...

الحرب النووية.. هل يتجنب العالم الصدام فى الفضاء؟

تقترح الولايات المتحدة واليابان إصدار قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يهدف إلى إعادة التأكيد على الالتزام الدولي بمعاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967.

وتحظر المعاهدة نشر واستخدام الأسلحة النووية في الفضاء.

وتأتي هذه المبادرة وسط مخاوف بشأن احتمال قيام روسيا بتطوير أسلحة مضادة للأقمار الصناعية ذات قدرة نووية.

وظهرت معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، التي صدقت عليها 114 دولة بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا، بسبب المخاوف بشأن عواقب التجارب النووية التي أجريت في الفضاء في أوائل الستينيات، حيث إن الاختبار النووي “ستارفيش برايم”، الذي أجري في عام 1962، كشف عن الآثار الضارة للانفجارات النووية في الفضاء.

والاختبار النووي “ستارفيش برايم” عبارة عن تفجير نووي على ارتفاعات عالية أجرته الولايات المتحدة في 9 يوليو 1962، وكان جزءا من سلسلة من التجارب النووية التي تم إجراؤها خلال حقبة الحرب الباردة، وتضمن الاختبار تفجير رأس حربي نووي حراري على ارتفاع حوالي 400 كيلومتر (حوالي 250 ميلا) فوق جزيرة جونستون المرجانية في المحيط الهادئ.

وكان الغرض من الاختبار هو دراسة آثار انفجار نووي في الغلاف المغناطيسي للأرض والغلاف الأيوني، وخاصة النبض الكهرومغناطيسي (EMP) الناتج عن مثل هذا الانفجار، حيث أدت النبضات الكهرومغناطيسية الناتجة عنه إلى تعطيل البنية التحتية الكهربائية على مساحة واسعة، مما تسبب في فشل في إنارة الشوارع وأنظمة الاتصالات والأجهزة الإلكترونية الأخرى، حتى في أماكن بعيدة مثل هاواي، على بعد حوالي 1000 كيلومتر (620 ميلاً) من موقع الانفجار.

ويقول مايكل مولفيهيل، نائب رئيس جامعة تيسايد البريطانية في مقال نشره بموقع “ذا كونفرسيشن”، إنه “اليوم، مع وجود ما يقرب من 10 آلاف قمر صناعي نشط في المدار، بما في ذلك البنية التحتية الحيوية التي تدعم جوانب مختلفة من الحياة اليومية والعمليات العالمية، فإن تداعيات أي هجوم نووي في الفضاء ستكون بعيدة المدى”.

ويضيف أن “التدمير المحتمل للبنية التحتية الفضائية لن يؤثر على الحياة على الأرض فحسب، بل سيؤثر أيضا بشكل غير متناسب على الدول الضعيفة التي تعتمد على الأنظمة الفضائية للخدمات الأساسية”.

ويؤكد مولفيهيل على أهمية إعادة التأكيد على الالتزام الدولي بمعاهدة الفضاء الخارجي لمنع عسكرة الفضاء والتخفيف من المخاطر العشوائية التي يفرضها نشر الأسلحة النووية في الفضاء، ودعم الالتزامات الدولية والحماية من تصاعد التهديدات النووية في مجال استكشاف الفضاء واستخدامه.

زر الذهاب إلى الأعلى