قتال الأخوة وشجاعة فارس.. قصة حلقات “ممالك النار” التي أغضبت تركيا
من السيوف والخيول والثراء الفاحش إلى الحياة البدائية البسيطة وسط الطبيعة، ظهر اتجاهين مختلفين في الحلقة الأولى من المسلسل التاريخي “ممالك النار”، الذي بدأ عرضه على شبكة “MBC مصر”، حيث جاءت المشاهد متنوعة بين حياة السلطنة والصراع القائم على العرش بعد رحيل السلطان محمد الفاتح، في مقابل بداية ظهور “طومان باي”، السلطان المملوكي.
سليم الأول وطومان باي شخصيتي محور “ممالك النار”
ففي الأساس تدور أحداث “ممالك النار” حول شخصيتين محوريتين، هما السلطان سليم الأول الذي تبدأ به الحكاية من مرحلة الطفولة وهو حفيد السلطان الفاتح، والشخصية الثانية هي طومان باي، السلطان المملوكي الذي كان وُلّي العهد في القاهرة المملوكية عام 1500 ميلادية، وجهزه عمه قنصوه الغوري سلطان مصر، لتولي مقاليد الحكم لاحقًا.
“عام 1451 ميلاديا وصل السلطان محمد بن مراد الشهير بالفاتح، إلى عرش السلطنة العثمانية بعد قتاله مع ثلاثة من أخوته، وبعد أن أصبح سلطانا أمر بقتل أخيه أحمد الذي كان يبلغ من العمر 6 أشهر فقط خوفا من أن يكبر وينافسه على العرش، ثم سن قانونا يجيذ للسلطان أن يقتل أخوته للوصول إلى الحكم”، ذلك هو التعليق الصوتي لبداية “ممالك النار” الممزوج بصورة مرئية لحياة السلطان المرفهة، فضلا عن الموسيقى التصويرية القوية المناسبة للموقف.
وتتعالى أصوات الموسيقى القوية، مع ظهور جملة “إذا تيسرت السلطة لأي ولد من أولادي.. فيكون مناسبا قتل إخوته في سبيل تأسيس نظام العالم”، ليبدأ فعليا “ممالك النار” التي برزت مع إعلان وفاة “الفاتح” وسط مكايد عدة من الحاشية حوله لتولي السلطان الجديد، متناقلة المشاهد إلى “لعبة الشطرنج” البارزة وقتها سخصية “سليم بن بايزيد بن محمد الفاتح” في مرحلة الطفولة.
طفولة “سليم الأول” التي نشأت في حياة السلطنة، إلى القائد “طومان باي” المترعرع في حياة الريف بـ”آسيا الوسطى” مع والدته وشقيقته، والذي قدر له أن يترك عائلته نحو مستقبل مجهول لكن ملامحه الفارسية وشجاعته الظاهرة عليه منذ الصغر، جعلت أن تلتف إليه الأنظار.
وخلال رحلة على الخيول وموكب بسيط اتجه الطفل “طومان” إلى القاهرة ويكبر داخله حلم أن يصبح “قائدا” بعدما وصف أحد مرافقيه المدينة المتجه إليها، قائلا: “القاهرة مدينة فيها كل شئ.. سميت بذلك لأنها قهرت جميع الأمم، مرت عليها الدهور وصمدت وكبرت إن ملكتها ملكت العالم كله، وإن كبرت فيها فلن يقف أمامك شيء”.
ويتناول العمل الذي لاقى هجوما من الأوساط التركية، زعاعمة بأنه مشوها للتاريخ، ذروة الصراع العثماني المملوكي واحتلال مصر والشام على يد السلطان العثماني سليم الأول، وشنق “طومان باى” آخر سلاطين المماليك على باب زويلة، وذلك في عدد حلقات تصل إلى 14.
ومع عرض الحلقة الأولى من “ممالك النار”، ظهرت تقنيات فنية وإخراجية وتمثيلية عديدة أبرزت المجهود الواضح لإنتاج تلك الحلقات، بداية من اللغة العربية الفصحى المتقنة، ولقطات التصوير المتنوعة، فضلا عن النقلات على مستوى التصوير والموسيقى والمشاهد.
ويعد ممالك النار، بحسب صناع العمل، مسلسل مختلف في الشكل والمضمون كما أنه محاولة لنقل الدراما التاريخية العربية للمكانة التي تستحقها، فضلا عن أنه دليل واضح على إمكانية اتحاد العالم العربي.