...

سلامة الرقيعي:قبيلة الدواغرة ساهمت في المجهود الحربي حتى عودة سيناء إلى حضن الوطن

نائب الدواغرة السابق: القبيلة تعاونت مع القوات المسلحة في تحرير سيناء و استشهد 15 من أبناءها في مكافحة الإرهاب 

كتبت منار سالم

 

ما بين فاجعة هزيمة الجيش المصرى فى يونيو 1967 واحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء، وتحقيق النصر العسكرى الكبير للجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973 وما تلاه من انتصار سياسى فى مسار المفاوضات حتى رحيل آخر جندى إسرائيلى عن أرض سيناء وعودتها إلى السيادة المصرية كاملةً فى 25 إبريل 1982، ما بين الهزيمة والنصر كانت هناك ملحمة عسكرية وإنسانية عظيمة تقع أحداثها على رمال سيناء، لاسيما أثناء حرب الاستنزاف.

 

لم تستسلم مصر يومًا للهزيمة، ففى الوقت الذى كان وزير الدفاع الجديد آنذاك الفريق محمد فوزى يبنى الجيش من جديد على الجانب الغربى من القناة، كانت المخابرات الحربية المصرية تنفذ ضربات موجعة ومتلاحقة على الضفة الشرقية للقناة. وقد كان المصريون من أهالى سيناء هم رجالها خلف خطوط العدو فى عمق سيناء.

و من بين تلك القبائل قبيلة الدواغرة التي كان لنا حوار مع أحد أبنائها و هو، النائب السابق لمجلس النواب بمحافظة شمال سيناء سلامة الرقيعي.

 

ما هو الدور الوطني لقبيلة الدواغرة في تحرير سيناء؟

 

قبيلة الدواغرة ساهمت في المجهود الحربي والتعاون مع القوات المسلحة والأجهزة المعنية قبل وأثناء إحتلال سيناء حتى تم تحريرها فكان عدد من أبناء القبيلة عيونا تراقب أعمال العدو وتحركاته وتمد المخابرات المصرية بالمعلومات التي ساعدت على إنتصارات أكتوبر ٧٣ وتحرير سيناء

كما أن عددا منهم قاموا بتنفيذ أعمال نوعية ضد العدو في معسكراته وتحركاته

 

وشاركت القبيلة في تسهيل وحماية الضباط والجنود المصريين أثناء الإنسحاب في حرب ٦٧ وتسليمهم للمخابرات الحربية في بورسعيد في ذلك الوقت وعن طريق ركوبهم اللنشات البحرية من بوغاز رقم ١ على بحيرة البردويل مما ساهم في تقليل الخسائر في الأفراد.

كما ساهمت القبيلة في مكافحة الإرهاب بالتعاون مع القوات المسلحة حيث استشهد عدد من أبنائها تجاوز ال ١٥ شهيدا، إضافة إلى تكريم عدد من أبناء القبيلة وحصولهم على أنواط الامتياز من الطبقة الأولى لمساهمتهم مع الدوله في الأعمال الحربية.

 

ما هى مشاريع التنمية المستدامة التي حدثت في سيناء؟

 

المشاريع التنموية التي تهدف إلى استدامة التنمية بسيناء منها على سبيل المثال:

إنشاء عدد ٢٧ تجمعا تنمويا زراعيا صناعيا وصيد في شمال وجنوب سيناء يهدف إلى التوطين وجذب السكان، وإنشاء عدد من الطرق الطوليه والعرضية في شبه جزيرة سيناء وربطها بأنفاق قناة السويس مما أدي إلى تسهيل الحركة وإنهاء العزله، وإنشاء وتأهيل عدد من الموانئ البحرية كميناء العريش ونويبع فضلا عن بدء إنشاء خط سكك حديدية للربط بينهما لخدمة التنمية وربط مناطق الصناعات في وسط وشمال وجنوب سيناء بتلك الشبكة، وتجهيز وإنشاء وتأهيل عدد من المطارات كمطار البردويل بوسط سيناء ومطار العريش وسانت كاترين فضلا عن مطار شرم الشيخ مما ساعد على وضع سيناء كنقطة إتصال تنموية وسياحية، كما يوجد المشروع الزراعي الذي يهدف إلى زراعة ٤٥٠ ألف فدان على ترعة الشيخ جابر الصباح والمياه المنصرفة من محطة المعالجة الثلاثيه لمياه بحر البقر الواقعه شرق القناه.

 

كيف اندمجت القبيلة في المجتمع المصري كجزء أصيل؟

 

القبيلة لها انتشار واسع على مستوى الجمهورية ومن هم في سيناء جزء من الكل وبالتالي حالة الاندماج في المجتمع متوافرة منذ القدم كجزء أصيل من المكون الإجتماعي للدولة المصريه بتنوعها وتناغمها الذي قد لايتوافر في دول أخرى كما هو متوافر في مصر.

 

ما أبرز عادات و تقاليد القبيلة التي تميزها عن غيرها؟

 

قبيلة الدواغره لها عادات وتقاليد تتشابه في معظمها مع القبائل الأخرى كالجود وقرى الضيف ونجدة الملهوف والتعاون مع مفردات المجتمع وأجهزة الدولة في كافة مناحي الحياة.

كما يميز القبيلة الترابط الأسري وفض النزاعات دون تطورها ومد يد العون للمحتاج ولها عادات في الأفراح بتعاون أفراد القبيلة في إقامة الأفراح لأبناءها كنوع من المشاركه بنحر الذبائح وتجهيز لوزام العرس ومثلها في حالات الوفاه أو أداء فريضة الحج ولها مقاعد ودواويين تمثل مقر ومجالس لعائلات القبيلة يجتمعون فيها لدراسة شئونهم وتتبع أحوالهم.

 

هل هناك قصة إنسانية شهيرة حدثت في القبيلة؟

 

قصة خالي المجاهد عوده حسن غنمي، وقد كتب إبنه نبذه مختصره عنه هذا الرجل والدي عوده حسن غنمي من قبيلة الدواغره في عام ١٩٦٨ بعد إجلاء آخر قوات من سيناء وهو أحد قادة الأفرع الرئيسيه للقياده العامه للقوات المسلحه المصريه وكان برتبة عميد وأصيب بكسر مضاعف بالساق الأيمن وتم تسليمه للفرقه ٧٥ ببورسعيد حيث طلبت منه قيادة المخابرات الحربيه أن يقوم بتجنيد عدد ١٠٠ فرد من شرفاء القبائل البدويه بسيناء ويكون مقابل ١٠٠ عنصر من عناصر المخابرات الحربيه ويتم التعامل معهم علي أنهم تجار مواشى وإبل يتجولون بحريه كامله استخرجت لهم بطاقات إثبات الشخصيه بأسماء مستعاره ومن ضمن تلك المجموعه عنصر برتبة مقدم اخترق أخطر جهاز في العالم آن ذاك و هو جهاز الموساد حيث أنه عمل مشرف طرق بالإداره الوطنيه للطرق من منطقة مزار وحتي منطقة القنطره مركز القياده وكان والدي عوده حسن غنمي رئيس عمال الطرق وكان قائد منطقة غرب العريش كولونيل إسرائيلي يدعي ابوجلال وكان يهودي يمني وفي فترة من ١٩٦٨ الي١٩٧٢ تم تصوير جميع نقاط المدد الحيوي لمخازن المخزون الإستراتيجي للحرب الإسرائيليه ومن أبرز عناصر تلك المجموعه إبن خلف،أبو صلاح، محمد اليماني ،اشلاش، عوده حسن، سلامه عايد فرحان أبو فرحان وهؤلاء بمساندة باقي المجموعات التي عملت داخل العمق اليهودي حيث تم تدمير مطار بالوظه والمخصص لهبوط طائرات الإمداد والتموين أثناء الحرب ومطار مصفق وضرب مدرج هبوط الطائرات بمطار العريش، قطع الطريق الدولي تل ابيب – القنطره وفصله نهائي بقطر ٣٠متر ٥٠ عمق وكان ذلك مساء حرب أكتوبر المجيدة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى