...

فى يومها الـ145 .. التوتر يملأ الضفة الغربية وصافرات الإنذار تدوي في سماء غلاف غزة

دخلت الحرب يومها الـ145، وسط توتر في الضفة الغربية، تزامنا مع عودة “صافرات الإنذار” لغلاف غزة، ومفاجأة أمريكية لإسرائيل.

وبوقت مبكر فجر اليوم، أفادت تقارير صحفية بأن صافرات الإنذار دوت في ناحل عوز في غلاف غزة، لتبرز عودة عمليات استهداف هذه المنطقة من القطاع، رغم العملية البرية الإسرائيلية.

وعادة ما تدوي صافرات الإنذار بالتزامن مع إطلاق الفصائل الفلسطينية صواريخ اتجاه منطقة غلاف غزة.

وأمس الثلاثاء، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بإصابة شخص واحتراق سيارة في عسقلان جراء سقوط صواريخ أطلقت من غزة.

وقبل ذلك بقليل، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قصفت عسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات صاروخية ردا على ما وصفتها بـ”الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني”.

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الأربعاء، مقتل ضابطين وإصابة 7 آخرين من لواء غفعاتي بجراح خطيرة، في المعارك بشمال قطاع غزة الليلة الماضية.

وأوضح الجيش أن الضابطين القتيلين هما قائد سرية في كتيبة تابعة للواء غفعاتي وقائد فصيل في الكتيبة نفسها.

ومن غزة إلى الضفة، حيث يخيم التوتر منذ ساعات الصباح الأولى، أفادت تقارير صحفية بأن قوات الجيش الإسرائيلي اقتحمت بلدة المزرعة الغربية شمال رام الله بالضفة الغربية.

وفي ساعات الليل، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها معززة بعدد من الآليات والجرافات العسكرية.

كما نفذت القوات الإسرائيلية اقتحاما لمخيم جنين، ركز على عشرات المنازل وتجريف البنية التحتية في المخيم، قبل أن تنسحب من المخيم.

وفي مدينة نابلس، اقتحمت آليات الجيش الإسرائيلي مخيم بلاطة شرقي المدينة.

وفيما يتعلق بالمفاجأة، قال موقع “أكسيوس” إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منحت إسرائيل مهلة لتوقيع رسالة تلزمها بالقانون الدولي خلال استخدام الأسلحة الأمريكية.

ونقل الموقع الأمريكي عن مسؤولين قولهم إن المهلة تنتهي في منتصف مارس/آذار المقبل، وتتضمن سماح إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وتابع المسؤولون أنه إذا لم تقدم إسرائيل الضمانات بالموعد المحدد فستتوقف عمليات نقل الأسلحة الأمريكية إليها.

وبحسب الموقع، فقد أتت المهلة بعد إعراب أعضاء بمجلس الشيوخ في الكونغرس، عن قلقهم من استخدام الأسلحة ضد المدنيين بغزة.

سياسيا، تجدّد الأمل حيال إمكانية التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس، أمس الثلاثاء، مع احتمال وقف إسرائيل هجومها في غزة اعتباراً من الأسبوع المقبل وخلال شهر رمضان، في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار يجري التفاوض بشأنه.

وتحاول مصر وقطر والولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى التفاوض على وقف إطلاق نار جديد بين إسرائيل وحماس منذ عدة أسابيع.

ويأمل الوسطاء في التوصل إلى وقف القتال قبل شهر رمضان الذي يبدأ هذا العام في 10 أو 11 مارس/آذار، لكنّ الجانبين رفضا أي تسوية حتى الآن.

وبموجب اقتراح الهدنة الجديدة، “ستطلق حركة حماس سراح 42 إسرائيلياً من النساء والأطفال دون سن 18 عاماً إلى جانب المرضى والمسنين. في المقابل، سيتمّ إطلاق سراح سجناء فلسطينيين بنسبة 10 مقابل واحد”، وفقاً لمصدر في حماس.

وبالإضافة إلى ذلك، تطلب حركة حماس زيادة عدد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة.

في الولايات المتحدة، أشار الرئيس جو بايدن خلال مقابلة مع برنامج الفكاهي سيث مايرز على شبكة إن بي سي، إلى أنّ شهر “رمضان يقترب وكان هناك اتفاق بين الإسرائيليين على عدم الانخراط في أنشطة خلال شهر رمضان من أجل إعطائنا الوقت لإخراج جميع الرهائن” المحتجزين لدى حركة حماس.

بايدن قال في وقت سابق أثناء زيارة إلى نيويورك “آمل أنه بحلول الإثنين المقبل سيكون هناك وقف لإطلاق النار”، مضيفاً أنّ “مستشاري للأمن القومي يقول لي إننا قريبون، نحن قريبون، ولم ننتهِ بعد”.

وبالتزامن مع تصريحات بايدن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر “سنكون سعداء بتحقيق ذلك بحلول نهاية الأسبوع”. وأضاف: “نحاول الوصول بهذا الاتفاق إلى خط النهاية، ونعتقد أنّ ذلك ممكن”.

وفي السياق ذاته، نقل موقع “واي نت” عن مسؤول إسرائيلي رفض الكشف عن هويته، قوله إنّ “الاتجاه إيجابي”.

وفي قطاع غزة المدمّر والذي يواجه أزمة إنسانية، أفادت الأمم المتحدة بأنّ 2,2 مليون شخص، أي الغالبية العظمى من السكان، باتوا مهدّدين بالمجاعة.

ويشعر المجتمع الدولي بالقلق بشكل خاص إزاء العواقب الكارثية المحتملة للهجوم البري القادم الذي أعلنته إسرائيل على مدينة رفح المكتظة بالسكان في جنوب غزة، والتي لجأ إليها نحو 1,5 مليون شخص، وفقاً للأمم المتحدة.

واندلعت الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأوّل، بعدما نفّذت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا غالبيّتهم مدنيّون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيليّة رسميّة.

كما احتُجز خلال الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إنّ 130 منهم ما زالوا محتجزين في قطاع غزّة، ويُعتقد أنّ 31 منهم قُتلوا.

ورداً على الهجوم، تعهّدت إسرائيل “القضاء” على حماس التي تحكم غزة منذ 2007 وتُصنّفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “منظّمة إرهابية”.

وتردّ إسرائيل على الهجوم بقصف مدمّر على قطاع غزّة وبعمليّات برّية، ما تسبّب بمقتل 29878 فلسطينياً، غالبيتهم العظمى مدنيّون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

زر الذهاب إلى الأعلى