...

مدبولى: مصر لن تتأخر أبدا وسيستمر إرسال المساعدات لأهالينا فى غزة

أطلق الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، صباح أمس السبت، قافلة صندوق تحيا مصر تحت شعار «نتشارك من أجل الإنسانية»، محملة بمختلف المساعدات الإغاثية والإنسانية لدعم الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة، وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالوقوف جنبا إلى جنب مع الشعب الفلسطينى الشقيق.

وفور إعلان رئيس مجلس الوزراء إشارة البدء، انطلقت القافلة مُحملة بكل الأجهزة والمستلزمات الطبية وكميات ضخمة من الدعم الغذائى لإغاثة أهل غزة.

190 شاحنة بها أكثر من 2510 أطنان تحتوى على كل الاحتياجات الملحة والضرورية

وشاهد الدكتور مصطفى مدبولى ومرافقوه فيلما تسجيليا عن محتويات قافلة الإغاثة الشاملة، ثم قام بجولة تفقدية على أرض الواقع لمكونات القافلة والمعدات التى تم استخدامها فى تغليف المحتويات، كما توجه لتفقد سيارات المستلزمات الطبية، وكذا عدد من سيارات القافلة وهى تسير فى طريقها متجهة لأشقائنا فى غزة، كما تفقد عددا من سيارات الإسعاف الموجودة ضمن القافلة.

وأعرب رئيس الوزراء، أثناء مرور سيارات القافلة من أمام المنصة الرئيسية للفعالية، عن سعادته لحضوره هذه الفعالية المهمة التى تشهد إطلاق أكبر قافلة إغاثة شاملة موجهة لأشقائنا فى قطاع غزة، والتى تأتى تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بشأن إرسال قافلة شاملة مُحمّلة بكمياتٍ ضخمة من المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين فى قطاع غزّة، ومؤازرته فى ظروفه العصيبة الحالية، مؤكدا أن الدولة المصرية لا تدخر جهدا فى سبيل الوقوف بجانب الشعب الفلسطينى الشقيق، وتقديم مختلف أشكال المساعدات الإنسانية للأشقاء فى قطاع غزة، الذين يواجهون هذه الظروف الأليمة.

مصر الشقيقة الكبرى

و أشار مدبولى إلى أن القافلة تتكون من أكثر من 190 شاحنة، وتحمل أكثر من 2500 طن من المساعدات لأهالينا فى غزة، لافتا إلى أن الظرف الإنسانى الذى يعانى منه أهالى غزة حاليا، كان محفزا لمختلف أبناء الشعب المصري، وكذا المؤسسات المصرية، لتنطلق بأقصى قدراتها لتقديم المساعدات لأهالينا وأشقائنا فى قطاع غزة.

كما نوه الدكتور مصطفى مدبولى إلى أن أكثر من ثلثى المساعدات التى وصلت حتى الآن إلى قطاع غزة كان مصدرها من مصر، والثلث الآخر جاء مساهمات من باقى شعوب العالم مجتمعة، وفى هذا الصدد قال رئيس الوزراء: «إن هذا ليس على سبيل المفاخرة، بل هو رد فعل تلقائى وطبيعى من الدولة المصرية بمختلف مؤسسات وأبناء شعبها».

ووجه رئيس الوزراء الشكر لصندوق «تحيا مصر» على تنظيم هذه القافلة، وإدارتها والمساهمة فيها، وكذا الجهات المختلفة المشاركة مع الصندوق سواء التابعة منها للدولة أو للمجتمع المدنى، أو من المواطنين، مشيرا إلى المكونات المتنوعة لهذه القافلة، وما تتضمنه من أدوية ومواد غذائية، ومستلزمات طبية، وسيارات إسعاف، وكذا معدات طبية لازمة للعمليات الجراحية.

وأكد رئيس الوزراء على دور مصر المحورى فى التعامل مع هذه الأزمة العالمية غير المسبوقة، ويُقدر العالم كله الدور الكبير الذى تقوم به مصر فى هذا الشأن، مضيفا: لن نتأخر أبدا، وسوف تستمر هذه المساعدات لأهالينا فى غزة، بالإضافة إلى أننا نستقبل، بصورة منتظمة وبقدر الإمكان، الجرحى الذين يحتاجون لتدخلات طبية، ونحاول أيضا بقدر المستطاع إيصال كل المستلزمات الطبية التى يحتاجونها.

مساعدات إنسانية شاملة للأشقاء الفلسطينيين فى غزة

وقال رئيس الوزراء: على قدر عظم المشكلة والتحدى الماثل فى تلك الأوضاع، يأتى قدر وقوف مصر قيادة وحكومة وشعبا مع أهالينا فى قطاع غزة، موضحا أن التحدى الكبير القائم اليوم والمتمثل فى «المعايير المزدوجة» التى يتم بها النظر إلى المشكلات والتحديات الإنسانية فى الأزمات، يؤكد ضرورة فَهم أبعاد القضية العالمية، وكيف ينظر العالم اليوم إلى هذه المشكلة، وما هى الرؤى للتعامل معها.

وقال مدبولى فى هذا السياق: هناك رسائل مهمة جدا يجب أن نتعلمها كمصريين من تلك القضية الكبيرة؛ فالدولة المصرية فى ضوء قوتها واستمرارها فى تحقيق النمو والتنمية سنكون قادرين، ليس فقط على المستوى المحلى ولكن أيضا على المستويين الإقليمى والدولى، على فرض «ما يمليه عليه ضميرنا».

واختتم رئيس مجلس الوزراء كلمته بقوله: فى النهاية أود أن أوجه الشكر لكل من قام بالمساهمة فى تنظيم هذه القافلة الكبيرة، بدءا من صندوق تحيا مصر، وأمين عام الصندوق، اللواء أحمد على رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، وكل الوزراء الموجودين، والمؤسسات التى شاركت ومنها الهلال الأحمر وبيت الزكاة والجمعيات الأهلية، وكذا المواطنين المصريين الذين تبرعوا عينيا أو نقديا، للمساهمة فى تحرُك تلك القافلة الكبيرة، مؤكدًا أنه سوف تتحرك قوافل أخرى فى الفترة القادمة.

وقال مدبولى: كل ما نأمله أن تنتهى هذه الأزمة الإنسانية فى أسرع وقت ممكن.

واستمع الدكتور مصطفى مدبولى لشرح من تامر عبدالفتاح، المدير التنفيذى لصندوق تحيا مصر، حول القافلة ومكوناتها، حيث أشار إلى أنها تتضمن 190 شاحنة بها أكثر من 2510 أطنان تحتوى على كل الاحتياجات الملحة والضرورية، وفى مقدمتها القافلة الطبية والتى تمثل أهمية قصوى للقطاع الطبى فى غزة، لعلاج مئات الآلاف من الجرحى والمصابين.

وأشار المدير التنفيذى للصندوق إلى أن القافلة الطبية تشمل الأجهزة الطبية مثل «أجهزة صدمات القلب وفحص الدم، وقياس سكر وضغط، وتنفس نيبوليزر، وقياس حرارة عن بعد، وأجهزة ضغط ديجيتال، وأجهزة قياس ومنظمات الأكسجين» وأَسِرَّة العناية المركزة والمراتب الطبية، والخيوط الجراحية والمخدر ، والمحاليل الوريدية، ومستلزمات للطوارئ وغرف العمليات والكسور، وأدوية الأمراض المزمنة، وأدوية الأورام والكلى والمخ والأعصاب، والمسكنات والمضادات الحيوية والحقن، وأدوية لعلاج الحروق من الدرجات: الأولى والثانية والثالثة، وبدل طبية متعددة الاستخدام، وقفازات طبية، وأكياس قطنية، وكمامات، وزجاجات كحول، فضلا عن سيارتى إسعاف مجهزتين بأحدث الأجهزة والمعدات؛ لإتمام عمليات الإنقاذ للجرحى وتجنب تدهور وضع المرضى أو فقدانهم لحياتهم.

وأضاف أن القافلة الإغاثية الشاملة شملت أيضا 1613 طنا من المواد الغذائية الجافة والأطعمة صالحة للتناول بدون طهى مثل: «التونة، واللحوم المعلبة، والمربى، والحلاوة، والأجبان، وعسل النحل، والتمور، والبسكويت، والفول المعلب، والخضار المعلب، والطحينة، والبطاطا الحلوة، ورقائق البطاطس، والشعرية سريعة التحضير، والحلويات المعلبة»، بالإضافة إلى المياه المعدنية والألبان والعصائر والملابس والبطاطين والمراتب والسجاد والأغطية والمنظفات والمطهرات، والمولدات الكهربائية وكشافات الإضاءة.

وفى الإطار نفسه، أوضح تامر عبد الفتاح أن قافلة صندوق تحيا مصر أولت اهتماما كبيرا بالنساء خاصة الحوامل والمرضعات وكذا الأطفال فى ظل الوضع المتردى ونقص الإمدادات من المياه والغذاء، وهو ما يسبب سوء التغذية والجفاف، حيث تضمنت القافلة أدوية الأطفال والرضع، وألبان وغذاء الأطفال، وحفاضات من مختلف القياسات، والأدوية المهمة أثناء الحمل، ومستلزمات كبار السن، لتوفير الرعاية على النحو الملائم فى ظل هذه الظروف القاسية التى يعيشونها، ويجرى ترتيب دخول المساعدات وفقا لمتطلبات الهلال الأحمر الفلسطينى، حسب الأولويات والاحتياجات لأهل قطاع غزة.

كما لفت إلى حرص الصندوق على تخفيف وطأة المعاناة الإنسانية التى يتعرض لها الأشقاء الفلسطينيون فى قطاع غزة، وقال: كان للمتطوعين من الشباب والفتيات أثر إيجابى بدافع تحمل المسؤولية وتقديم الخدمة الإنسانية، حيث لم يدخروا جهدا فى تقديم المساعدة والدعم فى حدث استثنائى، يتطلب المشاركة من الجميع، حيث كانوا يعملون بشكل متواصل لإعداد أكبر قافلة مساعدات شاملة بكل الإمدادات من الاحتياجات الأساسية والإنسانية لأهل فلسطين.

وأعلنت الدكتورة نيفين القباج  وزيرة التضامن الاجتماعى حجم المساعدات الإنسانية المقدمة من جمهورية مصر العربية إلى قطاع غزة حتى الآن، حيث بلغت أكثر من 11200 طن مواد غذائية وأدوية ومستلزمات طبية ومراتب ومياة وخيام وغيرها من المساعدات والاحتياجات للأهالى فى غزة وأن حجم المساعدات من مصر لغزة يمثل أكثر من ثلاثة أضعاف حجم المساعدات المقدمة من 30 دولة حيث بلغ حجم مساعدات الدول 3 آلاف طن .

وأضافت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن لـ«اليوم السابع»، أنه يتم التنسيق مع صندوق تحيا مصر وجمعية الهلال الأحمر المصرى من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وأن قافلة المساعدات الإنسانية لصندوق تحيا مصر تتضمن 2510 أطنان، وأبدت الوزيرة فخرها بموقف القيادة السياسية المصرية من الأزمة بما يحفظ للشعب الفلسطينى حقه فى تقرير مصيره، وبالدعم القوى المقدم من كل مؤسسات الدولة والتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموي، ومن الشعب المصرى.

تحيا مصر يدعم غزة

وحضر فعالية انطلاق القافلة، اللواء أركان حرب أحمد على، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، أمين صندوق تحيا مصر، والدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، ونيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، واللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، والدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، واللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، والدكتورة سحر نصر، المدير التنفيذى لبيت الزكاة والصدقات المصري، واللواء بهاء الدين زيدان، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد و التموين الطبي، والدكتور رامى الناظر، المدير التنفيذى للهلال الأحمر المصري، بالإضافة إلى عدد من كبار المسئولين والشخصيات العامة ورجال الأعمال والعمل الخيرى فى مصر.

تجدر الإشارة إلى أن صندوق تحيا مصر قام بإطلاق قافلة مساعدات إنسانية لقطاع غزة فى عام 2021 ، تتضمن أكثر من 130 حاوية محملة بأكثر من 3 آلاف طن من المواد الغذائية الجافة والمستلزمات الطبية.

و يُذكر أن قوافل دعم قطاع غزة تعد أحد أنشطة المحور الاستراتيجى «مواجهة الكوارث والأزمات»، لرفع المعاناة عن المتضررين وتدعيم روح التكافل والتضامن بين الشعوب وتعظيم دور المجتمع المدنى فى شتى المجالات.

زر الذهاب إلى الأعلى