ياسر التلاوي يكتب: أين حقنا فى مشروع رأس الحكمة؟

إنه يوم سعيد فعلا على كل مصري، وكيف لا والحكومة أعلنت عن أكبر مشروع استثماري في تاريخ البلاد، كما جاء على لسان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء خلال المؤتمر الصحفي الذى عقده للإعلان عن مشروع رأس الحكمة.

قال رئيس الوزراء إن مشروع رأس الحكمة أكبر مشروع استثماري في تاريخ مصر، بقيمة 35 مليار دولار تدخل للدولة خلال شهرين، منها الدفعة الأولى 15 مليار دولار، والثانية 20 مليار دولار، وسيكون للدولة المصرية 35% من أرباح المشروع، وأن مخطط التنمية العمرانية يشتمل على تنمية مطروح والسلوم والعلمين، والهدف زيادة موارد الدولة من العملة الصعبة.

حقيقي إعلان مشروع رأس الحكمة جعلنا نشعر بسعادة، خاصة أن المشروع شراكة وليس بيع أصول وهذا أمر مهم للغاية، ولكن يبقى سؤال يطرحه كل مصري: أين حقنا في صفقة رأس الحكمة؟

لا نسأل عن حقنا لنحصل عليه في شكل زيادة مرتبات، أو أن تكرمش الحكومة مبلغا لكل مصري وتضعه في يده.

لا نقصد ذلك بالطبع، بل نقصد حقنا في أن تعلن الحكومة كيف ستستخدم الأموال التي ستحصل عليها، وحقنا في استخدام الأموال في إنشاء مصانع، أول شيء يجب أن تفعله أن ننشئ مجموعة من المصانع حتى تتحول مصر إلى دولة منتجة للاحتياجات المهمة لشعبها، بل وتصدر الفائض ليعود عليها بمزيد من العملة الصعبة، فضلا عن أن إنشاء المصانع يعني إتاحة المزيد من فرص العمل. وحقنا في الصفقة ألا نعيش في الأزمة التي نعيشها الآن من ارتفاع جنوني في الأسعار نتيجة نقص العملة الأجنبية.

حقنا في تأمين مستقبل الأجيال القادمة، حقنا في ألا تصرف الحكومة الأموال في مشروعات لا تنتج، وبعد شهور نعود إلى نفس الأزمة، حقنا أن يتم استخدام الأموال في استصلاح الأراضي ومحاولة تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل المهمة والاستراتيجية، وتصدير الفائض أيضا.

لا يكفي أن تعلن الحكومة الصفقة، ولا يكفي أن نكتفي بالفرح، ولكن نريد من الحكومة أن تخبرنا أين ستذهب الأموال. نتنظر ردأ من الحكومة في أقرب وقت، حتى تكتمل سعادتنا، وندرك وقتها أننا بدأنا نسير على الطريق الصحيح.