...

118 يوما من حرب غزة.. خان يونس كتلة نار وإسرائيل تخضع للمقاومة وفي الطريق لقبول الهدنة

١١٨ يوما من الحرب في غزة تبلور فيها مركز القتال حول مدينة خان يونس التي تعتبرها إسرائيل عاصمة حماس، وسط محاولات سياسية من أجل هدنة.

ومنذ أمس الأربعاء، يشنّ الجيش الإسرائيلي ضربات مميتة على قطاع غزة المحاصر، ويخوض معارك عنيفة مع عناصر حركة حماس والفصائل الفلسطينية، في مناطق عدة، أبرزها خان يونس التي باتت مركز الصراع في الوقت الحالي.

ويتركز القتال في مدينة خان يونس الأكبر في جنوب القطاع، والتي أصبحت مركز الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة الفلسطينية على إسرائيل.

وصباح الخميس، لجأت قوات الجيش الإسرائيلي إلى عملية إعادة تموضع عبر انسحاب جزئي من بعض مناطق خان يونس، ما سمح لطواقم الإسعاف بانتشال عدد من الجثث من المدينة.

بحسب شهود عيان، استهدفت نيران المدفعية مستشفى ناصر في خان يونس، حيث لجأ آلاف المدنيين قادمين من الشمال الذي تحول إلى ركام.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بقصف إسرائيلي مكثف في المساء قرب مستشفى الأمل وانتشار القوات الإسرائيلية لفترة وجيزة أمام المستشفى.

وحذّرت وزارة الصحة التابعة لحماس من أن الوضع “كارثي” في مستشفيات خان يونس، وأعربت عن خشيتها من “مقتل عدد من الجرحى والمرضى جراء الاستهداف المتكرر وعدم توفر الإمكانيات الطبية ونفاد الطعام”.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي قتل “عشرات الإرهابيين” في غارة في خان يونس وتدمير “ورشة لتصنيع الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات والمتفجرات”.

جهود الهدنة

وفي خضم الجهود المبذولة للتوصل إلى هدنة جديدة، يعود وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن “في الأيام المقبلة” إلى الشرق الأوسط، حسب ما أعلن مسؤول أمريكي من دون أن يحدد الدول التي سيزورها.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الأربعاء مقتل 150 شخصا خلال 24 ساعة جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وفي 7 أكتوبر، نفذت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس، هجوما مباغتا من غزة على الأراضي الإسرائيلية، خلف 1140 قتيلا معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة “فرانس برس” استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وفي الإجمال، تم خطف نحو 250 شخصاً ونقلهم إلى قطاع غزة الذي تحكمه حماس منذ عام 2007. ووفق إسرائيل، لا يزال 132 من الرهائن محتجزين، ويعتقد أن 29 منهم لقوا حتفهم.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل “بالقضاء” حماس وشنت عملية عسكرية واسعة النطاق خلفت حتى الآن 26900 قتيل، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

وتعمل الولايات المتحدة ومصر وقطر خلف الكواليس لمحاولة إقناع طرفي النزاع بهدنة جديدة. وأتاحت هدنة سابقة مدتها أسبوع في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني إطلاق سراح 105 رهائن في غزة و240 أسيرا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية من النساء والقصّر.

وبحسب مصدر في حماس، فإن الحركة تدرس اقتراحاً يتألف من ثلاث مراحل، تنص الأولى منها خصوصا على هدنة مدتها ستة أسابيع يتعين على إسرائيل خلالها إطلاق سراح ما بين 200 إلى 300 أسير فلسطيني مقابل 35 إلى 40 رهينة، إضافة إلى إدخال 200 إلى 300 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة يوميا.

وفي القطاع المدمر، دفعت العمليات العسكرية 1,7 مليون من نحو 2,4 مليون ساكن إلى النزوح عن منازلهم، وفق الأمم المتحدة. وتوجه معظمهم جنوبا، ويتجمع الآن أكثر من 1,3 مليون شخص في رفح، محاصرين على الحدود المغلقة مع مصر، وفق المصدر نفسه.

وأفاد مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية في تقرير بأن “مستوى الدمار الناجم عن آخر عملية عسكرية إسرائيلية جعل (قطاع غزة) غير صالح للعيش”.

وقدّر المؤتمر أنه بحلول نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، دُمّر أو تضرّر 37379 مبنى، أي ما يعادل 18% من إجمالي المباني في قطاع غزة.

ويزيد من معاناة السكان التهديد المحدق بعمليات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بعد أن اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها البالغ عددهم في الإجمال 30 ألفا بالتورط في الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر.

وعلقت 13 دولة تمويلها للأونروا رغم إعلانها إنهاء عقود معظم الموظفين المتهمين وفتح تحقيق بشأنهم.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء، إن الأونروا “مخترقة بالكامل” من حركة حماس، مضيفا: “نحن في حاجة إلى أن تحلّ وكالات أممية أخرى ووكالات مساعدات أخرى محلّ الأونروا”.

في هذا الصدد، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، أن الأونروا تظل “العمود الفقري للاستجابة الإنسانية” في غزة.

زر الذهاب إلى الأعلى