...

حفيد الشيخ أحمد رضوان في حواره لـ60 دقيقة: جد الشيخ أحمد رضوان استقر في صعيد مصر بأمر رسول الله

حفيد الشيخ أحمد رضوان:

الرئيس جمال عبد الناصر كان يلتقي بالشيخ أحمد رضوان تبركا ومحبة

الساحة الرضوانية تنشر الوعي الإسلامي وتبث الدعوة المحمدي

مشايخ “الأزهر” جلسوا بين يدي الشيخ أحمد رضوان لينهلوا من علمه

كتبت منار سالم

عندما استقر جد مولانا الشيخ أحمد رضوان في هذه المنطقة الصحراوية من صعيد مصر بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث شاهده في رؤيا منامية يأمره بالسفر من (نجع العرب) بأسوان حيث كان المقر الأول بعد هجرة الأجداد من المغرب إلى مصر، أمره أن يستقر في البغدادي، فأقام بيت له في هذا المكان ومضيفة لاستقبال الضيوف كعادة الناس في الصعيد وأيضا كانت تستخدم في تحفيظ القرآن الكريم لأهل هذه المنطقة، حتى جاء مولانا الحاج أحمد رضوان فبنى بجوار داره ساحة صغيرة تتكون من مجلس يجلس فيه -رضي الله عنه- ليعلم الناس فيه أمور دينهم وحثهم على الفضائل والأخلاق المحمدية.

وكانت الساحة مبنية من الطوب اللبن، واستمرت على حالها فترة كبيرة، وبعد ذلك قام -رضي الله عنه- بتوسيعها، وإقامة بعض الحجرات بها حتى أصبحت موئلا للناس وللعلماء من شتى أنحاء مصر ومن بعض بلاد العالم العربي والإسلامي.

هذا ما أكده لنا مصطفى صبري، حفيد الشيخ أحمد رضوان القطب الرباني، والذي كان لنا معه هذا الحوار

الذي كان لنا معه هذا الحوار

* هل للرئيس جمال عبد الناصر له دور في بناء الساحة؟

الرئيس جمال عبد الناصر سمع عن مولانا الشيخ أحمد رضوان رضي الله عنه، والتقى بالشيخ لقاء محبة وتبركا ، وقد قامت وزارة الأوقاف بالإشراف على توسعة الساحة وبنائها، وتم إلحاق المسجد والمقام الرضواني بها، وتم افتتاحها بحضور السيد أحمد عبده الشرباصي نائب رئيس الوزراء ووزير الأوقاف نائبا عن الرئيس جمال عبد الناصر،

ثم قام أبناء الشيخ بتوسعة الساحة حتى أصبحت مكانا شاسعا يسع عشرات الألوف من الزائرين وبها مائدة تسع أكثر من ألف شخص في وقت واحد حتى إذا فرغوا من طعامهم أعدت المائدة مرة أخرى في دقائق معدودة لغيرهم.

ما هي الاحتفالات الدينية التي تحييها الساحة الرضوانية؟

للساحة الرضوانية رسالة تقوم على تأديتها فهي تقوم على نشر الوعي الإسلامي، وبث الدعوة المحمدية بين الناس، فهي تقيم في كل مناسبة احتفالا ديني شرعي في ليال عدة، منها: ليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان، وليلة القدر التي لها احتفال خاص والتي يحضرها مئات الآلاف لتناول طعام الإفطار، وغيرها، فتجتمع الجموع المسلمة من كل ربوع مصر، يتوافدون إلى الساحة ليستمعوا القرآن الكريم وكلمات الوعظ والإرشاد الديني والمدائح المحمدية.

•  من هم مريدوا الساحة وكم عددهم؟

لقد أسس مولانا الشيخ أحمد رضوان الساحة لتكون موئلا لجميع الناس فلقد جمع رضوان الله عليه الناس على محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلي ذكر الله ونصحهم وإرشادهم لما فيه نجاتهم وفلاحهم في الدنيا والآخرة.

ففي الساحة ينصهر الجميع فلا ترى فوارق بين الناس حيث يتجلى في هذا المكان الأدب الرباني والخلق الصوفي فهو مكان تذوب فيه الفوارق بحق وهو مكان التواضع والمحبة والإخاء والإقبال على الله.

•  من كان يحضر مجلس الشيخ أحمد رضوان من كبار القوم؟

عرف مشايخ الأزهر لشيخنا أحمد رضوان قدره… فهرعوا إليه… وجلسوا بين يديه ليقتبسوا من فيض علمه… وفي مقدمتهم الشيخ أحمد حسن الباقوري مدير جامعة الأزهر والشيخ عبد الحليم محمود والشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر آنذاك والشيخ محمد إبراهيم أبو العيون – وكيل كلية أصول الدين والشيخ محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية، والوزير دكتور حسن عباس زكي

والشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ عبد الباسط عبد الصمد وكثير من المشايخ والعلماء الذين ارتادوا مدرسته وتتلمذوا على يديه ونهلوا من فيض علمه.

وقد سعت مشيخة الأزهر لتكريمه في حفل مهيب حضره كوكبة من مشايخ الأزهر وعلمائه وكبار رجال الدولة والوزراء، لتكريم ذلك القطب الرباني.

•  هل كان الشيخ يعمل في مهنة الزراعة أم أن دوره دعوى فقط؟

عمل رضوان الله عليه منذ صغره بالزراعة، ثم بعد ذلك عمل بالتجارة، ولم يمنعه ذلك من أداء دوره الدعوي مؤمنا بأن التصوف الحقيقي بذل وعطاء وكد وتعب واجتهاد حيث كان يسعى فيها سعي الذي يؤمن بحديث جده المصطفى صلى الله عليه وسلم: (ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد راكب). راضيا بعطاء الله له وكان يقول رضي الله عنه “يجب على المؤمن أن يكون في كل أحواله وشئونه مع الله عملا بقول الله تعالى (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)

* ما هي الوصية التي كان الشيخ يوصي بها أبناؤه؟

قال رضي الله عنه لابنه” يا بني أن سئلت عن كرامة لأبيك، قل: لم يترك لنا ما نتقاتل عليه، ولم يترك علينا ما نغضب به عليه، قل: تركنا لله وهو أولى بنا وتركنا في كنف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا نبتعد عن طريق ربنا ”

وكان يقول رضي الله عنه:: (ستظل الساحة عامرة بزوارها ما لم تفرقوا)

فلقد عرف الفقراء سبيلهم إلى موائد الطعام عنده رضي الله عنه حيث كان يجلسهم بين يديه ويغدق عليهم من كرم ربه عليه، ولم يفرق رضي الله عنه في مجالس الطعام بين غني وفقير ولا صغير ولا كبير.

فكان أولاده رضي الله عنهم حريصين كل الحرص على ذلك، فالمراقب لمائدة الطعام في الساحة الرضوانية يشاهد الجالسين متراصين حسب قدومهم إلى مائدة الطعام لا حسب مكانتهم، مقدمين الضيف على أصحاب المكان.

* ما هي أبرز الدعوات التي وردت عن الشيخ؟

كان رضي الله عنه يقول:” اللهم سق إلى من أردت سعادته وسق إلى أرزاقهم ولا تشغلني بهم عنك

فالرزق نوعان، رزق ظاهر هو ما ينتفع به الانسان من مأكل ومشرب، ورزق باطن هو أن يعرف الانسان ربه ويعرف طريق الله سبحانه وتعالى، وكيف للإنسان أن يتقرب إليه سبحانه وتعالى، وأعتقد أن قول الشيخ يتعدى معنى الرزق الظاهر إلى الرزق الباطن في دعائه ليسوق الناس إلى الله، فمعرفة الله رزق والثقة به رزق وطاعته والاقبال عليه رزق.

* تعرض الشيخ أحمد رضوان لانتقادات في بداية حياته، ما هي أبرزها؟

يقول مولانا الشيخ أحمد رضوان رضي الله عنه: إن الولي لا بد له وأن يمر بالبلايا، فليست الولاية أمرا هينا، فإذا أراد الله أن يتخذ وليا صب عليه البلايا ورماه أهله بالغش والفجور.

ولقد أقام الله مولانا الشيخ في هذا الاختبار ثلاثين عاما، زاد فيه البلاء واشتد وكرهه أهل البلد فما غضب على أحد قط، وما دعا على أحد قط ولكن كان يدعو لهم بالليل أن يلين الله قلوبهم ويهديهم،

ويقول رضي الله عنه: شاء الله أن يسيرني في البلاء، وكنت أمر حيث شاء الله، وكان بي أمر مزعج في الداخل يعتقدون معه أني مجذوب، فوالله ما كنت مجذوبا قط ولكنها اختبارات الله، ولقد اختلف الناس في اختلاف كثير، كان البعض يتمنى موتي، وكان بعضهم لا يرى في الخير، وكان ذلك يسرني كثيرا، وبعضهم عطف الله قلبه علي فأشكره وأشكره، فلم يطلع الله على قلبي ووجد فيه غيره،

وإذا أراد الله أن يتخذ وليا ابتلاه بأنواع كثيرة من البلايا منها: إنه يؤلب عليه أهل بيته وعشيرته وجيرانه، والصالح كالجبل لا يتزحزح، يقول (النبي) صلى الله عليه وسلم: {أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحين ثم الأمثل فالأمثل} رواه الطبراني

زر الذهاب إلى الأعلى