...

في اليوم الـ108.. تفاصيل «خطة الـ90 يوما» لإنهاء حرب غزة

يترقب سكان قطاع غزة بارقة أمل تدفع بالحرب إلى نهايتها، بعد مرور ٣ أشهر من الدمار من قبل قوات الاحتلال على القطاع.

بارقة قد تلوح بالأفق مع حديث عن خطة تعمل عليها الولايات المتحدة ودول عربية تهدف إلى إنهاء الحرب خلال فترة زمنية محددة.

هذا ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، عن دبلوماسيين مشاركين في هذه العملية.

ووفق الصحيفة. فإن الولايات المتحدة ومصر وقطر تضغط على إسرائيل وحماس للانضمام إلى عملية دبلوماسية مرحلية تبدأ بالإفراج عن الرهائن، وتؤدي في النهاية إلى انسحاب القوات الإسرائيلية وإنهاء الحرب في غزة.

واقترح الوسطاء خطة مدتها 90 يوما من شأنها أن توقف القتال أولا لعدد غير محدد من الأيام حتى تقوم حماس أولا بإطلاق سراح جميع الرهائن المدنيين الإسرائيليين.

في المقابل، تفرج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين، وتسحب قواتها من بلدات ومدن غزة، وتسمح بحرية الحركة في القطاع، وإنهاء مراقبة الطائرات بدون طيار ومضاعفة كمية المساعدات التي تدخل إلى القطاع، وفقا للخطة.

وفي المرحلة الثانية، ستقوم حماس بإطلاق سراح الجنديات الإسرائيليات وتسليم الجثث، بينما تطلق تل أبيب سراح المزيد من المعتقلين الفلسطينيين.

وتشمل المرحلة الثالثة إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين والرجال في سن القتال الذين تعتبرهم حماس جنودا، وفقًا لمسؤولين مصريين، بينما ستعيد إسرائيل نشر بعض قواتها خارج الحدود الحالية لقطاع غزة.

هل وافق طرفا الصراع؟

لم يوافق أي من طرفي الصراع على شروط الاقتراح الجديد، الذي يتضمن خطوات “تتعارض مع المواقف المعلنة لإسرائيل وحماس”.

وقال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لحركة حماس، إنه لم يحدث تقدم حقيقي، ولم يستجب المسؤولون الإسرائيليون لطلب التعليق.

غير أن الأشخاص المطلعين على المحادثات قالوا إن إسرائيل وحماس على الأقل مستعدتان مرة أخرى للمشاركة في المناقشات بعد أسابيع من المحادثات المتوقفة في أعقاب انتهاء آخر وقف لإطلاق النار في 30 نوفمبر/تشرين الثاني.

وهو ما كشف عنه  أحد الأشخاص المطلعين على المحادثات، بأنه من المقرر أن تستمر المفاوضات في القاهرة خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن “الوسطاء يعملون الآن على سد الفجوة”.

صفقة شاملة

ويمثل الاقتراح الجديد، نهجا جديدا لنزع فتيل الصراع، يهدف إلى جعل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين اختطفتهم حماس، يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، “جزءا من صفقة شاملة يمكن أن تؤدي إلى إنهاء الأعمال العدائية”. وفق الصحيفة.

وفي نوفمبر، استمر توقف القتال لمدة أسبوع، ورافقه تبادل 100 رهينة إسرائيلية في غزة مقابل أكثر من 300 أسير فلسطيني تحتجزهم إسرائيل في سجونها.

وقال مسؤولون مصريون إن المفاوضين الإسرائيليين واصلوا الضغط من أجل وقف القتال لمدة أسبوعين للسماح بتبادل الرهائن والأسرى، وكانوا مترددين في مناقشة الخطط التي تنص على وقف دائم لإطلاق النار.

موقف السنوار

من ناحية أخرى، تسعى حماس إلى تحقيق أقصى استفادة من الأسرى الذين تحتجزهم، ولا تريد سوى مبادلتهم بآلاف المعتقلين الفلسطينيين، ووقف دائم لإطلاق النار.

وفي هذا الصدد، ذكر المسؤولون أن رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار يعتقد أن الإسرائيليين سيعطون الأولوية للرهائن على ساحة المعركة، وأن الحركة بحاجة إلى الصمود لأطول فترة ممكنة لإرهاق تل أبيب ومواصلة الضغط الدولي عليها.

لكنهم، قالوا إن السنوار مستعد لإطلاق سراح الرهائن غير أنه يريد وقف إطلاق نار أطول وشروط أفضل من المرة السابقة.

واحتجزت حماس أكثر من 200 رهينة في هجوم مفاجئ على بلدات إسرائيلية في غلاف غزة، يوم 7 أكتوبر، والذي تقول إسرائيل إنه أدى أيضًا إلى مقتل حوالي 1200 شخص.

وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس وقتل قادتها، في حرب ما زالت متواصلة لليوم الـ108، وأسفرت عن مقتل أكثر من 25 ألف فلسطيني، وجرح مئات الآلاف منهم، ونزوح قرابة مليوني شخص من منازلهم.

وقف النار أم الرهائن؟

وترى الولايات المتحدة ومصر وقطر أن صفقة الرهائن الأخرى هي المفتاح لوقف القتال لفترة طويلة.

وفي هذا السياق، يقول مسؤولون مصريون إنه في حين يتخذ القادة الإسرائيليون موقفا متشددا علنا، هناك انقسامات داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي، حيث يدعو البعض إلى إعطاء الأولوية للرهائن.

وفي مقابلة نادرة مع التلفزيون الإسرائيلي، قال جادي آيزنكوت، الجنرال السابق الذي أصبح الآن عضواً لا يحق له التصويت في حكومة الحرب الإسرائيلية: “يجب أن نقول بشجاعة إنه من المستحيل إعادة الرهائن أحياء في المستقبل القريب دون اتفاق”.

ويختلف قادة إسرائيليون كبار آخرون مع ذلك، قائلين إن الضغط العسكري المستمر على حماس هو وحده الذي سيجبر الجماعة على إعادة الأسرى.

وقال مسئولون مصريون إن المفاوضين الإسرائيليين قدموا يوم الثلاثاء في القاهرة اقتراحا مضادا آخر بشأن الرهائن لم يتضمن طريقا لإنهاء الحرب.

ولفتوا إلى أن كبير المفاوضين المصريين، اتهم الفريق الإسرائيلي بعدم الجدية بشأن المحادثات.

وفي الوقت نفسه، أبلغت حماس المسؤولين المصريين والقطريين أن صفقة الرهائن السابقة قصيرة الأجل لم تكن مرضية، حيث وصلت المساعدات إلى غزة أقل مما وعدت به، وتم اعتقال العديد من الأسرى المفرج عنهم مرة أخرى في وقت لاحق.

ولم يصدر أي تأكيد أو نفي من قبل الدول الثلاث حول هذه الخطة، كما لم يصدر أي تعليق من قبل إسرائيل أو حركة حماس.

لكن حماس، نشرت أمس، ما قالت إنها وثيقة تضمنت رؤيتها لهجوم “طوفان الأقصى”، وشروطها من أجل الإفراج عن الرهائن.

غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن رفضه مطالب حماس للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في غزة.

وقال في بيان تليفزيونى ” أعدنا حتى الآن 110 مختطفين ونحن ملتزمون بإعادتهم جميعا. هذه هي إحدى غايات الحرب والضغط العسكري يشكل شرطا أساسيا لتحقيقها”.

وأضاف: “أعمل على مدار الساعة من أجل تحقيق ذلك، ولكن فليكن واضحا؛ أرفض شروط الاستسلام التي وضعها وحوش حماس رفضا قاطعا”.

زر الذهاب إلى الأعلى