...

تعرف على رحلة نافالني أشهر معارض روسي بين السم والسجن وأخيرا الموت

أعلنت مصلحة السجون الروسية وفاة أهم زعيم معارض في روسيا طوال العقد الماضي، أليكسي نافالني (47 سنة).
وكان نافالني، الذي اعتبره كثيرون أشد منتقدي الرئيس فلاديمير بوتين، يقضي حكما بـ 19 سنة، في سجن ناءٍ في المنطقة القطبية الشمالية، إثر إدانته بتهمة “التطرف”، التي اعتبرت على نطاق واسع بأنها تهمة “ذات دوافع سياسية”.
وأفادت سلطات السجون لمنطقة ياما في القطب الشمالي بأن “السجين نافالني شعر بوعكة بعد نزهة وغاب عن الوعي بشكل شبه فوري.. وأكدت فرق الإسعاف وفاة السجين ويجري التثبت من أسباب الوفاة”.
وأضافت أن “كل إجراءات الإنعاش اتخذت لكن لم تعط نتائج إيجابية”.
وُلد أليكسي نافالني في 4 يونيو 1976 في منطقة بايتن بموسكو، ودرس القانون وتخرج في جامعة الصداقة بين الشعوب في موسكو عام 1998، وأصبح زميلا (زائرا) في جامعة ييل الأمريكية في عام 2010، وكان نافالني ناشطا في مجال مكافحة الفساد، والوجه الأبرز لمعارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وحاز المدون على متابعة ملايين الروسيين على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد تمكن من إيصال بعض مؤيديه إلى المجالس المحلية في سيبيريا في انتخابات 2020.

وصف نافالني حزب “روسيا المتحدة” الذي يتزعمه بوتين بـ “المحتالين واللصوص”، واتهم بوتين بأنه “يمتص دم روسيا” عبر “دولة إقطاعية” تحصر وتركز السلطة في الكرملين.
كما قاد احتجاجات في عموم البلاد ضد السلطات. لكنه لم يتمكن من تحقيق، ما يعد على الأرجح، حلمه الأكبر في تحدي بوتين في صناديق الاقتراع.
فقد مُنع من الترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2018 بسبب إدانته في محكمة روسية بتهمة الاختلاس.
ونفى نافالني بشدة الاتهامات الموجهة إليه، قائلاً إن مشاكله القانونية كانت انتقاما للكرملين منه بسبب انتقاداته الشديدة.
كانت معركة نافالني ضد الرئيس الروسي، 71 سنة، معركة شخصية من الدرجة الأولى: فقد اتهم بوتين بإصدار أوامره لعملاء الدولة السريين بتسميمه في هجوم كاد أن يقتله في أغسطس 2020.
وتدهورت صحة نافالني وهو على متن طائرة فوق أراضي سيبيريا ونقل إلى المستشفى في أومسك، بعد الاشتباه في تسممه. ودخل في غيبوبة. وأقنعت جمعية خيرية مقرها ألمانيا، المسؤولين الروس بالسماح لها بنقله جواً إلى برلين من أجل تلقي العلاج.
وفي النهاية، كشفت الحكومة الألمانية في 2 سبتمبر 2020 أن الاختبارات التي أجراها الجيش وجدت “دليلًا لا لبس فيه على وجود عامل أعصاب كيميائي حربي من مجموعة نوفيتشوك”.
ونوفيتشوك هو السلاح الكيميائي الذي كاد أن يقتل الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا في سالزبري في إنجلترا في مارس 2018. وقد توفيت امرأة إنجليزية أيضا في وقت لاحق جراء تعرضها للمادة السامة.
ونفى الكرملين في ذلك الوقت أي دور للدولة في الهجوم على نافالني – الذي يتجنب بوتين دائمًا ذكر اسمه علناً – وينفي المزاعم المتعلقة بتسميمه بنوفيتشوك.
لكن بوتين، اعترف بوضع بلاده لنافالني تحت المراقبة، وقال إن ذلك كان مبرراً بأن جواسيس الولايات المتحدة كانوا يقدمون المساعدة للمدون حسب زعمه.
وأشار تقرير استقصائي قامت به مجموعة التقصي بيلينجكات إلى قيام جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (إف إس بي) بتتبع نافالني على الرغم من النفي الرسمي. وسمت بيلينجكات عملاء يشتبه في قيامهم بتسميم نافالني.
بعد ذلك، تخفّى نافالني، متظاهراً بأنه مسؤول أمني روسي كبير في اتصال عبر الهاتف بأحد العملاء وسجل اعترافاً من هذا العميل.
وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض عقوبات على ستة مسؤولين روس كبار ومركز أبحاث أسلحة كيميائية روسي، متهما إياهم بالتورط المباشر في تسميم نافالني. وردت روسيا بفرض عقوبات مقابلة.

وكانت هناك هجمات سابقة على نافالني: ففي عام 2019 ، شخصت إصابته بـ “التهاب الجلد التماسي” أثناء وجوده في السجن، حيث أشار طبيبه وقتها إلى أنه ربما تعرض لـ “عامل سام”.
كما اُستهدف مرتين بصبغة خضراء مطهرة تعرف باسم “زيليونكا” وتعرض لحروق كيميائية في أحد عينيه.
كان على نافالني السفر على متن القطار لمدة 12 ساعة ذهاباً وإياباً لحضور جلسة المحكمة في كيروف.
على الرغم من أن نافالني، كان شوكة في خاصرة الكرملين لفترة طويلة من الزمن، لكن لديه أيضاً منتقدين ضمن جماعات المعارضة، لأسباب مختلفة ليس أقلها ما يراه البعض نزعنه القومية الروسية.

زر الذهاب إلى الأعلى