...

في اليوم الـ148.. مجزرة دوار النابلسي في غزة تفحر غضب العالم

إسرائيل تعلق بشباك استنكار دولي واسع لاستهداف «جوعى غزة» وسط مخاوف من حمم المأساة على جهود التوصل لهدنة بحلول شهر رمضان.

ودعت الأمم المتحدة ودول عدّة إلى هدنة في قطاع غزّة لأسباب إنسانيّة، مُطالبةً بإجراء تحقيق بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على مدنيّين فلسطينيّين وحدوث تدافع أثناء توزيع مساعدات الخميس، ما أدّى لمقتل العشرات.

من جهته، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنّ واشنطن ستشارك “بالأيّام المقبلة” في إنزال مساعدات إنسانيّة جوا في قطاع غزّة الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا مطبقا منذ بدء الحرب قبل نحو خمسة أشهر.

وقال بايدن إنّه “يأمل بالتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزّة بحلول رمضان”، وأضاف، وردّا على سؤال حول إمكانية التوصّل إلى اتّفاق على هدنة في غزّة مقابل الإفراج عن رهائن بحلول ذلك التاريخ: “آمل في ذلك، ما زلنا نعمل كثيرا على الموضوع. لم نتوصّل إلى ذلك بعد”.

وفي غزّة، بلغت حصيلة الخسائر البشريّة أكثر من 30200 قتيل وفق وزارة الصحّة التابعة لحماس، بينما تُهدّد المجاعة 2.2 مليون شخص من أصل 2.4 مليون ساكن، وفق الأمم المتحدة التي حذّرت الجمعة من أنّ المجاعة في القطاع “أصبحت شبه حتميّة ما لم يتغيّر شيء”.

ويخضع إدخال المساعدات لموافقة إسرائيل التي شدّدت الحصار على غزّة بُعيد بدء الحرب، ولا تصل الإغاثة إلا بكمّيات محدودة جدا يأتي معظمها عبر معبر رفح مع مصر.

وقال بايدن: “سنصرّ على أن تُسهّل إسرائيل دخول مزيد من الشاحنات وزيادة طُرق الوصول إلى غزّة.. لا تصل مساعدات كافية إلى غزّة”.

“تحقيق فعال”

وقال شهود عيان، الخميس، إنّ جنودا إسرائيليّين أطلقوا النار على حشد تجمّع قرب شاحنات مساعدات إنسانيّة في مدينة غزّة. وبلغت حصيلة القتلى 115 قتيلا ونحو 760 جريحا، حسب وزارة الصحّة التابعة لحماس.

وأكّد مسؤول في الجيش الإسرائيلي حدوث “إطلاق نار محدود” من جانب الجنود الذين شعروا “بتهديد”، وتحدّث عن “تدافع قُتل وجُرح خلاله عشرات السكّان، ودهست شاحنات المُساعدات بعضهم”.

وطالبت واشنطن حليفتها إسرائيل بتقديم “إجابات” بعد المأساة و”بالتوصّل إلى اتّفاق على وقف موقّت للنار”.

ودعا الاتّحاد الأوروبّي إلى إجراء تحقيق وإلى وقف إنساني للنار، بينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى “تحقيق مستقلّ وفعّال”.

وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوغاريك إنّ فريقًا من الأمم المتحدة زار، الجمعة، جرحى في مستشفى الشفاء بمدينة غزّة، وعاين “عددا كبيرا من الجروح نتيجة أعيرة ناريّة”. وأضاف أنّ 200 جريح منهم متواجدين في هذا المستشفى من بين أكثر من 700 تمّ نقلهم إليه.

غارات جديدة

ميدانيا، قال شهود عيان إنّ المعارك بين الجنود الإسرائيليين وحركة حماس تتواصل في مدينة غزة (شمال) وكذلك في خان يونس.

ووجهت مأساة الخميس ضربة لجهود الدول الوسيطة التي كانت تأمل في التوصل إلى هدنة خلال شهر رمضان الذي يبدأ في 10 أو 11 مارس/آذار الجاري.

وتحاول قطر والولايات المتحدة ومصر منذ أسابيع التوصل إلى اتفاق هدنة يشمل إطلاق سراح رهائن جدد، لكن لم يتم الإعلان عن أي تقدم ملموس حتى الآن.

وتطالب حماس خصوصا بوقف نهائي لإطلاق النار قبل التوصل إلى أي اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن، فضلا عن رفع الحصار الإسرائيلي ودخول المزيد من المساعدات الإنسانية.

من جانبها، تشدد إسرائيل على أن الهدنة يجب أن تكون مصحوبة بإطلاق سراح جميع الرهائن، وأنها لا تعني نهاية الحرب، ووعدت بأنها ستواصل عملياتها العسكرية حتى القضاء التام على حماس.

ومن أجل هزيمة الحركة في “معقلها الأخير”، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن هجوم بري قادم على رفح في أقصى جنوب القطاع، حيث يحتشد ما يقرب من مليون ونصف المليون فلسطيني قرب الحدود المغلقة مع مصر، وفق أرقام الأمم المتحدة.

وأكد نتانياهو أن الهدنة المحتملة لن تؤدي إلا إلى “تأخير” هذا الهجوم على المدينة التي تقصفها إسرائيل يوميا.

زر الذهاب إلى الأعلى