبهم بالأكاذيب والخزعبلات التي تلوث بها الشيعة، فمصر سنية أشعرية عاشقة لآل البيت، ولعل المشاهد التي نراها في الإحتفال بموالد آل البيت خير دليل على صدق حب مصر لآل البيت، وأن عشقها لهم خارج عن الإطار الشيعي الرافضي، وعن الجفاء الوهابي.
من المسئول حول جهل الكثير بالتصوف؟
– المسؤل عن الجهل هو الإنسان نفسه، فانا مثلا عندما أردت أن أعرف عن الفكر الوهابي، قرأت كتب لهم وسمعت دروسهم ففهمت أنهم قوما جهلاء لبسوا ثياب العلم، فأحدهم قال أنه يحرم على الطبيب أن يعالج المرأة، بل يجب أن تكشف عليها إمراءة مثلها، ثم قال إن يحرم على الفتاة الخروج للجامعة لانه يوجد إختلاط في الشارع ووسائل المواصلات والجامعة.
طيب وكيف يعقل أن أجد طبيبة إذا كان غير مسموح للفتاة بالذهاب للدراسة في الجامعة؟!
ففهمت أن منهجهم وفكرهم عقيم لا يبني، فلذلك لو كل إنسان قبل أن يتكلم عن التصوف ويحكم عليه، قرأ فيه ولو كتاب واحد كالرسالة القشيرية، أو الحكم، قوت القلوب، لعلم مدى رقى هذا المنهج ومدى صفاء مشربه، الناس لا تريد أن تقرأ، ولا تريد أن تتعلم، فقط يسمعون الحكايات والأكاذيب ويصدقونها.
هل تؤيد المطالب بتعديل القانون 118 لسنة 1967 الخاص بالتصوف؟
– القانون ينظم أمور التعاملات والإحتفالات للطرق الصوفية داخل المجتمع، الخاصة بالإحتفلات وغيرها، وهذا أمر يرجع للمختصين داخل المشيخة العامة للطرق الصوفية، بحيث يرونه مناسب، فهي أمور إدارية.
هناك بند في القانون 118 بتوريث المشيخة كيف يعالج بإعطاؤه للأجدر؟
-الأصل في مشيخة الطريق الإجازة من الشيخ، الذي أجازه شيخه وهكذا، فإذا كان الإبن مجاز بالطريق، وعلى قدر من العلم والصلاح مما يؤهله لتربية المريدين فلا شئ في ذلك ” ذرية بعضها من بعض”، أما إذا كان غير جدير بهذا الأمر، فيكون من أجازه الشيخ من خلفائه ممن هو مؤهل لتولي هذه المسؤلية.
ما القنوات التي يمكنها بث أفكار صحيحه عن التصوف؟ وهل التلفاز يكفي؟
– القنوات التلفزيونية، هي بمثابة منبر يبلغ الناس، ولكن هناك منابر أخرى، فمنابر المساجد هي الأصل وهذا الدور على وزارة الأوقاف، والصحف والمجلات من ضمن هذه المنابر، ولعل أكثر منبر رائج في وقتنا الآن، هو مواقع التواصل الإجتماعي، فيجب أن تقوم المشيخة بإنشاء موقع خاص بها، وصفحات على مواقع التواصل الإجتماعي، لزيادة الوعي لدى الناس بالمفهوم الصحيح للتصوف ومنهجه.
هل تؤيد تدريس وتعليم التصوف لرد الهجوم الوهابي والشيعي؟
– بالطبع أؤيده، فإن أفضل شئ لمواجهة فكر هو بفكر مثله، والتصوف فكر ومنهج وسطى، يعمل على البناء لا الهدم، وعلى مر العصور وجدنا الدول التي تبنت التصوف صارت دول لها شأن، فعندما تبناه صلاح الدين الأيوبي، وجعله منهج رسمي، والزم جنوده بدراسة احياء علوم الدين للإمام الغزالي، انتصر على الصليبين، وعندما تبنته الدولة المملوكية وخصوصا في عهد الظاهر بيبرس كانت ذات نصر على المغول، وعلى الحملات الصليبية التي استهدفت مصر، واسر فيها لويس ملك فرنسا، وعلى مر العصور لم يكن التصوف الا حائط صد لمواجهة التطرف سواء الشيعي أو الوهابي على حد سواء.