...

أهل غزة يشربون ماء البحر.. بسبب استمرار الحرب

“أنا شربت ميه حلوة أخيراً” قالتها إحدى سيدات غزة بصوت مبتهج ممزوج بتنهيدة، وهي تتحدث إلى ابنها في اليوم الرابع والعشرين من اندلاع الحرب في غزة.

كان حديثها معه عبر الهاتف، بعد أن دمرت الحرب منزلهم، فصارت هي مقيمة في مكان، وابنها خالد في مكان آخر.

تمكن خالد من الاطمئنان على والدته “بعد 50 محاولة للاتصال”، في ظل صعوبة التواصل داخل غزة عبر الهاتف، ونشر تفاصيل المكالمة على حسابه على فيسبوك.
نجحتُ في الوصول إلى خالد، وسألته عن استخدامه للمياه، لكنه تجاهل سؤالي وحدثني عن أن الوضع كارثي للغاية، وأكبر من أن تصفه الكلمات.
ألححتُ عليه في السؤال، فأجابني بسؤال استنكاري باللهجة الفلسطينية: “شو يعني ماء؟”
وأضاف شارحاً حاله هو ومن حوله: “أكثر من 25 إنساناً يتشاركون زجاجتَيْ ماء كل فترة طويلة. والمياه التي نشربها في أغلب الأحيان غير صالحة للشرب. وأحياناً نملأ الزجاجات من ماء البحر”.
“مياه الشرب تهدد صحة أطفالي”
“أطفالي يعانون من تقلصات في المعدة وقيء وإسهال، اكتشفتُ أن السبب هو الماء الذي نشربه يومياً والذي نقف في طوابير لساعات لنحصل عليه”.

هذا ما قالته إيمان بشير، وهي أمٌ لثلاثة أطفال، موضحة أنها منذ نزوحها إلى جنوب قطاع غزة، مبتعدةً عن نيران الحرب التي تدور رحاها في الشمال، وهي تعاني للحصول على ماء نظيف بلا جدوى.

وكتبت إيمان على موقع إكس، تويتر سابقاً، أنها كانت تُرجِع ما أصاب أطفالها من أعراض مرض، إلى النوم على الأرض أو تغير الطقس، لكنها فوجئت حين علمت أن مياه الشرب هي السبب.

وأعربت إيمان عن خوفها من تدهور صحتها هي وأطفالها لا سيّما في ظل قلة الخدمات الطبية، مضيفة: “علمتُ للتو أن هذا قد يؤدي إلى تليف الكبد والفشل الكلوي، ونحن نشرب من هذه المياه منذ 15 يوماً!”

زر الذهاب إلى الأعلى