...

يسري حسان يكتب: اسلام بتاع الفيوم وحديدة ومراته دنيا وكروان مشاكل..كيف تصنع ترند العاهات

لست مشغولا بما يحققه صناع المهرجانات من مكاسب ، أغلبهم يجتهد ويكد ويتعب ، وبينهم بعض الموهوبين. لاتنسى أخي المواطن أنني أول من أصدر كتابا في مصر عن أغاني المهرجانات ، وكان بعنوان ” هتاف المنسيين” لاحظ العنوان وتامله إذا كان لك في التأمل وكده.
كنت متعاطفا، بحذر، مع الظاهرة، التي تابعت نشأتها وأوضاع صناعها قبل أن يركبوا الترند وبعد أن ركبوه ، ووضعت مقترحاتي لتطوير التجربة، وإن لم يلتفت لها صناع المهرجانات.من اكون حتى يلتفتوا إلى ملاحظاتي ؟
الذي يشغلني الآن، وارجوك أن تفهمني صح، هو ترند العاهات، الذي تصنعه عصابات قوية ومدربة، وتضم إعلاميين ومعدي برامج ومذيعات شهيرات وكل منهم يقوم بالدور المرسوم له بعناية ليجني في النهاية أرباحا بالملايين، وربما تركوا الفتات للاولاد أبطال الترند الذين لاحول لهم ولاقوة.
انظر فقط للشباب العدالة الذين يحيطون بحديدة أو كروان مشاكل، وتأمل مناظرهم جيداً، لتتاكد أنك أمام مافيا لاقلب لها ولاضمير، تستغل عاهات الاولاد الذين لا يملكون من أمرهم شيئا وينفذون التعليمات كي يحققوا شهرة واموالا من اللاشيء.
لقد بدأ الأمر مع حديدة، الذي هو عبارة عن طفل من أحباب الله، باختراع أن بينه وبين زوجته دنيا بعض المشاكل، ثم استصافتهما مذيعة شهيرة ، وتم عمل المطلوب وما هي إلا أيام حتى صار حديدة ودنيا نجمين كبيرين على السوشيال ميديا دون أي إمكانات تذكر سوى وضعهما البائس، وهذا ليس تقليلا من شانهما، فهما لهما كل التقدير والمحبة كطفلين من أحباب المولى، وليس عيبا أن تكون مصاباً بالبله فهذا الأمر بيد الله وحده، ولايجوز لنا أن ننتقد خلقة ربنا.
وقد دخل كروان مشاكل على الخط هو الآخر وتم اختراع علاقة بينه وبين حديدة ودنيا واستضافته المذيعات الشهيرات وصار ترندا مع أنه ينطق الجيم كاف وينطق النون قاف وهكذا ، ويقول إنه يغني هندي ورزق الهبل ع المجانين… تذكر أننا لاننتقد خلقة ربنا.
ثالث الاسافي أو الترندات هو اسلام بتاع الفيوم الذي ظهر بصورة متهتكة وهو يبيع الخضار في أحد أسواق الفيوم ، وكان من الصعب التمييز هل هو رجل متنكر في صورة امرأة أم امرأة متنكرة في صورة رجل.
اتضح أنها مرحلة لصناعة النجم، إذ لم تمض ايام على ظهوره في هذه الفيديوهات الخليعة، حتى ظهر مع المذيعة، خالعا جلبابه البسيط ومرتديا ملابس شيك وعامل شعره سيشوار، ويطلق نداءات لرعاية المرضى والمحتاجين.
هكذا تمضي الأمور بشكل منظم، ووفق آلية جهنمية، لايستطيع التخطيط لها وتنفيذها سوى عصابات قوية ومدربة اقوى من عصابات شيكاغو ونيويورك وغيرها من العصابات الشهيرة.. أين السبكي من هذا الأمر ، ولماذا لا ينتج فيلماً تنتصر فيه مثل هذه العصابات القادرة، مثلما فعل في فيلمه الواقع ” شقو” الذي حقق اعلى الإيرادات في العيد، وهو أمر طبيعي في بلد ضايعة ؟
ورغم سفالة وقذارة وانتهازية من يقفون وراء أصحاب هذه العاهات، ولاحظ أننا لاننتقد خلقة ربنا لكننا ننتقد مخاليق ربنا من السفلة والاوغاد صناع الترند ومستغلي خلقة ربنا لحصد الملايين على جثثهم، رغم ذلك كله فإننا لانلوم إلا أنفسنا وكذلك أوضاعنا البائسة التي لاتحتفي بالعلم أو الثقافة قدر احتفائها بالعاهات وصناعها، ووضعهم ،ربما، تحت رعايتها.

زر الذهاب إلى الأعلى