...

قرار قضائي بكشف أسماء 180 شخصا فى القضية الجنسية الأشهر في أمريكا

أمرت قاضية في نيويورك، الإثنين الماضي، بالكشف في مطلع يناير عن أسماء 180 شخصاً على صلة بقضية شبكة الملياردير جيفري إبستين الذي انتحر في سجنه عام 2019 قبل محاكمته بجرائم جنسية، بينهم نساء يُعتقد أنهن من ضحاياه، وآخرون يُشتبه في أنهم تواطأوا معه.

ويندرج هذا الأمر الصادر عن القاضية في المحكمة الفدرالية في مانهاتن لوريتا بريسكا في 18 ديسمبر واطلعت عليه وكالة فرانس برس الثلاثاء، في إطار دعوى تشهير مرفوعة من الأميركية فرجينيا جوفري على إبستين وعشيقته وشريكته السابقة غيلاين ماكسويل التي حُكِم عليها عام 2022 بالسجن 20 عاماً.

وأوردت القاضية في وثيقة من 50 صفحة حالات نحو 180 شخصاً تحت أرقام واسم “دو” المستعار، وأمرت بالكشف عن هوياتهم “الكاملة” خلال “14 يوماً” على الأكثر من تاريخ هذه الوثيقة القضائية، اي في الأول أو الثاني من يناير 2024.

وأفاد موقع “ديلي نيوز” البريطاني الذي أورد الخبر، الثلاثاءن بأن دعوى التشهير التي قدمتها فرجينيا جوفري تعود إلى عام 2016 وتمت تسويتها في العام التالي.

لكنّ صحيفة “ميامي هيرالد” رفعت لاحقاً دعوى مدنية للاطلاع على الملف وإجراء تحقيق استقصائي عن شبكة إبستين، الذي أوقف عام 2019.

وعلّلَ القضاء الأميركي الكشف عن الأسماء، ومن بينها شخصيات سبق لوسائل الإعلام الأميركية أن تناولتها، بأن من السهل معرفة هوية بعض الأشخاص من خلال المقابلات التي نشرت في الأعوام الأخيرة.

وكان إبستين وماكسويل مرتبطين عاطفياً في مطلع تسعينات القرن العشرين قبل أن ينشأ بينهما تعاون مهني وتواطؤ في جرائمهما الجنسية طوال نحو 30 عاماً.

وكانت جيلاين ماكسويل (61 عاماً) التي تحمل الجنسيات البريطانية والفرنسية والأميركية وتُعدّ من الوجوه البارزة لمجتمع المشاهير، دينت في نيويورك في ديسمبر 2021 بتهمة الاتجار الجنسي بقاصرات لحساب إبستين، وحُكم عليها في يونيو 2022 بالسجن 20 عاماً.

أما إبستين الذي كان رجل أعمال في القطاع المالي وصاحب نفوذ واسع تمتد شبكة علاقاته الاقتصادية والسياسية في الولايات المتحدة وخارجها، فاتُهم بالاعتداء جنسياً على قاصرات واغتصابهن، وانتحر في سجنه في نيويورك في 10 أغسطس 2019 مما أدى إلى سقوط دعوى الحق العام عليه.

وفي قضية مستقلة من هذا الملف ذي البعد العالمي، تتهم الأميركية فيرجينيا جوفري البالغة حاليا 40 عاما، الأمير البريطاني أندرو بالاعتداء جنسياً عليها 3 مرات سنة 2001، حين كانت في سن السابعة عشرة، في لندن ونيويورك وجزر فيرجن البريطانية. وهي أكدت أنها التقته عن طريق إبستين.

وتوصل الأمير البريطاني أندرو، صديق إبستين وماكسويل، إلى اتفاق بالتراضي مع جوفري في 15 فبراير 2022 قضى بأن يدفع لها 13 مليون دولار بحسب صحيفة “ديلي تليجراف”، ما جنّبه محاكمة أمام القضاء المدني في نيويورك كانت لتشكّل إحراجاً كبيراً للعائلة الملكية البريطانية.

غير أن الأمير البالغ 62 عاما، الذي بات منبوذاً بعد هذه القضية، لطالما نفى الاتهامات الموجهة له.

ألقت السلطات الأميركية القبض على جيزلين ماكسويل صديقة رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين ومساعدته القديمة في ولاية نيو هامبشير، الخميس، بتهمة إغواء قاصرات لصالح إبستين، الذي كان يستغلهن جنسيا.

وقالت أودري شتراوس القائمة بأعمال مدعي مانهاتن في نيويورك “كانت ماكسويل من أقرب معاوني إبستين وساعدته في استغلال فتيات صغيرات لم يتجاوز بعضهن 14 عاما”.

ووجهت إلى ابستين تهم عدة بالاعتداء جنسيا على قاصرات. وهو كان شخصية معروفة في الطبقة المخملية مع معارف كثيرة في أوساط المشاهير في أوروبا والولايات المتحدة من أمثال الأمير أندرو نجل الملكة إليزابيث الثانية، والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون.

وكان إبستين ينتظر محاكمته في تهم اتحادية تشمل تهريب قصر في الفترة بين عامي 2002 و2005 عندما عثرت السلطات عليه منتحرا على ما يبدو وهو في سجن بنيويورك في أغسطس.

وتم اعتقال ماكسويل، وهي سيدة مجتمع بريطانية، أحدث منعطف في لغز إبستين الذي بدأ حياته مدرسا للرياضيات بالمرحلة الثانوية ليعيش بعد ذلك حياة الترف ويتملك جزرا خاصة في الكاريبي ويكون علاقات قوية، قالت ضحاياه إنها سمحت له باستغلال قصر مع حصانة من العقاب.

وذكر مكتب التحقيقات الاتحادي “إف.بي.آي” أنه جرى ضبط ماكسويل (58 عاما) في برادفورد بولاية نيو هامبشير، حيث كانت متوارية عن الأنظار منذ ديسمبر.

ووجه لها مدعون اتحاديون في نيويورك لائحة اتهام شملت أربع تهم جنائية متعلقة بإغواء قصر ونقلهن للممارسة أفعال جنسية غير قانونية وتهمتين بشهادة الزور.

وحُكم على البريطانية جيلين ماكسويل بالسجن لمدة 20 عاما لمساعدتها مرتكب الجرائم الجنسية ورجل الأعمال جيفري إبستين في الاعتداء جنسيا على قاصرات.

وأدينت ماكسويل (60 عاما) في ديسمبر بخمس تهم منها الاتجار جنسيا بقاصرات واستقطاب أربع فتيات لإجراء لقاءات جنسية مع صديقها حينئذ إيستين عامي 1994 و2004.

وقبل النطق بالحكم، تحدثت ماكسويل خلال الجلسة بمحكمة مانهاتن الاتحادية، ووصفت إبستين بأنه “رجل متلاعب وماكر ومسيطر” خدع كل المقربين منه. وأضافت أنها “آسفة” على الألم الذي عانى منه ضحاياه.

وقالت ماكسويل “لم أندم في حياتي على الإطلاق على شيء أكثر من أنني قابلت إيستين.

وعند النطق بالحكم، قالت القاضية أليسون ناثان إن ماكسويل لم تبد ندما لما اقترفت أو تحملا للمسؤولية.

وأضافت “شاركت ماكسويل بشكل مباشر ومتكرر وعلى مدار سنوات عديدة في مخطط مروع لإغواء ونقل وتهريب الفتيات القاصرات، وبعضهن لا تتجاوز أعمارهن 14 عاما، لاعتداء جيفري إبستين جنسيا عليهن”.

وانتحر إيستين عام 2019 داخل زنزانته بأحد سجون مانهاتن عن عمر ناهز 66 عاما بينما كان ينتظر محاكمته بتهم الاتجار بالجنس.

زر الذهاب إلى الأعلى