...

“الفرماوي”: العشر الأواخر من رمضان رحمة من الله تعالى للمسلمين

كتبت منار سالم

 

قال الشيخ محمود الفرماوي، من علماء الأزهر الشريف، إن الليالي العشر الأواخر من رمضان من رحمات الله تعالى وبركاته على الأمة الإسلامية، وتمثل زادا روحيا خاصا، يحتفي بها غالب المسلمين.

 

و تابع الفرماوي، في تصريح لـ٦٠ دقيقة، قبل تلك الأزمة التي يعيشها العالم كانت أرواح كثير من المسلمين تهفو نحو بيوت الله تعالى، معلنة التخلي عن الدنيا وزينتها، تاركين الأزواج والأولاد والأعمال في خلوة مع الله تعالى، معتكفين في بيت الله تعالى، متفرغين لعبادة الله وحده، ينهلون من تلك العبادة الخاصة التي غالبا لا تتكرر في السنة إلا مرة واحدة، إنها عبادة فريدة، وعلى قدر تفردها؛ يتحصل المسلم منها زادا فريدا.

 

و أضاف الفرماوي، أنه مما ورد في فضل العشر الأواخر من رمضان، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شدّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله.

 

و تابع عنها أيضاً قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره، فالنبي صلّ الله عليه وسلم كان يخص العشر الأواخر بأعمال

أولاً : إحياء الليل، فكان صلّ الله عليه وسلم يقيم الليل في العشر الأواخر وكان يوقظ أهله للصلاه في الليالي العشر  وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم كان يطرق فاطمة وعلياً ليلاً فيقول لهما: «ألا تقومان فتصليان»

 

و مضى يقول، ثانياً : الإعتكاف، عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى،قال ابن حجر رحمه الله في الفتح: الاعتكاف لغة: لزوم الشيء وحبس النفس عليه، و شرعاً: المقام في المسجد من شخص مخصوص، على صفة مخصوصة، وليس بواجب إجماعاً إلا على من نذره

و قال ابن العربي بأنه سنة مؤكدة، و كذا قال ابن بطال وفي مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على تأكده.

 

و أشار الفرماوي، إلى قول ابن رجب رحمه الله، موضحا أن معنى الاعتكاف و حقيقته: قطع العلائق عن الخلائق للاتصال بخدمة الخالق.

 

و أكد الفرماوي، أن الاعتكاف مستحب في رمضان و في غيره من أيام السنة، و أفضله في رمضان لحديث أبي هريرة رضي الله عنه ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً.

 

و أوضح أنه من فضل الليالي العشر، تحري ليلة القدر

وليلة القدر ، فيها أنزل القرآن، و فيها يفرق كل أمر حكيم، قال تعالى: {إِنَّا أنزَلناهُ فِي لَيلةٍ مُّبارَكةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ* فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ* أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرسِلِينَ* رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.

 

و مضى يقول، هي خير من ألف شهر، أي: ما يزيد عن ثمانين سنة، قال تعالى: {إِنَّا أنزَلناهُ فِي لَيلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهرٍ*ü تَنزَّلُ المَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.

 

و أضاف الفرماوي، أنها هي في أوتار العشر الأواخر، أي: إما أن تكون ليلة إحدى و عشرين، أو ليلة ثلاث و عشرين، أو خمس وعشرين، أو سبع و عشرين، أو تسع و عشرين، مشيرا إلى قوله صلى الله عليه وسلم : «من قام ليلة القدر إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».

 

و تابع الفرماوي، يستحب الإكثار من الدعاء فيها، قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: «قولي اللَّهُمَّ إنكَ عفُوٌّ تُحبُّ الْعَفْوَ فاعْفُ عَنِّي»،

 

و أشار الفرماوي، إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد وصف صبيحة ليلة القدر «تطلع الشمس لا شعاع لها، كأنها طست حتى ترتفع، و قوله صلى الله عليه وسلم : «ليلة القدر ليلة سمحة، طلقة لا حارة و لا باردة تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة سمراء».

زر الذهاب إلى الأعلى