...

الانتخابات الرئاسية.. الشعب هو المعلم والقائد.. ملحمة عظيمة سطرها أبناء مصر في حب الوطن.. المتابعة الدولية والإشراف القضائي يقطعان ألسنة المشككين

نجح المصريون في كتابة ملحمة وطنية جديدة وخالدة لسنوات طوال من خلال المشاركة غير المسبوقة والتاريخية من حيث الكثافة والاحتشاد أمام لجان التصويت في الانتخابات الرئاسية، وصفها عدد من المحللين والمراقبين السياسيين، بأنها لا “تقل عن تلك المحلمة التي شاركوا فيها في 30 يونيو 2013، عندما ثاروا جميعا وفي مشهد هو الأضخم والأعظم في العصر الحديث ضد جماعة الإخوان المسلمين رافضين حكمها لمصر”.

تنافس سياسى قوى.. ومكاسب الأحزاب بـ«الجملة».. الحديث عن الربح هنا لا يمكن أن نختزله بعيدا عن الأحزاب بشكل عام، ليس فقط الأحزاب التى خاض رؤساؤها الانتخابات الرئاسية «الوفد- المصرى الديمقراطى- الشعب الجمهورى»، ولكن أيضا الأحزاب التى دعمت مرشحا دون غيره، وعلى رأسها حزبا «مستقبل وطن وحماة الوطن» وغيرهما من الأحزاب، التى أعلنت دعمها للمرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى.

هذه الأحزاب بلا شك كانت فى اختبار حقيقى على الأرض، واختبار للقواعد الحزبية وقدرتها على الحشد لصالح مرشحهم، والقدرة على الوصول لكل المواطنين بالقرى والمراكز بمختلف المحافظات، وإقناعهم بالمشاركة فى العملية الانتخابية بشكل عام، وأيضا التصويت لصالح مرشحهم.

الانتخابات الرئاسية 2024

وصوت المصريون على مدار 3 أيام هي: (10 – 11 – 12) ديسمبر الجاري، من التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء؛  لانتخاب رئيس مصر القادم لمدة 6 سنوات، وذلك وفقا للأيام التي حددتها الهيئة الوطنية للانتخابات، حيث تنافس 4 مترشحين على منصب الرئاسة تصدرهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يحظى بشعبية جارفة، والخيار الأقرب للمصريين خاصة في ظل تحديات خارجية فرضت نفسها على الجميع نتيجة للصراعات التي يعيشها الإقليم والعالم كافة – بحسبب محللين كثر.

من جانبها قالت الحملة الرسمية للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي،  إنها تابعت سير العملية الانتخابية من خلال غرفة عمليتها المركزية في اللجان الفرعية بجميع المحافظات المصرية على مدار اليوم الثالث والأخير للانتخابات الرئاسية 2024، والذي شهد استمرار توافد حشود الناخبين بشكل كبير على مقار الاقتراع خلال الثلاثة أيام، وهي كثافات غير مسبوقة.

وأضافت الحملة الرسمية، أنها تتقدم بكل الشكر والتقدير للشعب المصري الوطني، إذ إنه أعطى من خلال المشاركة الشعبية الكبيرة في الانتخابات الرئاسية على مدار الثلاثة أيام الدرس الحقيقي للجميع، بما يثبت الوعي الكامل بالتحديات التي يمر بها الوطن في المرحلة الراهنة.

وشددت الحملة على أن تلك المشاركة تعكس إدراك الشعب المصري العظيم بالحفاظ على مقدرات وطنه والاصطفاف الدائم خلف وطنهم من أجل استكمال مسيرة البناء والتنمية، حيث إن هذا المشهد المهيب يعكس المظهر الحضاري العظيم الذي يصنعه المصريون بكل ما لديهم من قوة في كافة الاستحقاقات السياسية ويؤكد ان الوطن يحيا بشعبه.

وأردفت أنها تتقدم بالشكر للهيئة الوطنية للانتخابات، على جاهزية وانتظام عمل لجان الاقتراع على مدار الثلاثة أيام، خاصة في ظل التوافد الكبير من المواطنين على صناديق الاقتراع.

الشعب يكتب التاريخ

فيما قالت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين انتهى اليوم الثالث والأخير من العملية الانتخابية لانتخابات رئاسة الجمهورية، بعد أن كتب الشعب المصري التاريخ كعادته، بإقبال غير مسبوق في كافة المحافظات، حيث احتشد الشعب المصري بالملايين أمام اللجان منذ الصباح الباكر في الثلاثة أيام المخصصة لعملية التصويت، وقد “شاركت كافة فئات الشعب المصري العظيم بكثافة كبيرة، حيث تقدم الصفوف المرأة المصرية والشباب وكبار السن، وذوي القدرات الخاصة”.

وأضافت تنسيقية شباب الأحزاب، أن الانتخابات الرئاسية، أجريت بتنظيم محترف من الهيئة الوطنية للانتخابات، طبقت فيه الهيئة كافة المعايير الدولية الخاصة بالنزاهة والشفافية، مع متابعة واسعة من المنظمات الحقوقية الدولية والعربية والمصرية، ومع متابعة إعلامية من كافة وسائل الإعلام الدولية والعربية والمصرية، كما ساهم إجراء هذه الانتخابات بإِشراف قضائي كامل في مزيد من الضمانات لتحقيق الحياد وتكافؤ الفرص بين الجميع.

وتعد الانتخابات الرئاسية هي الانتخابات الدورية الثالثة منذ إقرار دستور البلاد في يناير 2014، وهي الأولى التي تجري بموجب التعديلات الدستورية الموسعة التي تم إقرارها في أبريل 2019، فيما تعد الانتخابات الرئاسية الخامسة في تاريخ الدولة المصرية بداية من 2005 قبل ثورة 25 يناير وتلاها انتخابات 2012، مرورًا بانتخابات 2014 وحتى الانتخابات السابقة 2018.

وأجريت الانتخابات الرئاسية في مصر 2024 بين كلا من: الرئيس الحالي والمرشح الرئاسي “عبد الفتاح السيسي” رمز “النجمة”، والمرشح الرئاسي “فريد زهران” رئيس الحزب المصري الديمقراطي رمز “الشمس”، والمرشح الرئاسي “عبد السند يمامة” رئيس حزب الوفد رمز “النخلة”، والمرشح الرئاسي “حازم عمر” رئيس حزب الشعب الجمهوري رمز “السلم”.

وعقدت الانتخابات تحت ولاية “الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات” والتي تأسست خلال العام 2017 بموجب دستور مصر للعام 2014، فيما تعد الانتخابات الرئاسية 2024، رابع استحقاق انتخابي يجري تحت ولاية وإشراف الهيئة، والتي اتاحت استمرار الولاية الكاملة للإشراف القضائي على الانتخابات الرئاسية في مصر؛ تطبيقًا لأحكام الدستور والقانون واستجابة لتوصيات الحوار الوطني.

وتضم قاعدة بيانات الناخبين نحو 67 مليونًا، حيث يتم تسجيل كل من يبلغ سنه 18 عامًا في قاعدة بيانات الناخبين تلقائيًا، ويحق له المشاركة بموجب بطاقة الرقم القومي (بطاقة الهوية الداخلية)، فيما جرت الانتخابات في 9376 مركزا انتخابيا ضمت 11.631 لجنة فرعية على مستوى الجمهورية.

المراقبة الدولية

وأشرف على عملية الاقتراع في الداخل نحو 15 ألف قاض من مختلف الجهات والهيئات القضائية، على مختلف اللجان العامة والفرعية، فيما تابع الانتخابات 14 منظمة دولية من خلال 220 متابعًا دوليا، بالإضافة إلى (62) منظمة محلية من خلال 22340 متابعًا محليًا.

فيما تابعت 70 وسيلة إعلامية محلية موزعة ما بين الصحف والمواقع والقنوات والوكالات، الانتخابات الرئاسية من خلال 4218 متابعا إعلاميا محليا، في حين تابع 115 وسيلة إعلامية دولية الانتخابات من خلال 528 متابعًا إعلاميا، بالإضافة إلى البعثات الدبلوماسية والمنظمات الحكومية دولية مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقية.

الأحزاب كسبت الرهان

أما الأحزاب التى خاض رؤساؤها الانتخابات، ربحت بأن تخاطب المواطنين بشكل مباشر، وأن تبرز أفكارها وأطروحاتها على مستوى أكبر من التواصل، خاصة أحزاب المعارضة منها، التى كانت حاضرة بقوة فى التصويت بالانتخابات أيضا، وبالتالى هذه التجربة قادرة على أن تجعل المشهد السياسى أكثر تعددية، استفادت فيه الأحزاب من أخطاء الماضى، خاصة أن الدولة فتحت ذراعيها لكل من يطرح أو يشارك أو يسعى للمساهمة فى بناء الجمهورية الجديدة.

دفتر حضور الانتخابات «الكل مشارك».. لا يمكن لأحد أن يغفل الحضور القوى فى التصويت بالانتخابات الرئاسية، خلال الأيام الثلاثة للتصويت، فكان الجميع حاضرا قبل أن تفتح اللجان أبوابها بشكل فاق التوقعات، ليصطفوا خلف وطنهم، فحضر المسنون وكبار السن، والشباب والأطفال، وكانت المرأة المصرية على عهدها فى كل استحقاق انتخابى، تحجز مكانها فى مقدمة الصفوف.

وأخيرا استطاع المصريون خلال 72 ساعة، ، أن يحطموا كل الأسطوانات المشروخة، وينحوا كل الأكاذيب جانبا، ليمارسوا حقهم الدستورى بانتخابات رئاسة الجمهورية 2024، واستطاعوا خلالها أن يسطروا قصة ملهمة، أعلوا فيها من قيمة الوطن.

زر الذهاب إلى الأعلى