...

10 أعوام من حكم «السيسي».. مصر تتجاوز الأزمات والتقلبات الدولية والأقليمية

كتبت- دينا بهاء

شهدت فترة رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمواجا وتقلبات سياسية على المستويين الإقليمي والدولي، وكانت المنطقة أكملها على صفيح ساخن، ما بين أحداث الربيع العربي، وما يحدث من انقسامات وحروب داخل ليبيا، والتقلبات السياسية في السودان، وأيضا العدوان الغاشم في دولة فلسطين الشقيقة

ولم تقتصر الأمواج السياسية على المناطق المشتركة حدوديا مع مصر بل تجاوز الأمر ليصل إلى المناطق الخارجية، لتواجه مصر تأثيرات الحرب الدولية على داعش في العراق وسوريا، والحرب الأهلية في سوريا، والصراع والانقلابات العسكرية في غرب إفريقيا دول فرانكفونية، والصراعات في اليمن، ومؤخرا الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وفي ظل كل تلك الأزمات الإقليمية والدولية، كانت مصر تواجه مخاطر داخلية ما بين الإرهاب والجماعات التكفيرية، والحرب على داعش، بالإضافة إلى استقرار مؤسسات الدولة داخليا بعيدا عن أيدي الجماعات الإرهابية الدخيلة.

عشرة أعوام من عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، نجحت مصر خلالها في الانتقال من مرحلة استعادة تماسك مؤسسات الدولة في الداخل إلى مرحلة فرض هيبة الدولة المصرية في الخارج، ولعبت الدبلوماسية المصرية دورا مشهودا في تنفيذ السياسة الخارجية التي حدد الرئيس السيسي ملامح بوصلتها بوضوح ودقة وثقة فمضت سفينة دبلوماسيتنا العتيدة ممثلة في وزارة الخارجية باقتدار وثبات وسط الأمواج الإقليمية والدولية المضطربة نحو الوصول لأهدافها واحدا تلو الآخر.

ووفقا لتقرير إصدرته الهيئة العامة للاستعلامات ترصد السطور التالية أبرز الملفات الخارجية التي واجهت مصر في 10 أعوام من حكم الرئيس السيسي:

محددات السياسة الخارجية لمصر في عهد الرئيس السيسي

– إقامة علاقات متوازنة مع جميع دول العالم في إطار قائم على الندية وتحقيق المصالح المشتركة وتوظيف العلاقات الطيبة مع الدول لخدمة التنمية في مصر .

-الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية انطلاقاَ من مبادئ السياسة الخارجية المصرية، القائمة على دعم السلام والاستقرار في المحيط الإقليمي والدولي، ودعم مبدأ الاحترام المتبادل بين الدول .

-التمسك بمبادئ القانون الدولي، واحترام العهود والمواثيق، ودعم دور المنظمات الدولية وتعزيز التضامن بين الدول .

-الاهتمام بالبعد الاقتصادي للعلاقات الدولية، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للغير .

 

-مواجهة الإرهاب ومحاربة الفكر المتطرف أبرز محاور السياسة الجديدة .

-مواجهة الإرهاب ومحاربة الفكر المتطرف في مصر أو محاربة الإرهاب على مستوى المنطقة، مع التأكيد على شمولية المواجهة

السياسة الخارجية تجاه الدائرة الأفريقية 

الانتماء المصري للقارة الإفريقية كان وسيظل في صدارة دوائر السياسية الخارجية خلال عهد الرئيس السيسي كما كان يشكل أحد المعالم الرئيسية في تاريخ مصر فضلا عن دوره في تطوير حاضر البلاد وصياغة مستقبلها. مستقبل زاهر بينما تصبو مصر في طريقها نحو الجمهورية الجديدة .

السياسة الخارجية تجاه الدائرة العربية :

أذرع المساعدات والدعم السياسي ممتد لجميع الدول العربية وبالأخص دول الجوار، فعلى المحور الليبي، تؤكد القاهرة على ضرورة التوصل إلى تسوية شاملة ومستدامة للأزمة الليبية تحافظ على وحدة وسلامة الأراضي الليبية، واستعادة دور مؤسسات الدولة الوطنية ومحاربة الإرهاب. والصراع الذي شهدته الأراضي الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر 2023، جاء ليؤكد على ثبات واستمرار الدور والموقف المصري تجاه هذه القضية، الذي لم يتغير منذ 1948، وأوضح أن الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية بارز بشدة منذ اندلاع الصراع الأخير في فلسطين، حيث عملت مصر وقيادتها السياسية، على دعم الموقف الفلسطيني على كل الأصعدة، سواء الصعيد الإنساني أو الصعيد الساسي والدبلوماسي .

السياسة الخارجية تجاه الدائرة الأسيوية :

نجحت مصر في إدراج المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بقائمة مشاريع الممر البحري لمبادرة الحزام والطريق الصينية، واتفقت مصر والصين على شراكة استراتيجية متكاملة عام 2014 ، وأصبحت مصر رابع أكبر شريك للصين في القارة الإفريقية، حيث تعد الصين الشريك التجاري الأول لمصر .

السياسة الخارجية تجاه الدائرة الأوروبية :

استضافت مدينة شرم الشيخ أول قمة عربية أوروبية خلال شهر فبراير 2019، واستضافت القاهرة القمة الأولى من فعاليات آلية التعاون الثلاثي مع اليونان وقبرص عام 2014، وتم اختيار القاهرة مقرا لمنظمة منتدى غاز شرق المتوسط بعد توقيع مصر على اتفاقية تأسيس المنتدى عام 2019 .

كانت هناك  زيارة تاريخية للرئيس السيسي إلى بيلاروسيا عام 2019 كأول زيارة لرئيس مصري منذ إقامة العلاقات الرسمية بين البلدين عام 1992، وتسع زيارات متبادلة بين الرئيسين المصري والروسي منذ 2013 وذلك بخلاف زيارات الوفود رفيعة المستوى المتبادلة بين البلدين، قيام الرئيس بزيارة روسيا في ظل رئاسته للاتحاد الإفريقي، ترأس خلالها مع نظيره الروسي أعمال القمة الروسية الأفريقية الأولى في أكتوبر 2019، عودة الطيران الروسي إلى شرم الشيخ والغردقة في أغسطس 2021 بعد توقف دام 6 سنوات، وتدشين آلية الحوار الاستراتيجي (2+2)

السياسة الخارجية تجاه دائرة الأمريكتين :

نجحت السياسة الخارجية المصرية في تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، استئناف الحوار والتعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية في أغسطس 2015، تصدر مصر قائمة الدول الأفريقية المستقبلة للاستثمارات الأمريكية المباشرة، زيارة الرئيس إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 2017 تلبية لدعوة الجانب الأمريكي . وقام رئيس مجلس الوزراء بزيارة هامة لواشنطن في أكتوبر 2019، وتم تكثيف الزيارات التبادلية مع كندا والدول اللاتينية لتطوير العلاقات الثنائية بمختلف المجالات، دخول اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين مصر وتجمع دول الميركسور حيز النفاذ منذ سبتمبر 2017 .

أبرز الإشادات بالسياسة الخارجية المصرية :

-الرئيس الأمريكي جو بايدن في كلمته تعقيبا على أحداث العدوان على قطاع غزة: أعرب عن خالص أمانيه للرئيس السيسي وكبار المسؤولين الذين لعبوا دورًا حاسمًا في هذا الجهد الدبلوماسي، الذي ساعد في وقف إطلاق النار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني .

-الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: توضح علاقاتنا المنتظمة جودة الشراكة الاستراتيجية التي تربط كلا البلدين، كما أن التسلسل الطويل للعمل الذي قمنا به جعل من الممكن تعميقها .

-الرئيس الروسي فلاديمير بوتين : هناك علاقة صداقة بين البلدين، ومصر بالنسبة لروسيا شريك إستراتيجي لا غنى عنه .

-المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل: مصر وألمانيا يربط بينهما تاريخ طويل وخاص، وتلعب مصر اليوم دورًا هامًا في كل المنطقة .

-رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس: العلاقات بين مصر واليونان علاقات وثيقة وتاريخية، ويتم دعمها في الوقت الحالي بالتعاون بين حكومتي البلدين، لأن مصر واليونان يخدمان دائما الثوابت غير المتغيرة في البحر المتوسط، ويريدان أن يربط البحر المتوسط بين الشعوب ولا يفرق بينه .

-رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد: العلاقات بين الإمارات ومصر عميقة وتاريخية، مصر كان لها موقع متميز في قلب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، وكان يعدها قلب العالم العربي، وقد أثبتت السنوات الماضية مدى متانة العلاقات وقوتها وحصانتها في جانبها الشعبي .

-رئيس كازاخستان قاسم جومارت توقايف : “مصر تعد اليوم دولة قوية في العالم على الصعيدين السياسي والاقتصادي. كما تلعب دورا مهما بالنسبة لكازاخستان وتتبوأ مكانة كبرى في العالم العربي والقارة الإفريقية .”

-ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: العلاقة السعودية المصرية علاقة صلبة في أعمق جذور العلاقات بين الدول، لا تتأثر بأي شكل من الأشكال .

-رئيس وزراء إيطاليا الأسبق جوزيبي كونتي : تحرص الحكومة الإيطالية علي ترسيخ ودفع العلاقات مع مصر بالإضافة الي استمرار التنسيق إزاء القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك خاصة في ظل الدور المحوري الذي تضطلع به مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط .

-مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الهجرة والمواطنة والشئون الداخلية ديميتريس أفراموبولوس: نثمن الجهود المصرية لوقف الهجرة غير الشرعية، كما أكد أن مصر تعتبر نموذجاً للاستقرار والنمو في المنطقة، في حين أشار المستشار النمساوي سيباستيان كورتز إلى دور مصر الهام في مكافحة الهجرة غير الشرعية .

– قداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان : نقدر تأكيد الرئيس السيسي مرارا علي ضرورة التبرؤ من أيديولوجية الشر والعنف والتطرف من أجل بناء الحضارة

-مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، مصر تمتلك إطارًا تشريعيًا شاملًا لمكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين، حيث تبنت قانونًا تأسست على إثره اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر، إلى جانب قانون آخر يتعلق بالاتجار بالبشر.

-ميكو هالجالس» سفير استونيا بالقاهرة: مصر تتعامل بحكمة مصر مع الهجرة غير الشرعية والتعاون مع الاتحاد الأوروبي من هذا الملف.

زر الذهاب إلى الأعلى