...

الدكتور أيمن سلامة: رد «إيران» محدود ومحسوب.. و«امريكا» لا تحبذ الحرب المفتوحة في الشرق الأوسط

كتبت- دينا بهاء

قال الدكتور أيمن سلامة، خبير القانون الدولي، وضابط الاتصال السابق لحلف الناتو في البلقان، أن الرد الإيراني على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق بواسطة إسرائيل، هو رد محدود ومحسوب، ويمكن اعتباره تظاهرة للقوة العسكرية أو عرضا للقوة العسكرية الإيرانية.

وأكد في تصريحات خاصة لـ 60 دقيقة أن الإعلان الرسمي من إيران وعلى لسان مرشد الدولة وكبار المسؤولين العسكريين والسياسيين الإيرانيين منذ اسبوع على الانتقام والعقاب لإسرائيل هو رسالة مبطنة لإسرائيل لأن تقوم بالاستعداد ورفع درجة التأهب القصوى لعناصر الدفاع الجوي والقوات الجوية وغيرها فضلًا عن أنه رسالة أيضًا مبطنة للإدارة الأمريكية.

وتابع “سلامة” أن الرسائل تضمنت أن المسيرات الإيرانية والصواريخ سوف تعبر المجالين الجوي العراقي والأردني لمسافة 1300 كيلومتر من مدن ومحافظات عديدة في إيران إلى إسرائيل، سوى كانت مدن في صحراء النقب أحدى القواعد العسكرية الكبرى في إسرائيل أو في مدينة وميناء حيفا.

وأضاف خبير القانون الدولي قائلا: يؤكد ذلك أن المسألة لا تعدو إلا أن تكون استعرض للقدرات العكسرية الإيرانية، أن دول عديدة في المنطقة منها العراق والأردن بعد أن كانت أغلقت مجالها الجوي وحولت خطوط سير الطيران لمطاراتها في العراق والأردن فتحت بعد ساعات قليلة هذه الأجواء الأردنية والعراقية.

ونوه إلى أن القدرات العسكرية الإيرانية في مجال المسيرات تحديدًا كبير جدًا، وتجعل هذه القدرات النوعية في مصاف الدول العظمى التي تمتلك هذه القدرات النوعية المتطورة التي تغير سير الحروب والمعارك، لذلك دول المنطقة المجاورة لإيران تأخذ ذلك في حساباتها -أي القدرات النوعية الهائلة في مجال المسيرات-.

ولفت إلى أنه ليس في مصلحة الولايات المتحدة الأميركية أن تتسع المواجهة العسكرية الإيرانية والإسرائيلية في منطقة الشرق الأوسط، وأن تندلع حرب مفتوحة في الأقليم، وذلك حرصًا على مصالحها في المنطقة وتحديدا قواعدها العسكرية بالمنطقة، لأن الولايات المتحدة الأمريكية تتحَسب لأي تدخل من أذرع وكلاء وأدوات إيران بالمنطقة.

وتابع “سلامة”: لذلك حتى هذه اللحظة انصاعت إسرائيل للأوامر والتحذيرات الأمريكية بعدم الرد، كما حدث ذلك السيناريو سابقًا عام 1990 حين أجبرت الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل بعدم الرد على الصواريخ العراقية التي قَذفت إسرائيل أثناء حرب الخليج، حين قام العراق بالغزو والعدوان على الكويت.

وأشار خبير القانون الدولي إلى أن سقوط بعض القذائف الإيرانية على غلاف غزة يثير حفيظة المستوطنين وازدياد عدائهم الفج ضد الفلسطينيين العزل الأبرياء في قطاع غزة، مضيفا أن حتى هذه اللحظة إسرائيل لم ترد ولم تنتقم من الضربة العسكرية المحدودة والمحسوبة الإيرانية ولكن في المقابل ردت في داخل قطاع غزة وأيضا في قلب وليس جنوب لبنان.

وقال أن إيران تريد من مجلس الأمن أن يقوم بإدانة قصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق حتى تشرعن أي إجراءات أو هجمات عسكرية تقوم بها ضد إسرائيل. وفي المقابل تريد الولايات المتحدة الأمريكية من مجلس الأمن، وأيضا من الدول السبع الصناعية الكبرى إدانة إيران وإدراجها على لائحة الإرهاب الدولي، حتى يشرعن كلا منهما أي تدابير عسكرية ضد إيران.

وتابع أن إشراك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تحديدًا في صد المسيرات الإيرانية بكفاءة وفاعلية يقنع إسرائيل بعدم الرد والانتقام الآن من إيران تحديدًا.

وأكد “سلامة” أن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترحب ولا تحبذ سيناريو الحرب المفتوحة في الشرق الأوسط، وذلك بسبب التداعيات الكارثية الاقتصادية أيضًا ومن أهمها ارتفاع أسعار النفط، منوها إلى أن الأمريكيين لا يحتاجون ذلك خلال عام الانتخابات، لأن من شأن ارتفاع أسعار النفط أن يضاعف الأزمة الاقتصادية والأعباء على الناخب الأمريكي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى