...

د. نجوان المهدي تكتب: في ذكرى تحرير سيناء تحية للجيش المصري العظيم

تحتفل مصر الخميس القادم بذكرى تحرير سيناء الحبيبة، حيث توج العبور العظيم لجيشنا المصري في أكتوبر 1973، بخروج دولة الاحتلال تماما ورفع العلم المصري فوق شبه جزيرة سيناء، في 25 أبريل عام 1985، بعد استعادتها كاملة من المحتل الإسرائيلي.
إن هذه الذكرى العظيمة، ذكرى تحرير سيناء، تشعرنا بالفخر والسعادة، وبأن جيشنا العظيم قدم ملحمته الخالدة في أكتوبر 1973 لتكون هي الطريق لتحرير هذا الجزء العزيز والغالي من مصرنا الحبيبة، فلولا تضحيات وبطولات هذا الجيش، الذي يعد واحدا من أقوى جيوش العالم، ما كان لنا أن نحقق هذه الانتصارات التي أبهرت العالم، وعززت مكانتنا وسط شعوب الدنيا كلها.
إن من يتأمل هذه الذكرى لا بد أن يستعيد بطولات هذا الجيش، التي لم تتوقف على وقت الحرب فقط، بل استمرت دون توقف، وقت السلم أيضا، ولابد كذلك أن يشعر بالاطمئنان والأمن والأمان، في ظل وجودنا في منطقة مشتعلة بالصراعات لا يأمن شعب فيها على نفسه، أما نحن، والحمد لله، فلا يتسلل إلينا أي شعور بالخوف أو القلق، مادام لدينا جيش وطني قوي، وهب رجاله أنفسهم من أجل وطنهم، ولم يكفوا عن رفعة شأنه، جيش يضم رجالا من ذهب، لا يبخلون بجهدهم وعرقهم ودمائهم من أجل وطنهم الغالي.
لقد انطلقت القوات المصرية في السادس من أكتوبر 1973، معلنة بدء حرب العبور والتي خاضتها مصر في مواجهة إسرائيل واقتحمت قناة السويس وخط بارليف كان من أهم نتائجها استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جزء من الأراضي في شبه جزيرة سيناء وعودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975.
كما أسفرت حرب التحرير الكبرى عن نتائج مباشرة على الصعيدين العالمي والمحلي من بينها: انقلاب المعايير العسكرية في العالم شرقاً وغرباً، تغيير الاستراتيجيات العسكرية في العالم، والتأثير على مستقبل كثير من الأسلحة والمعدات، عودة الثقة للمقاتل المصري والعربي بنفسه وقيادته وعدالة قضيته ، الوحدة العربية في أروع صورها، والتي تمثلت في تعاون جميع الدول العربية مع مصر، جعلت من العرب قوة دولية لها ثقلها ووزنها، سقوط الأسطورة الإسرائيلية، مهدت حرب أكتوبر الطريق لعقد اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل الذي عُقد في سبتمبر 1978 م على اثر مبادرة “السادات “التاريخية في نوفمبر 1977 م وزيارته للقدس .
كل ذلك حدث نتيجة البطولات والتضحيات التي قدمها الجيش المصري العظيم، الذي ندعو الله، في هذه المناسبة العطرة، أن ينصره دائما ويثبت أقدامه، ويحفظه لمصر، قويا وأبيا، وقادرا على حمياتها ورفع راياتها خفاقة دائما.

زر الذهاب إلى الأعلى